بيان وطني إصلاحي بامتياز ..


الرسالة المطوّلة التي وجهها حزب الجبهة الأردنية الموحدة لرئيس الوزراء، أكثر من مهمة، لاعتبارات كثيرة أهمها أنها تأتي في وقت عاصف بالأحداث والأزمات على كافة المستويات، وأنها تأتي متزامنة مع طرح مشاريع إصلاحية داخلية كبيرة ما تزال تحوم حولها الشكوك، أو على الأقل لم تتشكّل قناعات كافية بضرورتها، وأنها، أي الرسالة، جاءت صريحة وموضوعية إلى أبعد الحدود وتؤشر إلى نقاط في منتهى الحساسية والخطورة والأهمية.. كما أنها تصدر عن حزب سياسي يحظى بتأييد شعبي وقبول واسع لدى أطراف مختلفة في المجتمع الأردني بما يحمله من رؤى وتوجهات وطنية أصيلة، وبما عُرف عنه من أنه يربأ بنفسه عن ممارسة لعبة التزلف والنفاق السياسي وهذه تشكل أهم اعتبار في النظر إلى الرسالة (البيان ) كمشروع إصلاحي جريء يجسّد رؤية وطنية عميقة نابعة من حرقة وحس رفيع بالمسؤولية إزاء أوضاع لم يعد مقبولاً السكوت عليها، كونها تهدد مستقبل الأجيال الأردنية، واستمرارها يؤشر إلى عدم توافر إرادة حقيقية للإصلاح.. أو على أقل تقدير عدم وجود رؤية صحيحة وشمولية لهذا لإصلاح..!!

كنت أتمنى وأنا مسهب في قراءة بيان الجبهة الوطنية الموحدة أن تصل كافة أحزابنا السياسية إلى هذا المستوى من التحليل والرؤى الإصلاحية العميقة، ومن تشخيص دقيق للمشكلات والتحديات التي نعاني منها بالأسلوب الذي اتسم به هذا البيان والدرجة العالية من الموضوعية والصراحة والوضوح البعيدة عن المناكفة أو النفاق السياسي أو ممارسة دور استعراضي شعبوي في معارضة فارغة غير عقلانية..!!

الإصلاح السياسي الوطني يبدأ من هذه النقطة.. عندما تنشأ لدينا أحزاب تتمتع بمستوى عال من الوعي والإدراك لهموم ومشكلات الوطن، وقدرة كبيرة على فهم الأحداث ووضع الحلول والمعالجات لكل الأزمات التي تعصف بالوطن.. فهل أحزابنا الأردنية الكثيرة لديها مثل هذه الرؤى والقدرات لكي تكون لاعباً حقيقياً في الساحة الوطنية..!!

لقد استطاع حزب الجبهة الأردنية الموحدة عبر هذه المبادرة الذكية، أن يضع أصحاب القرار والسلطة في البلد أمام محك حقيقي، فإما المبادرة إلى الإصلاح، وإما انتظار مزيد من التأزيم والضياع، إما إنقاذ الوطن من مشكلات وأزمات خانقة وإما الخراب السياسي الذي لن يكون في مصلحة أحد..!! وباعتبار الرسالة موجهة إلى الرئيس نفسه، فإن مسؤوليته الوطنية تقتضي منه الاهتمام بكل كلمة في البيان، وإعداد العدة للبدء الفوري فيما تبقّى من عمر حكومته بعملية الاصلاح بصورة عملية فاعلة وإرادة حقيقية بعيداً عن الشعارات والوعود..

إن الوطن الأردني الغالي يستحق منا الكثير من الإخلاص والانتماء والعمل، ويحتم إطلاق مرحلة حقيقية من الإصلاح الشامل على نحو ما أشار إليه بيان حزب الجبهة الأردنية الموحدة المدبج بحروف من تراب الوطن الطهور.. حروف تحمل في طياتها بذور الإنقاذ تمكّننا من رفع شعار متلازمية: الأردن أولاً.. الإنسان أولاً..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات