الولادة من الخاصرة .. !


هي صعبة جدا ممارسة النزاهة والتمسك بها بعد عقدين من التلاعب والتزوير الشرعي للعملية الانتخابية في الأردن ، وقد وصلت درجة صعوبتها كحالة الولادة من الخاصرة .
في البداية جاءت النتائج للأفراد كما يريد صانع القرار السياسية والأمني في البلد ، أي إغلاق صفحة ملف نواب المجالس السابقة وتحصيل إجماع ربع شعبي على أن من حضر بترشح والاقتراع كافي لصناعة حالة ديمقراطية ومن باب بركة منك يا جامع أن كنت مغلق وقت الصلاة .
وكانت النتائج رجال دون برامج سياسية وأكثر من ثلاثين مليونير يجلسون على سدة المجلس ، وبنفوذهم المالي الكبير الذي صبغ هيئة الانتخابات المستقلة ومنهم من وقع في الفخ السياسي للمال القذر وأخرجه نجاحه وبماله فقط من أبواب السجن لقبة المجلس .
ومنهم من أعاد للذاكرة دروسا قذرة في الحياة البرلمانية السابقة وعاد مؤكدا على أن هناك من في الشارع يريده واقفا كالصنم لكل من يتطاول على هيبة البلطجة والزعرنة ذات الصبغة الديمقراطية ، والنتيجة موالاة بحجم الوطن ككل تجلس ألان على مقاعد المجلس .
وجاءت قمة النزاهة والشفافية متمثلة بما أطلق عليها ومن خلال الشرعية الديمقراطية بالقوائم الوطنية التي أثقلت كاهل صناديق الاقتراع وبالتالي خرجت كالمسخ ولم تخرج حتى من الخاصرة بل من مكان أخر قريب منها ، والذي أكد هذا الأمر عندما قامت اللجنة المختصة بقراءة أسماء القوائم الوطنية التي حصلت أو لم تحصل على مقعد شحادين داخل المجلس .
وعندما تكون بعض الأسماء تلفظ كالعدل والمساواة والحرية والوطن والديمقراطية ويرفقها كلمة لاشيء ( لا يوجد لها مقعد ) تتسع الأفواه من كثرة الضحك ويتبعا الكثير من التعليقات من الحضور ، إذا لا عدالة ولا مساواة ولا وطن ولا حرية ولا ديمقراطية توجد داخل المجلس السابع عشر ، وتطغى الوسطية في كل شيء على مقاعد القوائم الوطنية .
ومن هذه الوسطية وبها تستطيع الدولة أن تسكت من يتقول عليها بعدم ديمقراطيتها أو أنها أغلقت الأبواب أمام الإخوان واليسار وأقصى اليمين بأن الوسط هو الحل وهو الخيار الأمثل لأية ديمقراطية قادمة ، وبالاستناد على النص القرآني( أمة وسطى ) وترك باقي الآية مثل لا تقربوا الصلاة ويقف القارئ أو المتحدث لا يكمل الآية القرآنية .
جاءت تلك الولادة من الخاصرة للنزاهة كحالة مرفوضة من قبل من اعتاد على الجلوس على المقعد عن طريق أنه مرضي عنه أو أنهم من أزلام فلان أو علان ، وقسمت تلك الولادة أبناء العشيرة الواحدة وتجاوزتها لتصل إلى أبناء المنطقة الواحدة ، ووضعت النساء في وسط المعركة وعدم القناعة بأن كوتتهن هي منة ملكية وليس حق دستوري ،ومع ذلك تم تجييرها لصالح العشائرية والمناطقية ومن باب أن ما تمر به البلاد هي ليست ولادة طبيعية بل ولادة من الخاصرة وعلى الجميع أن يدعوا الله أن تنتهي بالسلامة للأم ( الوطن ) وللمولود ( الديموقراطية ) .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات