حضرت كما المئات الذين حضروا قبل ايام المظاهرة امام السفارة التونسية , التي جاءت حسب زعم المشاركين والمخططين لها تأييدا ودعما لشعب تونس , واحتفالا وابتهاجا بزوال نظام دولة اخرى .
ولكنني سمعت هتافات لا علاقة لها بتأييد تونس وشعبها, تشتم رئيس الوزراء الرفاعي سمير ووالده , وانا هنا لست بصدد الدفاع عنهما, فقد كنت ذات يوم اقسى من كل المتظاهرين عليهما, ولكنني مضطر للقول ان ما فعلته حكومة الرفاعي من تخفيض للاسعار واستجابة لمطالب الجماهير, يجب ان نرحب به ونقف عنده داعمين ونشجعها للحصول على المزيد من التنازلات لصالح الشعب الذي نتباكى عليه , وما فعلته تلك الحكومة وللامانة المهنية لم يسبقها عليه حكومة اخرى في ذات الشأن ولم نرى هولاء المتظاهرين قد خرجوا بمظاهرات ومسيرات مشابهة لتلك التي وقفت امام السفارة التونسية .فلا ادري اي معارضة هذه التي تكون على الفاضي والمليان وتحمل معاني الحقد والكراهية اكثر من معاني الاصلاح.
إن الاردن اليوم وفي ظل الظروف التي تمر بها المنطقة, بحاجة لجهد كل ابنائه الغيورين على مصلحته للمحافظة على مقدراته , واستمرار نعمة الامن والامان فيه الذي يحسدنا عليها الكثيرون في الخارج.
فقد قرأت من تظاهرة السفارة التونسية أن غالبية من شارك بهذه التظاهرة جاء بسيارات فارهة جدا, ومن ابناء طبقات غنية جدا من سكان عمان الغربية , وبعضهم خاض الانتخابات النيابية الماضية ودفع ملايين الدنانير ثمنا للحصول على نمرة حمراء نيابية وفشل بذلك.
ومن هنا فاني لا اعتقد بأن هولاء المتظاهرون قد جاؤا لغايات تخفيض الاسعار او لحرقة على الغلابى والمساكين , بل كانت تظاهرتهم تصفيقا على شاشات التلفاز تأييدا لشعب تونس ولا علاقة لها بالفقراء وتخليصهم من غلاء الاسعار الذي طال كل ارجاء الدنيا ,بل اننا في الاردن افضل حال من كثير من شعوب العالم.
ولا اعتقد بأن من شارك بهذه التظاهرة او دعا اليها وجمع الناس وابدع على شاشة الجزيرة , كان همه فقراء الوطن وتخليصهم من ارتفاع الاسعار, فصدقونني بان هناك من المتظاهرين من يملك عشرات الملايين من الدنانير, فماذا فعل لفقراء الوطن؟.
لا نريد وطنية مزورة تصنع على حساب الفقير والغلبان , بل نريد وطنية يرتبط القول فيها بالفعل, فهناك من اعتاد على تزيين جراح الاردنيين لوضعها كمزهريات تزين بيوتهم.
ندرك تماما بان العلاقة المصيرية بين الشعب الاردني وقيادته التي لم تسبح يوما عكس تيار شعبها , تشكل مصدر خوف وقلق لقوى وانظمة كثيرة, وهذا ما يجب ان نسعى اليه جميعا لانه يمثل لنا بيضة القبان إن إختل الميزان.
تعالوا ننعم جميعا بما رزقنا الله من نعمة الامن التي يفتقدها الكثيرون في هذا العالم.فلا تونس قدوة لنا ولا غيرها , فنحن في بلد إختص اهله في الدفاع عنه , لذا وقف العالم بأسره حيران المرة تلو الاخرى , لعدم وجود خونة من ابناء شعبه , يحركونهم متى ارادوا.
وقفة للتأمل"إن الافاعي وإن لانت ملامسها— عند التقلب في انيابها العطب".
Quraan1964@yahho.com
*عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين