قتيل .. رضيع .. اعتداء


في كل صباح تطالعنا وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءه بخبر عن العثور على جثة قتيل في مكان ما أو العثور على رضيع حديث الولادة في مكان اخر أو وقوع حادثة اعتداء على مواطن أو على طبيب أو على معلم ، حتى أن هذه الاعتداءات تجاوزت لتصل الى الاناث من خلال تشطيب الوجوه أو القاء مياه حارقه وكأننا نعيش في غابة تغوص في أعماق القرون الاولى .

نتلقف الخبر ونبدأ بتداوله في المجتمعات التي نعيش فالطلاب يأخذونه مادة للتندر في الجامعه أو المدرسه والاطباء يعتبرونه تحذيراً لهم وكذلك المعلمون، أما الفتيات فيعتبرنه انتقاماً من الفاعل على (تطنيشه) من قبل المجني عليها .

أياً كانت التحليلات فيجب ان لا يقتصر دور السلطه على البحث والتحري عن الفاعل أو القبض عليه وايداعه القضاء للنظر في جريمته ،ولا بد أن يوازي ذلك اجراء دراسة عامة وشامله للوقوف على الاسباب الحقيقيه التي تؤدي الى وقوع مثل هذه الحالات من القتل والاعتداء والقاء الابناء الرضع في حاويات القمامه أو على قوارع الطرق ،

قد تكون الظروف الاجتماعيه والتفكك الاسري والوضع الاقتصادي هي السبب الابرز الدافع الى القيام بمثل هذه الاعمال التي تؤدي بالتالي الى انحراف الفاعل من مجتمعه الصالح الى بيئة الاجرام وقد يساعده على ذلك تنكر المجتمع له والابتعاد عنه وعدم محاولة اصلاحه والوقوف على الاسباب التي ادت به الى هذا الانحدار .

ولا بد من التركيز على الوضع الاجتماعي والاقتصادي لمرتكبي مثل هذه الاعمال الغريبة على مجتمعنا والتي باتت تقض مضاجعنا والبحث الدائم عن الحلول الموضوعية والبناءه التي تؤدي الى توقف هذه الاعمال أو التخفيف منها ، وكذلك اعادة النظر في قانون العقوبات ليحتوي عقوبات اكثر قسوة على من يرتكب مثل هذه الاعمال ليتعلم درساً يمنعه من العودة الى ممارسة الاعتداء والايذاء ويوقف الامهات عن معالجة الخطيئه بجريمة القاء المولود الى غياهب المجهول ، حيث أن العقوبات الحاليه وخاصة في حالة الاعتداء على المواطن أو الطبيب أو المعلم ليست رادعه ولا تؤدي الغرض من محاولة اصلاح المخطىء واعادته الى المجتمع منتجاً وفاعلاً بالمعنى الصحيح.

اذن لا بد من تكاتف الجهود سلطة ومجتمعاً ومختصين لمعالجة هذا الوضع قبل ان نصل الى مرحلة لا نستطيع خلالها السيطره على الانفلات .

khaled.alalawneh@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات