رئيس وزراء 5 سلندر


تدور في أروقة المطبخ السياسي الأردني عملية إعداد وجبة دسمة تتمثل باختيار رئيس وزراء للملكة الأردنية الهاشمية ذو مواصفات عالية الجودة، منزوع الدسم يتميز بالفخامة، واصلي لا يصدا، ولا يكل ولا يمل، ولا يمنع إذا تكلم بالمهد صبيا . ومن مواصفاته أيضا انه لا بالقصير ولا بالطويل، ليس ابيض أو اسود، ولا ندري بعض المواصفات التي يريدها الشعب( عن طريق نوابه) أن تتمثل في رئيس الوزراء الجديد. كل مجموعة من النواب يريدون شخصية معينة، بعضهم يرفض أن يكون رئيس الوزراء من خارج مجلس النواب، وبعضهم الآخر يريد إعادة شخص رئيس الوزراء الحالي، وبعضهم يريد رئيس وزراء جديد ليس من مجموعة من تولوا رئاسة الحكومات السابقة. وكل حزب في الأردن يريد شخصية معينة، وهنالك جماعات في الأردن سوف ترفض أية شخصية لرئيس الوزراء مهما كانت، حتى وصلت ترشيحات الصحف المحلية إلى 20 أو 25 شخصية محتملة لتولي منصب رئيس الوزراء في الأردن. معادلة صعبة، ومن الصعب بمكان إفراز شخص رئيس الوزراء من بين هذه الاحتمالات، أو حتى الخروج بصورة توافقية ترضي جميع أطراف المعادلة السياسية في الأردن. هذه الطريقة الحالية باختيار رئيس الوزراء جديدة في تاريخ الحكومات الأردنية ولا ندري بالضبط كيف سيتم التوافق على شخص رئيس الوزراء القادم. والمعضلة الكبرى التي تنتظر رئيس الوزراء هي كيفية اختيار الطاقم الوزاري وما هي الطريقة التي سيتبعها في اختيار زملاءه من الوزراء، في ظل وجود تيارات سياسية متعددة وكتل برلمانية ستدفع باتجاه نفعي أي كل جماعة ستسعى إلى الحصول على حقيبة وزارية للمعارف والأصدقاء طلاب الوزارة. كان الله في عون رئيس الوزراء الجديد لإرضاء أذواق أرباب السياسة في الأردن. إذا المطلوب رئيس وزراء خمسة سلندر. وكلمة سلندر في معناه العام مصطلح يشير إلى قوة الماكينة في السيارات. وترتبط بعلاقة طردية مع القوة واستهلالك الوقود فكلما زادا عدد السلندر في السيارة من 4، 5، 6،أو أكثر كلما زادت قوة المحرك وزاد استهلالك الوقود في السيارة . ما معنى ذلك رئيس وزراء قوي وصاحب نفوذ واسع سيسعى إلى زيادة الاستهلاك من خلال عدد كبير من الوزراء قد يصل إلى 30 وزيرا، وطبيعي كل وزير بحاجة إلى راتب وقدره، وسيارة فخمة وخدم وحشم، وتقاعد بعد أن يغادر منصبه مما سيكلف خزينة الدولة مبالغ إضافية لا نستطيع هنا حصرها.
إذا ما هو الحل؟ الحل بيد جلالة الملك. بما أن تجربة الانتخابات النيابية قد أفشلت الأحزاب الموجودة على الساحة من الفوز بمقاعد تمكنها من المنافسة على تشكيل حكومة، فلن نستطيع تشكيل حكومة برلمانية أو حزبية من خلال عدة كتل هلامية في البرلمان، ليس لها برامج واضحة وما تلبث أن تختفي وتظهر بين الحين والأخر. فاختيار رئيس الوزراء يجب أن يتم من خلال شخص الملك خصوصا في هذه المرحلة بالذات فهو الوحيد القادر على تخليص مجلس النواب والديوان الملكي من متاهة التوافق على شخص رئيس الوزراء، وفي المرات القادمة عندما تنجح التجربة الحزبية في الأردن، وتكون حينها الأحزاب قادرة على فرز مجلس نواب ديمقراطي سياسي بالدرجة الأولى تستطيع الأغلبية النيابية تشكيل حكومة برلمانية حزبية بامتياز وفق برامج مدروسة تعود بالنفع على الوطن والمواطن. إضافة إلى تحديد عدد الوزراء بدل الزيادة المفرطة في التشكيلة، ودمج الوزران المتشابهة مع بعضها بعض، حتى نخرج بأردن أنموذجا في المنطقة فيما يتعلق بالحياة السياسية والديمقراطية بشكل عام . حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان وحفظ الله الملك المفدى. عواد النواصرة – رئيس ملتقى غور المزرعة الثقافي- الأغوار الجنوبية.
Awad_naws@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات