بكل لحظة عشتها و كل قلب ملؤه الجراح و عقل تائه ما بين رغبة و حقيقة عشقتك يا قدس , حنيني يملؤه الأسى و قلبي قلب جريح يغمره رغبة بغد أفضل , بساتينك الخضراء التي تناطح عقل كل عاشق و تتمايل فيه الفكرة مرة يمنة و أخرى يسرة حتى تضع في نفسي حبك الذي سوف يبقى على مدى الأيام , عشقك باق كم من ليال قضيتها و أنا أنتظر ضوء هذا القمر المضيء من بين حنايا الظلمة ليقف فوق رأسي و أرى بأم عيني قمرا ساطعا منيرا يعم المكان عشت فيك يا قدس أيام عاشق تتخبطه الأيام و كل يوم يمضي يأخذ معه عبير حياتي ليأتي اليوم التالي بعبير جديد يفتح أملا جديدا بالحياة , لقد كنت ابتسامتي و حياتي و أيامي , حتى فوجئت بيوم أغفو في بستاني و إذا بشخص يقطع علي نومي بكلمات لم أفهمها و أخرجني من بستاني و هدم بيتي و كأنها الصاعقة  خرجت من أرضي و أنا أناديك يا بستاني و أبكي عليك يا بيتي بكاء قهر عمه الزمان بظلمه , كلمات حسرة على نفسي و بلدي , أيام عمري قضيتها ما بين يديك و تحت ذراعيك يا منزلي .....يا بستاني .... عرفت بعدها أنه الاستيطان وو ضعوا على بستاني اسم بغير لغتي العربية فأدركت حينها أنه التهويد , قلب ينزف بقطرات حزن ملئت بها المكان فأصبح المكان ملؤه الحزن و الأسى  و دموعي نزلت و كأنها ماء بحر جمعت منك يا أمطاري , جاء شبابك يا قدس ليدافعوا فاتخذوا من الأرض مكانا صفت جثثهم سطرا طويلا من كثرة عددهم و صفيت دماؤهم و انكسر هذا القلب حزنا لأن هذا ابني و هذا أخي و هذا زوجي و هذا.....و هذا......و هذا .... آه كم حمل لي الزمان أياما دقت فيها مرارة الأسى لقد أصبحت خالية اليدين الآن فقدت كل أحبابي و أرضي و بيتي و لكني ما زلت على أمل أن يأتي لي الغد بأيام أفضل و تزرع لي أملا جديدا , وما زلت على قلب الصمود.
 
ذهبت لأداء صلاتي في مسجد أقصى ذات قبة مجد حفره التاريخ و خلدته  معجزة ليس بعدها معجزة زخرفته سورة إسراء آية وراء أخرى , فالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين وهو مكان إسراء رسول كريم محمد الأمين صعد بعدها إلى سماوات علا في كل سماء مجال إبداعك أيها الخالق و جمال صورتك التي رآها رسولنا الكريم و كانت المعجزة التي انبهرت بها البشرية التي ترى السماء و كأنها غطاء يحميك يا أرض سكنها العباد ,  حتى تمزق هذا القلب برؤيتك يا مسجدي تتصدع و يا قلبي تتمزق , دعوت لك وقد حماك رب الرحمن ليخفف آلامك و أنا أضع يدي على صدري أخاف مواجهة لحظة الفراق .
 
 مجد حفره التاريخ , و يريدون أن يأتوا بتاريخ جديد و لكن كيف يكون التاريخ جديدا ؟؟؟؟؟تاريخهم تاريخ ضعف ليست إلا مزاعم  ليس لها أساس سوى كلمات ليس لها دليل إثبات ذكرتني بكلمات يلقيها العرب في اجتماعاتهم لا تحظى  سوى بتصفيق سمعناه و نسمعه و كأنه أغنية تطرب لها الأذن , تنتهي في نهاية الاجتماع , و نحن نهتف و نصرخ ننادي كلمات الإغاثة لهذا المسجد الصامد و لكن لا مستمع و لا مجيب , لقد فتحنا لكم الآفاق فأي أمر بعد هذا ؟؟؟؟؟و أي قلب سوف يحمل بين أضلاعه شدة هذا الأمر ؟؟؟؟؟؟؟؟قلوب ساكنه لا إحساس فيها و عقول جامدة لا إدراك فيها .....فأي أمر بعد هذا؟؟؟؟؟؟؟؟ و أي مصيبة ستجيركم ؟؟؟؟؟؟؟..و أي مصيبة ستجرح مشاعركم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ما هو مفتاح عقولكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كل يوم من عمري أحمل فيه كفني دفاعا عنك يا قدس .
 
إنقاذا لك يا مسجدي , كل يوم يمضي و نحن نسمع صراخ هذا و أنين هذا ,  حياة مأساة عاشها هذا الشعب ينتظر كلمة حق تصدر من أفواهكم و لكن لم يصدر منكم إلا شعارات انطلقتم تهتفون بها , و كلمات ليس لها أثر سوى أنها كلمات , لقد أحزنني أنك يا قدس مجد الحضارة تقفين وحدك صامدة , فأين الموقف العربي , موقف الإسلام و المسلمين , أيتها الأعداد التي هي مجرد عدد نعد الدول و نعد الشعوب أي مصيبة أكبر من هذه ستفتح عقولكم , لقد تعودنا منكم دول الضعف ليس الضعف بحد  ذاته و لكنها دول الفرقة و الندامة , ندامة على وحدة كان من الممكن أن تكون, نتحدى فيها كل من يتجاهلنا و يقف في طريقنا و لكننا كعادتنا اخترنا موطن ضعفنا , فرقتنا التي ليس لها أساس عززت لدى الآخرين الشعور بالأفضل و أنتم شعوب التاريخ و الحضارة حضارة لن تنسى , الحضارة العربية الإسلامية.

manalalamiri@yahoo.com