طوقان يكتب لـ"جراسا نيوز" .. حكومة دعم قلب سياسي مريض
"استعادة" الوزراء من حكومات سابقة هي سمة حكومة الرفاعى الجديدة لا "استعارتهم" كما يحاول و يحلو للبعض ان يقول . و الاستعادة تعني ملكية الشيء سواء كان جماد او انسان ، تم تقديمه في فترة لاخرين و تمت اعادته للاصل وقت الحاجة ، بينما "الاستعارة " ان الشيء ملكا للاخر و تم استلافه ، لذا هناك فرق .
و لقد شهدت الحالة السياسية الاردنية في عصورها المختلفة عمليات "الاستعادة و الاستعارة" و التنقل بين المعارضة و التاييد ، بين حكومة هذا و ذاك ، و بين يوما في الحكم و عشر في الحبس ، سجالات طويلة بحاجة الى دراسة و تحليل.
و استعادتهم (للسادة الوزراء ) هنا تعني ان هؤلاء الوزراء هم ممن دفع بهم سابقا الى الحكومات " تيار الرفاعي" ومحسوبون عليه ، شملتهم حكومات سابقة سواء ان ابائهم تلاميذ من مدرسة الرفاعي" الاب" او هم انفسهم كانوا في فريقه منذ زمن ، او اصدقاء للرفاعي "الابن " و له في الدراسة و الحياه العملية معهم ما يدفعه للوثوق بقدراتهم.
و سمة واضحة ، هي ان تشكيل حكومة ، تحمل في طياتها وزراء سابقون بعد تغيير الرأس فقط ، يحلو للبعض البعيد عن المطبخ السياسي الداخلي ، ان يقول انها تعديل و ليس تغيير ، و انها حكومة تغيير وجوه و ليس تغيير سياسات ، و يعرفها بأنها مجرد اطاحة بالرأس مثلما حدث في حكومة د.معروف البخيت و تم الابقاء على الجسد براس جديد .
ولكنني اخالف الرأي تلك المقولة في اجزاء منها ، و في هذه الحكومة الجديدة تحديدا لأنها حكومة من تيار و مدرسة سياسية قدمت وزراء لحكومات سابقة و استعادتهم عند تكليفها بالتشكيل ،و هذا حقها الطبيعي ، لذا فهي ليست بحكومة طارئة على العمل او هابطة بالبراشوت الامني او حكومة وميض متلاشي ، انها حكومة اتت لمعالجة التضيقات السياسية والاختناقات الاجتماعية التى يمر بها الاردن ، و اعادت لاعبين من "دكة الاحتياط" ومن "المعتزلين القدامى " و ادخلت دماءا شابة من منتخب الناشئين للعب ضمن الفريق السياسي الاول.
انها حكومة مرحلية تستعد لكاس عالم سياسي و اقتصادي ، في استعدادات و معسكرات و تصفيات داخلية قبل الانطلاق للمباريات الحقيقية . و هو ما يفسر باربعينية تقديم البرامج من كل "وزير "..
و بغض النظر عن موقع الحكومة الجيوسياسي ، سواء انها اردنية او امريكية او بريطانية او بلجيكية ، فلا بد ان تحمل في طيات افكارها نهجا و يتم التعريف بأنه ليبرالي او محافظ او يساري ، الا انها من خلال رؤية رئيسها عرفها بأنها "اردنية "فقط ، بمهام محدده، يعتقد البعض انها لتسعة اشهر في اكثر تقدير لحين ولادة قانون واجراء الانتخابات النيابية و تطوير القطاع العام او على الاصح خصصته و بيعه ، و بالتالي فهي "اردنية "بحتة . ما لم يكن المولود "سباعيا ".
لذا جائت اول تصريحات الرئيس سمير الرفاعي لتؤكد انها لا حكومة ليبرالية ولا محافظة ، هي حكومة اردنية . و اراد بهذا التعريف ان يقرر انها اتت للعمل المقنن ، تكنوقراطية ، تنفيذية محلية ، لتضع جل خبراتها لاجل من سيأتي بعدها . و لعل اطلاع مبسط على شهادات و علم وجامعات بعض من وزرائها كفيلا بتحديد هويتها و نهجها و سياستها و امكانتها التى هي محل ثقة بحمل المسؤولية .
هذه الحكومة ، يصنفها البعض بأنها " دعامة " حديدية لشرايين القلب السياسي ، المصاب و الذي لم تفلح معه الادوية في زمن اضطراب دقات القلب والانسدادات الاقتصادية ، المعيقة للجريان الاستثماري ، و تكون الصفائح على جوانب القلب السياسي . و اخرون يعرفونها بأنها حكومة تشييد "سكك حديد" جديدة لقاطرات مستحدثة يتم تصنعيها في المصانع الملكية برؤية متطورة.
و لقد لاحظ خبراء علم الاجتماع السياسي ، انه تمت عملية الاختيار و التشكيل و زراعة الدعامة "الرفاعية " في القلب السياسي بسهولة و نجاح من خلال مخدر موضعي ، "بنج" ، تمثل في حل مجلس النواب لاعطاء فرصة لتغيير مرحلي في الساحة مما قد يسمح بحياة طبيبعية امنه.
و تلك مرحلة سياسية تسبق عملية قلب مفتوح و تغيير شرايين بالكامل في حال لم يعد القلب السياسي الى وضعه الطبيعي ، و هو امر غير مستبعد ضمن رؤية الملك عبد الله الثاني للتحديث ، و لكن وقتها لم يحن بعد.
أن منافع الحكومة "الداعمة" اعلى من المخاطر السياسية و الاقتصادية "لحكومة مريضة" ، و لكن الادمان على "الاستعاده و الاستعاره "له ايجابيات كما له مساؤي اكبر من التدوير السياسي و اعادة الاستخدام المبطن بقوى الرفض "للحداثة و التجديد ".
اليوم التهاني للحكومة الاردنية، و غدا بداية عمل وصناعة قرار سياسي و اقتصادي و بداية تغيير واصلاح و من جهة اخرى مراقبة اداء.
"استعادة" الوزراء من حكومات سابقة هي سمة حكومة الرفاعى الجديدة لا "استعارتهم" كما يحاول و يحلو للبعض ان يقول . و الاستعادة تعني ملكية الشيء سواء كان جماد او انسان ، تم تقديمه في فترة لاخرين و تمت اعادته للاصل وقت الحاجة ، بينما "الاستعارة " ان الشيء ملكا للاخر و تم استلافه ، لذا هناك فرق .
و لقد شهدت الحالة السياسية الاردنية في عصورها المختلفة عمليات "الاستعادة و الاستعارة" و التنقل بين المعارضة و التاييد ، بين حكومة هذا و ذاك ، و بين يوما في الحكم و عشر في الحبس ، سجالات طويلة بحاجة الى دراسة و تحليل.
و استعادتهم (للسادة الوزراء ) هنا تعني ان هؤلاء الوزراء هم ممن دفع بهم سابقا الى الحكومات " تيار الرفاعي" ومحسوبون عليه ، شملتهم حكومات سابقة سواء ان ابائهم تلاميذ من مدرسة الرفاعي" الاب" او هم انفسهم كانوا في فريقه منذ زمن ، او اصدقاء للرفاعي "الابن " و له في الدراسة و الحياه العملية معهم ما يدفعه للوثوق بقدراتهم.
و سمة واضحة ، هي ان تشكيل حكومة ، تحمل في طياتها وزراء سابقون بعد تغيير الرأس فقط ، يحلو للبعض البعيد عن المطبخ السياسي الداخلي ، ان يقول انها تعديل و ليس تغيير ، و انها حكومة تغيير وجوه و ليس تغيير سياسات ، و يعرفها بأنها مجرد اطاحة بالرأس مثلما حدث في حكومة د.معروف البخيت و تم الابقاء على الجسد براس جديد .
ولكنني اخالف الرأي تلك المقولة في اجزاء منها ، و في هذه الحكومة الجديدة تحديدا لأنها حكومة من تيار و مدرسة سياسية قدمت وزراء لحكومات سابقة و استعادتهم عند تكليفها بالتشكيل ،و هذا حقها الطبيعي ، لذا فهي ليست بحكومة طارئة على العمل او هابطة بالبراشوت الامني او حكومة وميض متلاشي ، انها حكومة اتت لمعالجة التضيقات السياسية والاختناقات الاجتماعية التى يمر بها الاردن ، و اعادت لاعبين من "دكة الاحتياط" ومن "المعتزلين القدامى " و ادخلت دماءا شابة من منتخب الناشئين للعب ضمن الفريق السياسي الاول.
انها حكومة مرحلية تستعد لكاس عالم سياسي و اقتصادي ، في استعدادات و معسكرات و تصفيات داخلية قبل الانطلاق للمباريات الحقيقية . و هو ما يفسر باربعينية تقديم البرامج من كل "وزير "..
و بغض النظر عن موقع الحكومة الجيوسياسي ، سواء انها اردنية او امريكية او بريطانية او بلجيكية ، فلا بد ان تحمل في طيات افكارها نهجا و يتم التعريف بأنه ليبرالي او محافظ او يساري ، الا انها من خلال رؤية رئيسها عرفها بأنها "اردنية "فقط ، بمهام محدده، يعتقد البعض انها لتسعة اشهر في اكثر تقدير لحين ولادة قانون واجراء الانتخابات النيابية و تطوير القطاع العام او على الاصح خصصته و بيعه ، و بالتالي فهي "اردنية "بحتة . ما لم يكن المولود "سباعيا ".
لذا جائت اول تصريحات الرئيس سمير الرفاعي لتؤكد انها لا حكومة ليبرالية ولا محافظة ، هي حكومة اردنية . و اراد بهذا التعريف ان يقرر انها اتت للعمل المقنن ، تكنوقراطية ، تنفيذية محلية ، لتضع جل خبراتها لاجل من سيأتي بعدها . و لعل اطلاع مبسط على شهادات و علم وجامعات بعض من وزرائها كفيلا بتحديد هويتها و نهجها و سياستها و امكانتها التى هي محل ثقة بحمل المسؤولية .
هذه الحكومة ، يصنفها البعض بأنها " دعامة " حديدية لشرايين القلب السياسي ، المصاب و الذي لم تفلح معه الادوية في زمن اضطراب دقات القلب والانسدادات الاقتصادية ، المعيقة للجريان الاستثماري ، و تكون الصفائح على جوانب القلب السياسي . و اخرون يعرفونها بأنها حكومة تشييد "سكك حديد" جديدة لقاطرات مستحدثة يتم تصنعيها في المصانع الملكية برؤية متطورة.
و لقد لاحظ خبراء علم الاجتماع السياسي ، انه تمت عملية الاختيار و التشكيل و زراعة الدعامة "الرفاعية " في القلب السياسي بسهولة و نجاح من خلال مخدر موضعي ، "بنج" ، تمثل في حل مجلس النواب لاعطاء فرصة لتغيير مرحلي في الساحة مما قد يسمح بحياة طبيبعية امنه.
و تلك مرحلة سياسية تسبق عملية قلب مفتوح و تغيير شرايين بالكامل في حال لم يعد القلب السياسي الى وضعه الطبيعي ، و هو امر غير مستبعد ضمن رؤية الملك عبد الله الثاني للتحديث ، و لكن وقتها لم يحن بعد.
أن منافع الحكومة "الداعمة" اعلى من المخاطر السياسية و الاقتصادية "لحكومة مريضة" ، و لكن الادمان على "الاستعاده و الاستعاره "له ايجابيات كما له مساؤي اكبر من التدوير السياسي و اعادة الاستخدام المبطن بقوى الرفض "للحداثة و التجديد ".
اليوم التهاني للحكومة الاردنية، و غدا بداية عمل وصناعة قرار سياسي و اقتصادي و بداية تغيير واصلاح و من جهة اخرى مراقبة اداء.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
هيك مضبطة بدها ؟؟؟؟؟ والباقي عند الرفاعي
حقا ان القلب السياسي خاصتنا معطوب
وبامناسبة
ن توجد حكومة تسع ممارسة دور الامقاذ لما قد يمكن انقاذه
اوضع بالبلد جدا خطر ويحدث عن قادم سيء
ادعو الله ان يكون معنا
لا يعقل ان يكون مقمدم الرئيس الجديد وبالا علينا
المسالة اصبحت توريث سياسي
لا توريث خبراتي
المشكلة ان الحكومة السابقة لديها ملفات لصالح الميزانية على حساب الشعب ولم تنتهي منها فبقيت لانهائها
الذي تغير هو رئيس اللوزراء وليس الوزاره