الجدار المقدس في معان؟!!


جوزيف أنتونين جوسان ولد في فرنسا عام 1872م وتوفي عام1962 عن تسعين عاماً يظهر كتابه (العادات العربية في بلاد مؤاب) تدليس ودجل وخزعبلات يندى لها الجبين سجلها خلال رحلته الممتدة من(1902م-1905م) والتي كان مسرحها جنوب الاردن وجنوب فلسطين حيث كرس جهده في رصد العادات والتقاليد التي تظهر العرب بأبشع صورة وتدك تاريخهم المجيد الذي يجلله الاسلام الحنيف .أطلق على رحلته هذه اسم القافلة التوراتية. .
أبدع جوسان في تاريخ الكنيسة والكتاب المقدس و خدمة المخابرات الفرنسية حيث عمل رئيساً لدائرة المعلومات الاستخباراتية ليظهر براعة فائقة في رسم صورة الله في نظر البدو من خلال العادات والحوادث المرتبطة بالاولياء والمقامات ليصل لمبتغاه الرامي الى اثبات حقيقة خالصة مفادها بأن عاداتنا مرتبطة بأحداث التوراة
ليخلص الى علاقة اليهود بالاقوام السامية التي لا زالت تؤدي هذه العادات التي تتحدث عنها التوراة ويرمي من ذلك الى أن هذه الأرض عاش فيها اليهود وسكنوها فالعادات هذه قريبة من عاداتهم التي ذكرت في التوراة ومن هنا تكمن الخطورة البعيدة عن القاريء السطحي الذي يتناول الكتاب كتوثيق لعادات وتقاليد: وهنا سوف أقتطف الشيء اليسير كنموذج لما حمل الكتاب حيث يقول:

1- " وفي معان يوجد تكريم خاص للولية التي تحمل اسم (بنات العين) حيث لا يوجد قبر بل هناك جدار مقدس تكمن فيه القوة الخارقة لبنات العين وتطلب له تكريماً خاصاً من قبل النساء".(ص272) وهنا يقصد بئر الخماسي الواقع للغرب من القلعة العثمانية حيث تتدفق المياه من الجدار من ضوية تحت الارض ويعرف أبناء معان هذا النبع الذي اكتسب اسمه من خلال رئيس الورشة المشرفة على فتح العين واسمه (سويلم )حيث تم ذلك خلال العهد العثماني ورصد في كتابي محطات مضيئة في تاريخ معان
2- "عبادة ينابيع المياه الساخنة حيث تقدس بنات النبع في معان أيضاً "(ص74) يتحدث عن عين سويلم.
3- " وأم جديعه وليه شهيرة في معان...وفي زياراتهن المتعددة تظهر النساء الاخلاص نحو الولية بتقبيل الصخرة وصبغها بالحناء وبحرق البخور ...واذا كانت المرأة عاقراً تتوجه للصخرة المقدسة لتستريح في ظلها وتفرك جسدها با لحجارة أو بالأرض وتعود لبيتها ولديها القناعة بأنها ستحمل"(ص272). وهنا يظهر جلياً تركيزه على مصطلح(الجدار المقدس والصخرة المقدسة) على ان هذه الصخرة الواقعة للشرق من معان الشامية روج لها صاحب البستان المجاور للصخرة ضمن قصة مفادها دخول جنية في الصخرة ليثني الاطفال عن العبث في البستان واتلاف المحصول وهذا تم رصده ضمن كتابي الموروث الشعبي لمدينة معان
4- " جرح شخصين في معان جرحهما الجن لدى مرورهم استدعي ساحر طبيب اسمه محمود قال: الجروح غير قابلة للشفاء لأنها من عمل الجن وتوقع نهاية قريبة للمسكينين."(ص 273) يروج هنا للتعاطي بالسحر والعلاج عن طريق الجن وهذا ما يرمي له المؤلف
5- "لدغت أفعى سامة داوود العاطل فوضع في حفرة ترابية سخنت سلفاً وغطي المسكين بالصوف ثم بالتراب حتى تعرق بشكل كبير أصبح بعد ذلك خارج نطاق الخطر" (ص257) وهنا لتوافق هذه العادات مع عادات اليهود.
6- .".. حدثني صالح بن مصطفى من معان مؤكداً أن من حق الأب أن يحرم ابنه من الميراث والبرهان على ذلك هو نفسه (ص32) وهذا يتوافق مع ما يرمي اليه خاصة وهو الدارس لعلم اللاهوت.
7- "قيل لي في معان عن شخص اسمه علي المصرف عربي جاء من الشرق ودخل في عائلة النسعة وتم تبنيه ورث من ممتلكاتها(ص35) والأمر هنا جلياً ليتوافق ذلك ويتناغم مع العادات التي يمارسها اليهود.
8- ". يسمى في معان القصلة وهي عود من القش المكدس على الأرض أمام البيت يأخذها الرجل بيده ويضعها تحت العقال المثبت الى الكوفية وهذا ضمان الزواج عندما تكبر الفتاة تقاد لبيت زوجها الذي يذبح خروفاً أمامها ويضع دماً على على جبينها ومنذ ذلك الحين يكون الزواج قد تم(ص55) وهو يرصد عادة حجز البنت الصغيرة لولده وتتم بهذه الطريقة وهنا توافق مع عادات اليهود وما يرمي له المؤلف.
9- "في معان ...عندما يتماثل شخص للشفاء من مرض خطير فالشفاء يعود لله وتعبيراً عن العرفان بالجميل يرفع المعافى علماً ابيضاً أمام بيته امتناناً لما ناله من خير من الله" (ص 260) يرصد عادات تتوافق مع العادات اليهودية وهذا ما رصدته ضمن كتابي معان أيام زمان.
انني بكل تأكيد أوضح الحقيقة ليكون القاريء بصورة جسامة الخطر فالعادات والتقاليد التي رصدها كثيرة تظهر جلياً الجهل المطبق الذي يحل بالبدو في الصحراء حيث يرصد لهم عادات وتقاليد تقشعر لها الأبدان وما هذه العادات والتقاليد التي رصدها عبر سنوات الرحلة الا كابوساً يجثم فوق صدورنا تنطمس معه أصالة البدوي وشجاعته وكرمه ونبله والتي كان رصدها بقصد يحقق غاية محذراً أخوتي من الانغماس في قرأة عابرة لا تمكن لعقل لدحض الباطل فالواقع بأن العادات والأماكن والأحداث التي رصدها تتطلب الوقوف جلياً والتعرف على مكامن الأمور حتى لا يسلب قلب ويتيه عقل وهنا لا بد لي أن أنوه الى ان بعض الرصد للمقامات والمزارات ننوه عنه كحالة متردية أصابت الصميم في غياب قوة حيث مكن لعادات دخيلة جلبها أشخاص لبلادنا عبر الرحلات التجارية التي كانت تحط في معان والتي تأثر فيها المواطن خلال القرن السابع والثامن عشر مؤكداً بأن هذه العادات تلاشت ولم يكن لها أي وجود في وقتنا الحاضر جراء التنوير والتبصير الذي تتجلى صورته في وحدانية الله ونبذ كل شيء يخدش في وحدانية الله ضمن شهادة لله الواحد القهار وسنة نبوية علمتنا كيفية التعاطي مع الدين ضمن شفافية ووضوح .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات