بات في حكم المتوقع  ولا نقول المؤكد أن الرئيس سمير الرفاعي سيغادر الدوار الرابع خلال فترة الشهرين القادمين بعد أن وصل منسوب الغضب الشعبي على هذه الحكومة حداً لم تصل إلى مستواه أي حكومة أخرى حتى حكومات الاحكام العرفية اللهم إلا حكومة الوالد زيد الرفاعي وقبلها حكومة الجد سمير الرفاعي ليكون القاسم المشترك الأكبر في حالات الحكم الرفاعية هو الكره وعدم الرغبة من قبل الشارع بقيادته من قبل أي حكومة يرأسها رفاعي ولو عدنا إلى قراءة التاريخ في المملكة الثالثة لوجدنا اتفاقاً غريباً و  عجيباً من قبل الشارع على رفض أساليب الحكم الرفاعية في الدوار الرابع وها هو الأمر يتكرر في المملكة الرابعة.

على مدار أسبوعين من مسيرات الغضب في يوم الجمعة أثبت الشعب الأردني من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب مدى الحضارية التي يتمتع بها وأساليب الاحتجاج السلمي التي أعطت دروساً للشعوب الأخرى حول كيفية إيصال الصوت إلى صانع القرار دون أن تنزف قطرة دم واحدة بل على العكس من ذلك فبأي دولة في العالم يقوم شرطي بتوزيع الماء والمشروبات الغازية على المتظاهرين فما نراه في الدول التي تقول أنها حامية الديمقراطية فأن خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع هي التي توجه للمتظاهرين أما عندنا في الأردن فأن الابتسامة وكأس الماء كانتا عنوان الحوار بين المتظاهر والشرطي حتى ُخيِّل إلي أن الشرطة تريد حمل المتظاهرين على الأكتاف من أجل راحتهم وحتى ُخيِّل لي أيضا أن الشرطة ستحمل اللافتات واليافطات عن المتظاهرين في حال شعروا بالتعب.

في أي دولة في العالم يحدث هذا ولا أقول في الوطن العربي أو دول العالم الثالث بل أقصد أعظم الديمقراطيات في العالم.

وفي أي دولة في العالم يقوم مليكها أو زعيمها بالتوجه إلى السجن للأفراج عن معارض بحجم ليث شبيلات بل ويصطحبه بسيارته إلى منزله في صورة أبهى من كل صور الديمقراطية ـ رحم الله الحسين العظيم ـ وفي أي دولة في العالم يقوم مليكها أو زعيمها بالتخفي لمعرفة أخبار البلاد والعباد ـ أدام الله علينا النعمة التي حبانا بها وهي جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين .

في مظاهرات أيام الجمع بات واضحا وبدون أي شك أن الأردنيين على اختلاف منابتهم وأصولهم اتفقوا على شيئين لا ثالث لهما أن الوطن أهم وأن على الحكومة أن تغادر ولا أدل من ذلك الهتافات التي طالت الرفاعي وبعض وزرائه فهل حدث في أي حكومات سابقة أن ُوصِف رئيسها بالجبان... هل ُوصَفَ المتظاهرون أو المواطنون طاهر المصري أو عبدالسلام المجالي أو فايز الطراونة أو عبدالرؤوف الروابدة او معروف البخيت أو نادر الذهبي أو عبدالكريم الكباريتي أو مضر بدران أو عدنان بدران بالجبان,هذا لم يحدث إلا مع الرئيس الحالي سمير الرفاعي.

وهل أتى المتظاهرون على ذكر أي رئيس وزراء سابق إلا الرئيس الوالد زيد الرفاعي والجد سمير الرفاعي.

ولماذا يُصر المتظاهرون على تذكير الرئيس الحالي بأحداث أوهتافات أو شعارات رفعت في عهد أبيه وجده.

القصة ليست "رمانة وإنما قلوب مليانه" على أسلوب حكم جرّبه الأردنيون جيدا ًوخبروه وليسوا على استعداد للتعامل معه مرة أخرى.

فما بين "سنة سمير لا قمح ولا شعير " في عهد الرئيس الجد إلى هتاف " يا سمير يا... اسال بيّك عن نيسان " لا بد من قراءة الحالة جيداً فهي الحالة الوحيدة التي اتفق الأردنيون جميعاً انها لا تصلح لهم اطلاقاً.

mdairi@cox.net