ملاجئ وملاذات


اي منا لا يعلم ما الذي ستؤول اليه الاحداث من حولنا ، سواء الحالة السياسية او العسكرية في سوريا ، او العراق او لبنان او حتى تلك المسماة اسرائيل ، وبما ان اردننا يتوسط هذا الجحيم الجغرافي والانساني فأن بقي اليوم على ما هو عليه ولم يزداد تدهورا .... فأن الناظر الى الغد لا يستبعد تلك الاحتمالات من ان تقع الواقعة وتنشب الحرب ( لا قدر الله ) وما اقصده هنا من نشوب ٍ للحرب هو قيامها بين اطراف ليس من ضمنها الاردن ، فأن مسرحية الامن والأمان والتي تُعرض مجانا على خشبة المسرح السياسي الاردني منذ سنوات ، قد لا تجد من ممثليها من يحفظ دوره جيدا وسوف يصاب بفقدان الذاكرة المؤقت وسوف يدعي انه لم يكن احد ابطال المسرحية ، فما هي البنية التحتية للحفاظ على ارواح مشاهدي تلك المسرحية ، وهل قام فريق ادارة المسرح بالحفاظ على استمرارية مسرحيته وبقاء جمهورها متابعا لها بلا ملل .

لو علمنا ان عدد سكان الاردن حتى نهاية عام 2012 زاد على 6 مليون نسمه ، والسؤال الشرعي هنا كم هو عدد الملاجئ والاماكن التي يمكن للناس ان يستعملوها بأمان في حالة حرب ما ، وهنا انا اسأل المواطن نفسه هل تعرف في محيطك مكان قد تختبئ به يوما ، وان وجد فما هي سعته وهل هو جاهز حسب اقل المواصفات ،هل يتم عمل صيانه له ام هو على حاله منذ بناءه ، شخصيا انا اعيش بقرية تزيد عن 10 الاف نسمه وبها ملجئ واحد يتسع ل 100 شخص ، وهنا اسأل نفسي ما هو مصير اهل قريتي !!!!!!!!
ان من يقوم بضرب المباني السكنية والمدارس والجامعات وحتى المساجد ، سواء في الحالة السورية او الاسرائيلية ، لن يجد صعوبة في ضرب الاهداف البشرية المكشوفة للضغط على الحكومات ليس كرها بالبشر ، مع ان من يقتل للقتل لا يُستبعد عنه كرهه لنفسه او حتى للبشرية جمعاء.
انا لا اعلم ان كان من يقول ان الاردنيين مستعدون لأي طارئ عسكري كان ام غير ذلك ، قد علم ان اكثر من ثلثي سكان المملكة بدون غطاء ، على ان من الممكن ان تكون هنالك طرق لا نعلمها قد تستعملها الحكومة عند الضرورة ( طاقية الاخفاء مثلا )
واعود فأقول ( لا قدر الله ) ان وقع المحذور بين الاردن وطرف اخر ... هل هنالك ملاذات تحمي الاردنيين العزل سواء النساء او كبار السن او الاطفال ، وان وجدت ( مرة اخرى ) فهل تحمي الفقراء وسكان المناطق البعيدة عن المدن على فرض ان من شروط الترخيص للبناء وجود ملجئ لكل بيت ( داخل المدن الكبيرة ) .
في كل اسبوع نسمع عن افتتاح برج او مبنى او مول او جسر او نفق وغيرها من المشاريع التي تأخذ منا الوقت والجهد وتؤخرنا عن عمل ما هو اهم واثمن ( ان كان حقا الانسان الاردني اغلى من نملك )
اذا اين هو دور الدولة في هذا المجال ؟ فمدينة مثل عمان وبهذا الاتساع العمراني وبهذه البنايات والصروح العمرانية وبشكل عامودي ، هل يوجد بها ملاجئ امنه لكل السكان ... اشك بذلك وما ينسحب على عمان ( العاصمة ) ينسحب على باقي المدن . والان من يستطيع الاجابة على بعض التساؤلات التالية :
كم هو عدد الملاجئ ؟
ما هي سعتها بالكامل ؟
الى كم من الوقت نحتاج من اجل البناء حتى نكون بمأمن ؟
من هي الجهة المسؤولة عن تنفيذ عمل الملاجئ ؟
من هم القائمون على التنفيذ ،؟
هل هي حقا امنه ،؟
هل نحن امنون ؟


فيصل البقور



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات