جراسا -

كتب خبير المجلس الروس للشؤون الدولية، نيكيتا سماغين، في "بروفيل"، حول صعوبة اتخاذ طهران موقفا من الصراع في قره باغ.

وجاء في المقال: موقف طهران من الصراع في قره باغ، شكليا، بسيط للغاية: إيران، مهتمة بالسلام على حدودها وتدعو إلى وقف إطلاق النار في أسرع وقت. ولكن، مع تطور الصراع، يصبح من الصعب على الجمهورية الإسلامية البقاء على مسافة واحدة من المشاركين فيه.

بادئ ذي بدء، الإيرانيون ليسوا مستعدين على الإطلاق لاختيار طرف في هذا الصراع. فطهران، تقيم حوارا بنّاء ووديا مع كل من يريفان وباكو.

وثمة تفصيل بسيط آخر: طهران تعارض بشكل قاطع إرسال قوات حفظ سلام إلى منطقة الصراع. الموقف المبدئي لإيران هو أن المشاكل الإقليمية يجب أن تُحلّ من قبل اللاعبين الإقليميين دون غيرهم. لذلك، من المقبول مشاركة تركيا وروسيا وجورجيا وإيران وأرمينيا وأذربيجان.

بالإضافة إلى السياسة الخارجية، يتعين على طهران أن تأخذ في عين الاعتبار العوامل السياسية الداخلية. يعيش في إيران حوالي 150 ألف أرمني. فيما يصعب حساب عدد السكان الأذربيجانيين في إيران، حيث أن الأذريين مندمجون بعمق في المجتمع الإيراني وهناك عدد كبير من الزيجات المختلطة. وعادة ما يقدر عدد الأذريين بـ 15-20 مليون، من إجمالي عدد سكان إيران البالغ 80 مليونا.

إلى ذلك، هناك عدد من الظروف تمنع طهران من التمسك بالخط السياسي السابق. فأولاً، يمس الصراع بالفعل الأراضي الإيرانية. خلال الأعمال القتالية في قره باغ، سقط ما لا يقل عن مائة قذيفة وصاروخ على أراضي الجمهورية الإسلامية.

بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك بالفعل حالات أسقطت فيها الدفاعات الجوية الإيرانية طائرات مسيرة وصلت إلى حدودها مع منطقة الصراع.

وهناك عامل مزعج آخر هو مشاركة مسلحين من سوريا في الصراع.

بشكل عام، طهران قلقة من نشاط تركيا في اتجاه قره باغ. فأنقرة، تبقى منافسا إقليميا لطهران، على الرغم من التعاون في عدد من المجالات. ومن الواضح أن تعزيز الوجود التركي في القوقاز ليس في مصلحة الجمهورية الإسلامية.

وأخيرا، يمكن أن يساهم تدخل تركيا في تصعيد الصراع في ناغورني قره باغ.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب