هستيريا من نوع مختلف تضرب "إسرائيل"


جراسا -

لم تعد الحياة في كافة المدن الإسرائيلية تسير بشكل طبيعي، حيث انقلبت الأوضاع رأسا على عقب، ودخلت آثار المواجهة الحالية لكل بيت إسرائيلي تحت قاعدة "الكل مستهدف".

وما يختلف في هذه المواجهة عن الحروب السابقة أنه حتى في الحروب كان الشعور بعدم الأمن يقتصر على مناطق دون أخرى، كأن تكون مناطق جنوب ووسط فلسطين المحتلة متأثرة بحروب غزة، فيما الشمال آمن، أو أن يكون الشمال مستهدفا والجنوب آمن في حال المواجهة مع لبنان، أما في هذه المواجهة فكل بيت إسرائيلي أصبح غير آمن.

ويروي عمال الضفة ممن يعملون في الأراضي المحتلة عام 1948 روايات عن حالة الرعب والهستيريا التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي هذه الأيام شبيهة بتلك التي سادت خلال حرب غزة الأخيرة ولكن بوتيرة أصعب، فالمستوطن لا ينتظر ضربة من السماء عبر صاروخ بل ينتظر ضربة من مسافة صفر عبر سكين.

هستيريا مختلفة

وكانت وسائل إعلام الاحتلال أشارت في تقارير لها إلى أن كثيرا من الإسرائيليين أصبحوا لا يتوجهون للمطاعم، وغدوا يطلبون وجبات الطعام "دليفري" (خدمة التوصيل للمنزل)، وهو ما يعكس مستوى القلق من التواجد في الأماكن العامة.

كما أن حالة الهستيريا لم تعد خافية وتجلت في أعلى صورها بحادثتي قتل مستوطنين اثنين على خلفية الارتباك والاشتباه بأنهما فلسطينيان ينويان تنفيذ عمليات، كما حدث في بئر السبع مع العامل الأريتيري عقب تنفيذ هجوم محطة الباصات في المدينة، وفي القدس حين قتل مستوطن ذو ملامح شرقية على مدخل حافلة ايغد، وعديد اعتداءات أخرى بـ"هجمات صديقة".

محمد أبو يحيى والذي يعمل في مطعم بـ"تل أبيب" منذ سنوات، يشير إلى أن غالبية المطاعم تعاني ركودا كبيرا هذه الأيام، "فالإسرائيلي يعيش في حالة ذعر حقيقي، وهو يخاف من كل ما يدور حوله وهذا نمط حياة لا يطاق بالنسبة لهم".

وأضاف لـ"صفا" "هم يشعرون بالعجز وبحالة من فقدان الأمن الشخصي الذي لا ينفع معه أي إجراءات أمنية، فكل من يسير في الشارع ترى الارتباك على وجهه، ويتوقع أن يكون أي شخص بمحيطه يحمل سكينًا، وهو يعي تماما أن كل أجهزة أمن الاحتلال لا تستطيع فعل شيء له في تلك اللحظة".

ويشير العامل في الأراضي المحتلة سليمان خلوف إلى أن استمرار الإسرائيليين على هذه الحالة لفترة أطول سوف يفقدهم عقولهم، مشيرًا إلى أنه ركب حافلة "ايغد" مرة واحدة منذ بداية الأحداث ولم يكررها بعد ذلك.

وأضاف "أن تجلس وأنت ذو ملامح شرقية بجوار أي إسرائيلي في حافلة كفيل بأن يجفف الدماء في عروقه"، مشيرًا إلى أنه شاهد امرأة تحمل عصاة وتراقب كل ما يدور حولها وهي في الحافلة، وآخر يتلمس مسدسه على جنبه طوال الوقت عدا عن نظرات الشك في كل مكان.

وكانت وسائل إعلام الاحتلال أشارت إلى زيادة الطلب على شراء الأسلحة بنسبة 5000% في الفترة الأخيرة، ولكن أن تشاهد إسرائيليين يحملون عصي مكانس ويسيرون في الشوارع فهذا قمة الجنون كما يشير العامل مهند جبارة.

ولا يخفى على متابعي القنوات الإسرائيلية هذه الأيام حجم الخوف الذي ينتاب الإسرائيليين، وكذلك حجم البرامج التوجيهية في كيفية قتال الشوارع والدفاع عن النفس وحجم خبراء علم النفس وتعليمات الجبهة الداخلية والتي تزيد عن مستوى أن يقال إنها حرب.

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات