جراسا -

نضال سلامة - علق الخبير الإقتصادي حسام عايش على تخفيض البنك الدولي لتصنيف الأردن من متوسط مرتفع الدخل الى متوسط منخفض الدخل بالقول أن هذا التصنيف ينسجم مع معدلات الدخل التي وضعها البنك الدولي .

وأشار عايش في تصريح لـ"جراسا" أن الأردن وفق هذا التصنيف يقع ضمن المستوى الثالث ، وهذا مبني على دخل الفرد الأردني من الناتج المحلي الإجمالي ، لافتا الى أن معدل دخل الفرد الأردني انخفض خلال السنوات الأخيرة لأسباب مختلفة منها النمو الاقتصادي الراكد والثابت على نسبة 2 % .

ووفق عايش فإن السبب الثاني لانخفاض دخل الفرد الأردني الزيادة السكانية الكبيرة خاصة عندما نضيف السكان السوريين في الأردن .

أما السبب الثالث وفق عايش فهو الأداء الإقتصادي الأردني الذي لم يستطع أن يرتقي بمعدل دخل الفرد ، مبينا أنه بالمقاييس الدولية والمحلية لم يعد بالإمكان أن يتفق دخل الفرد والأسرة بالأردن مع الإنفاق الكبير لهما ، وذلك ليس من أجل يزيدوا حاجاتهم بل من أجل الإنفاق على الحاجيات الأساسية نظرا لارتفاع كلفها.

وأوضح عايش أننا بحاجة الى مراجعة شاملة لكيفية تحسين المستوى المعيشي للفرد والأسرة الأردنية ، فمن الواضح أنه من خلال وجود الأردن ضمن هذه المرتبة التي وضعها البنك الدولي تعني أننا بحاجة لعمل كبير لتحسين درجة الأردن في التصنيفات الدولية ، فنحن في الحد الأدنى من المرتبة التي وضعها البنك الدولي في معدل الدخل.

ولفت عايش الى أننا في جميع الأحوال فإن معدل دخل الفرد الأردني منخفض ، حيث أن معدل الدخل السنوي للفرد بالأردن يساوي معدل الدخل الشهري لفرد خليجي ، وبالتالي هذا يؤثر على الإنفاق والنشاط التجاري ، والنمو الإقتصادي ، وعلى الإيرادات الحكومية التي يذهب منها 18 % كفوائد لسداد الديون ، إضافة الى أنه يؤثر على الناتج المحلي الإجمالي ، ويؤثر على ما تقوله الحكومة بـ"الاعتماد على الذات" في الإيرادات المحلية.

ونوه عايش الى أن انخفاض معدل دخل الفرد حلقة دائرية ، وانخفاض التصنيف التصنيف تقييم على المستوى الدولي ، ما يعني أن أية مشكلة أو تباطؤ بالنمو الاقتصادي قد يواجهه الأردن ، أو أية زيادة سكانية قادمة ستخفض تصنيف الأردن لدى البنك الدولي الى مراتب أقل من المرتبة الحالية ، وهذا سيؤخذ بعين الإعتبار لدى المستثمرين ، ولدى التصنيف الائتماني الدولي للأردن ، وسيؤثر على استمرارية الحصول على القروض والدعم الدولي.

وأشار عايش الى أن الأخطر في كل ماسبق أن تقييم البنك الدولي الذي نتحدث عنه يتضارب مع تقييمات صندوق النقد الدولي ، فإذا أخذنا المراجعات الخامسة والسادسة لصندوق النقد الدولي مع الأردن نجد أن هناك تنسيقا بين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لتقييم الحالة الاقتصادية في الأردن .

وختم عايش حديثه بمطالبة الحكومة باستخلاص العبر والوقوف على مكامن الخلل والضعف التي يشير لهما البنك وصندوق النقد الدولي ، وإلا سننخفض الى الدرجات الدنيا الخطيرة.