حوادث 2016 الارهابية .. زادت الاردنيين صمودا وتشبثا بالوطن الاغلى والاحب


جراسا -

محرر الشؤون المحلية - حالة الالتحام والالتفاف التي اظهرها الاردنيون بالتعاطي مع حادثة مجابهة "الارهابيين" في واقعة قلعة الكرك نهار يوم امس الاحد حملت عنوانا عريضا يقول بأن الأردن "حالة خاصة" نجح خلالها الاردنيون في التشبث بمفهوم الوطنية وترجمته لأعمق من مفهوم التضحيات، وقد وضع ابناؤه أرواحهم على أكفهم في سبيل امنه وأمانه، وقد تصدى ابناؤه المدنيين والأمنيين لرصاص الغدر ، كما حدث يوم امس غير آبهين بفكرة الموت امام فكرة الوطن الاحب والاوحد والاغلى.

الاردن الذي جابه "الارهاب" بمحطات اربع كان اخرها حادثة يوم امس، اثبت قطعياً ان كل ابنائه جنود وطن، والذين احتشدوا بالوقوف وراء الاجهزة الامنية ومنهم من حمل السلاح تأهباً، واخرين خرجوا من المحافظات باتجاه "كرك الهيّة" لمؤازرة اشقائهم الكركيين على ارض مدينتهم، حيث غاب مسمى المدينة او المحافظة ليتحول الى "اردن" فقط.

حادثة "قلعة الكرك" الارهابية، شكلت المحور الرابع في مخطط الارهاب الذي استهدف الاردن منذ بداية العام 2016 وحتى الايام القليلة المتبقية من العام الحالي، هذا المحور زاد من ايمان الاردن الرسمي والشعبي بأن لا عنوان لكينونتهم سوى "اردنهم" وقد اختلطت مشاعرهم بين الحرص واليقظة، بين الفرح والفخر بمتانة موقفهم الوطني، بين الحزن والوجع لمعايشتهم احداث دموية لا بد من دفعها في حسابات استقرار البلد وامنه.

الاحداث الارهابية الاربعة التي عايشها الاردنيون هذا العام، شكلت في حصيلتها تجديد "عهد وبيعة" للأردن وقيادته، ومع كل حادثة ارهابية يزيد اصرار الاردنيين على التعاضد والتآزر، وكأنما هم في صراعٍ مع "ماكنة" الارهاب التي تجهد في الوصول لأي ثغرة قد تمكنها من الوصول الى العمق الاردني، بعدما اجتثت هذه "الماكنة" انظمة وشعوب ودول في اقليمنا اللاهب.

الاردنيون سطروا معجزة الصمود والتحدي والارادة في الحفاظ على امن وطنهم، وقد طالت يد الارهاب في فجر آذار من هذا العام في اول عملية والمعروفة بـ *خلية إربد الإرهابية" والتي استشهد فيها الرائد راشد الزيود ، وقتل فيها 7 ارهابيين، يومذاك انتفض الاردنيون تأهبا وأصالة ونبلاً والتفوا بأنفاسهم وارواحهم وقلوبهم حول كل ما هو اردني، بل واصبح كل اردني مشروع شهيد في سبيل اردنه .

ولم يفهم من يقف وراء "ماكنة الارهاب" بأنه يزيد في اصرار الاردنيين على التصدي لأدواته الخبيثة واهدافه الدنيئة، ليباغتنا في الاردن بالحادثة الثانية في حزيران من العام الحالي، في عملية *هجوم مخيم الرقبان "الارهابي، حيث تسللت يد الغدر الجبانة لتفجير مركبة بالقرب من مخيم الرقبان للاجئين السوريين داخل الأراضي السورية قرب الحدود الأردنية، والتي راح ضحيتها 6 شهداء عسكريين من ابناء قواتنا المسلحة، وقد وقف حينها "كفر الارهابيين" امام قوة ايمان الاردنيين الذين احتسبوا ابنائهم شهداء عند بارئهم واحياء عنده يُرزقون.

وكأنما كلما زاد يقين الاردنيين بدينهم وعقيدتهم، وايمانهم بوطنهم ، وتقديم انفسهم فداءً للوطن ، زادت بالمقابل "حساسة" البعض المطعمة بنهج الارهاب لتجيئ عملية "هجوم البقعة" والتي ارتقى خلالها خمسة من ابناء جهازنا الامني ليكونوا بحق شهداء الفجر الأول من رمضان 2016 ،

هذه الحادثة حملت خصوصية لافتة وقد نجحت مجموعة من المواطنين في القبض على منفذ الهجوم داخل مسجد في منطقة السليحي، وقد اثبت الأردنيون انهم جنود الظل والعلن امام امن الوطن سواء بسواء.

وفي حادثة "قلعة الكرك" الارهابية يوم امس، تأكد لنا ان صانعي الارهاب في غيّهم يتخبطون، وقد رسّخوا ووسعوا مساحة الوطن في ارواح وقلوب الاردنيين ودون ان يدري الارهابيون "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات