واقع التعليم:تحديات و فرص


جراسا -

 

غاندي النعانعة


"إن الواقع المشبع بالتحديات هو الواقع الأمثل لنشوء الفرص "

يثبت واقع التعليم، في كل يوم، أنه المجال الحيوي و الفضفاض، و المتغير الحدود و المتنوع الابعاد، الواقع الذي مثلما تنشأ فيه الكثير من التحديات، فإنه تتولد عنه الكثير من الفرص و التطلعات، فهو متأثر بالتفاعلات المستمرة، والتطورات التي تطرحها في طريق الإنسان مختلف المتغيرات الاقتصادية، والاجتماعية، و العلمية.

و إن قدرتنا على تفهم حالة الجمود و المراوحة التي يعكسها واقع التعليم،أي ما هي عليه ممارساته الفعلية، لا سيما تلك التي تحتاج إلى انتباه مستدام تسعى الحكومات و الدول إلى تقديمها، يحولها إلى فرص.


وكما أن التحديات التي تواجه نظم التعليم في عالم اليوم تؤثر على فعاليتها وقدرتها على تلبية احتياجات الطلاب والمجتمع، فإنها تتنوع لتشمل تحديات تتعلق بتسارع الانتاج التكنولوجي ، حيث يلزم هذه الانتاج المؤسسات التعليمية ليس وحسب التكيف معه، بل و توظيفه لتعزيز عمليات التعلم وتطوير المناهج التربوية المبتكرة، في حين أنه ما تزال هناك تحديات تتعلق بالوصول إلى التعليم بطرقه، واستراتجياته الحديثة ، الأمر الذي يستوجب حاجة أساسية لتحسين بنيته التحتية، و إتاحة مخرجاته للجميع .


بالإضافة إلى أن زرع الدافعية لدى الطلاب وتشجيعهم على تعلم التقنيات و إتقان المناهج، عليه أن يكون مصحوبا بأساليب التدريس التفاعلي وتطبيقات تكنولوجيا التعليم، علاوة على توفير المرافق، والموارد، والمصادر اللازمة،و المعينة على تحديث طبيعة التعليم التقليدية التي تقيم في أغلب نواحيها عادة التلقين و عقلية الثبات .

و بينما تطرح تلك التحديات فكرة عن المجهودات المطلوبة في سبيل تعليم أكثر فعالية، فإنها من جهة أخرى تطرح فرصا كبيرة للمساهمة في تطوير آفاق هذا الواقع، بل إن بعض هذه الفرص تفتح النقاش حول التكنولوجيا و فرص التعلم عبر الإنترنت، وتحديث المناهج لتكون أكثر تفاعلية و مرونة، و تدفع باتجاه الابداع التربوي لإيجاد مناهج تعليمية تشجع على التفكير النقدي، وتنمية المهارات المستقبلية.


مما يعني أنه يجب على القرارات الحكومية أن ترافقها إرادة مجتمعية، و إرادة لدى العاملين في قطاع التعليم هدفها النظر إلى مستقبل التعليم كأحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز مهارات الأفراد في تلبية متطلبات المستقبل، كون أن واقع التعليم المتوازن، يعكس أيضا توازنًا بين التحديات والفرص، ويتطلب جهودًا مشتركة لتحسين واقع التعليم وتوفير بيئة تعليمية مستنيرة، فيما قد تتيح الشراكات بين المؤسسات التعليمية، والقطاع الخاص، والمجتمع المحلي توفير دعم لتعليم يرى في تلك التحديات بذار فرص و تطلعات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات