عندما يقف الأقزام أمام الملك


جدل الدولة اليهودية لا يتعدى سعي الإسرائيليين للمخطط الإسرائيلي وما يضمن الأمن القومي لهم , فالنموذج السياسي الذي حمله نتنياهو ووقف به أمام الملك , هو ظاهرًا للاعتراف وباطنًا لللإستيلاء على الأرض وطمس القضية بعد طرد أهلها منها , فإسرائيل تنطلق من التمييز التفاضلي , وتأكيدها بأن لها امتيازات بالتفاضلية , بما يعني أن هناك امة مميزة على أمة أخرى , وإعطاء ميزات لشعب على حساب شعبٍ آخر.

النموذج السياسي الفاشل بالترويج للدولة اليهودية وما أخفاه من حقبة إسرائيل بما فعلت , ووعاء نتنياهو الذي امتلأ بالمكر والخديعة كلها حيل إسرائيلية ولن تنطلي هذه الحيل على الملك , فلو تم الاعتراف بالدولة اليهودية هل سينتهي الأمر.

المسألة أبعد من ذلك وهو ما يدركه الملك ولن يستطيع أحد أن يمرر أي خديعة عليه , فإسرائيل توهم بأن الموضوع هو الاعتراف بالدولة اليهودية فقط , ولكن الحقيقة أن الخلاف بيننا وبينهم كيهود هو خلاف مبدأ ومصير حتى لو تم الاعتراف بالدولة اليهودية وهو ما يدركه الاسرائليون , فهي نظرية يهودية , وإن محددات العمل السياسي لتحقيقها تتحول لمفهوم عقائدي بأن العرب على دين وهم على دينٍ آخر.

جدلاً تحقق المراد وأصبحت الدولة اليهودية واقعًا حقيقيًا , فهي لن تكتفي بذلك ولن تكتفي بطمس القضية الفلسطينية ومحوها عند العرب , بل ترى أن الضفة الشرقية هي الجزء الآخر من إسرائيل , وهذا ما يؤكده الفكر الإسرائيلي بأن الأردن والجولان مناطق تابعة لإسرائيل ومن حق الشعب الإسرائيلي , وأن فلسطين بنظرهم حُررت ولم تُحتل , وان التنازل عن الأرض مقابل السلام هو بنظرهم التنازل عن الأردن, وبالنسبة للأملاك الفلسطينية كما يقول الكونغرس المسيطر عليهم من اليهود , هو مايقارب46 مليار دولار يأخذه الفلسطينيون وينتهي الأمر.

هذا يندرج بالوعي الحقيقي للشعب الفلسطيني , فمن لا يملك الشيء لا يستطيع أن يهدد به الآخرين , فنحن والشعب الفلسطيني معًا لا نملك بالحقيقة شيئًا أمام الغطاء الأمريكي والدولي لإسرائيل , وأمام تفكك العرب وانشغالهم بالحروب والصراعات , فهذه قضية أشبه بالتحايل الدولي , ولكن الملك سيحقق صوتاً وطنيًا للفلسطينيين بما يضمن حياتهم واستمرارهم وبما لا يؤثر على مصالح الأردن العليا , وبغض النظر عن توقعات من سيربح ومن سيخسر , فان وعي الملك سيكون بنوعية سياسية لا نعرفها , ولن تنطلي عليه حيل الأقزام عندما تقف أمامه , فالملك تربى على القضية الفلسطينية منذ نعومة أظفاره ويعلم من هم الإسرائيليون ولن يستطيع أحد أن يمرر أي خديعة عليه.



تعليقات القراء

ابو عماد
الله يبشرك بالخير يا الاخو
20-01-2014 11:39 AM
طراد
فقط سؤال
لماذا ياسيد احمد تركت قريتك بدو وقدمت الى الاردن الا تعتقد انك هناك يمكن ان تضايق اليهود او ترمى حجر على الاقل بدلا من الجلوس والمطالبه بالتحرير........ليتنا نحب بلادنا ونضحى من اجلها
05-02-2014 01:21 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات