احداث البقيع _ ايرانيه بامتياز


ثمة فارق عجيب بين وجهي السياسه الايرانيه داخليا وخارجيا , فسياسة التسامح الديني التي تطالب بها ايران دول الجوار العربي لاحترام حقوق الاقليات الشيعيه فيها تأتي في سياق السعي الحثيث لتصدير منظومة الثوره الخمينيه وغلغلتها في مفاصل دول تعتبر سنيه بالمنظور الايراني علاوة على خلق جماعات ظغط مواليه لمرجعيات طهران داخل تلك الدول .

تلك الدعوه نراها قد ازدادت في الآونه الاخيره وبالتحديد بعد اسقاط نظام الحكم العراقي السابق , فالجماعات المواليه لطهران نراها هي الاخرى تمارس سياسة استقواء منظم على حكومات الدول الحاضنه لها وبدعم ايراني في خطوه تعتبر الاجرأ بعد كشف النقاب عن وجه ايران النووي وتخويفها لدول الجوار .

ما يحصل في السعوديه الشقيقه ( زعيمة العالم السني ) يعتبر من اكبر الادله في كشف التوجه الشيعي بالدول السنيه , فنشوء المطالبه بزيادة التمثيل الشيعي في مجالس الحكم والتصريح بالرغبه في نشر التشيع وفتح الحسينيات ونشر الكتب والاعتراف بالمذهب الشيعي رسميا يشكل بحد ذاته تحديا أكبر لدوله عربيه وسنيه كالسعوديه قامت على اساس موحد واستطاعت صهر مواطنيها طواعية في بوتقة مذهبيه موفقه ومتجانسه في سبيل خدمة الدين , واللافت بالموضوع ان ايران المطالبه دوما باحترام حقوق اقلياتها بدول الجوار نراها بالمقابل لا تقيم وزنا ولا اعترافا لعرب الاهواز اتباع المذهب السني في ايران ولا تسمح لهم بتمثيل برلماني او حتى الاعتراف بهم كمواطنين كاملي الحقوق وتمارس عليهم أشد انواع التمييز والقمع المذهبي والامني سواء .

اما احداث مقبرة البقيع فانها تشكل دلاله كافيه في فن التحرش والاستفزاز الايراني لتسليط الضوء بشكل اكبر على السعوديه لكسب المعركه اعلاميا واحراجها بالادعاء بعدم مراعاتها للحريه الدينيه وقمع حقوق الاقليات علما بان هذا الموضوع يندرج ضمن ما يسمى بحوار المذاهب التي لطالما كانت الدول السنيه المتبني الاكبر له والدعي لتطبيقه ضمن شروط تعلمها ايران جيدا وترفضه مجددا .

ما يحدث في الدول العربيه الحاضنه للاقليات الشيعيه والتي تضررت من سياسة التوسع الايراني مذهبيا دليل كافي على ان الازمه مع ايران ليست ازمة جوار فحسب , فحين تتخذ المغرب واليمن موقفا من اتباع طهران داخل دولها وتكشف المخططات لنشر التشيع واحداث البلابل وحين تضيق البحرين ذرعا بالتصريحات الايرانيه الاستفزازيه وتتخذ الامارات موقفا حذرا من ايران يعتبر برهانا على صدق القلق العربي والاسلامي من ايران علاوة على تنامي النفوذ الايراني والاعتراف بها كقوه عالميه نوويه .

احداث البقيع تعيد للاذهان قصة جماعات الحوثي باليمن التي ما كانت لتحدث لولا الاستهانه في الموضوع من بداياته الى ان حملت تلك الجماعات السلاح وخرجت على سلطة الدوله في اشتباكات مسلحه وهذا يحتم علينا اعادة بث روح القوه في الخطاب السني على مستوى الدول والافراد ومقابلة الدعوات الايرانيه لاحترام اقلياتها بشروط اهمها وقف التبشير بالمذهب الشيعي في الدول المعتبره سنيا واتخاذ مواقف واضحه من الصحابه الكرام علاوة على المعامله بالمثل باحترام حقوق الجماعات السنيه داخل ايران نفسها .

Majali78@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات