( مسرحيه الآن فهمتكم .. ما عجبتني )


لقد تم بعون الله حضوري مسرحية ( الان افهمتكم ) على قناة رؤيا .. وانا رأي كمشاهد أود ان ابدي بعض الملاحظات حول هذه المسرحيه مع احترامي للجميع ( الممثلين والفنانين والكاتب ولكل من عمل بهذه امسرحيه ) ..
كثيرا ما سمعت عن هذه المسرحيه وكان بودي حقيقة ان احضرها شخصيا على المسرح .. ولكن لظروف معينه ( الوقت .. المال .. المزاج ... ) منعني من حضورها .. ولكن جائتني المسرحيه على طبق من ذهب على شاشة التلفزيون .. وقد ظهرت علي علامات التعجب والاستغراب والمفاجأه .. وكان ما يلي ...
1- هذه المسرحيه عباره عن ( نشرة اخبار ) .. وسرد للاحداث المنقوله من مواقع الانترنت والصحف .. وهي كقالب مسرحي قامت بتمثيل ( الخبر ) من مقروء او مسموع عبر النشرات الى مجموعة من الحركات والمشاهد فيما يسمى او ما اطلق عليها ( مسرحيه ) .
2- المسرحية حقيقة فقدت عنصر ( الحبكه او القصه ) من الالف الى الياء .. هي لم تكن قصة محكيه وشخوص واحداث وبدايه ونهايه .. لو قارناها بمسرحيات اخرى عربيه او غربيه لأتت على الربع فقط من القالب والاطار المسرحي مثل مسرحيات عادل امام ( شاهد ما شفش حاجه او العيال كبرت او المتزوجون او غربه او كأسك يا وطن او غربه اومسرحيات شكسبير وغيرها ..) فتلك المسرحيات تعاملت مع قصه واحداث ونقلت الفكره والهدف بشكل رائع اما باسلوب فكاهي ( كوميديا ) او (تراجيدي ) بدون حشو ومبالغه وبواقعيه رائعه ومنصفه وعادله وممتعه.
3- مسرحيه ( الان فهمتكم ) كانت تفتقر لعنصر التشويق .. وانا حقيقة اصابني الملل .. فما قيل بها هو عباره عن احداث واخبار سمعها المشاهد وعلى علم بها مسبقا وما جاءت به هذه المسرحيه الا تكرار للسرد وبأسلوب حقيقة وقع بين ( المد والجزر ) بالالقاء .. ولا انكر ايضا بأنني كمشاهد شعرت بأ، هذه المسرحيه وقعت بين ( الاسقاط ) ببعض ( الكلمات ) الخارجه عن المألوف والتي اجمالا ( تخدش الذوق العام ) وقد استغربت كيف التلفزيون او القناه الفضائيه لم تقم ( بمونتاج او قص او كتم الصوت عند التلفظ بهذه الالفاظ ).. في حين قد تكون حققت نوعا ما من ( الكوميدا / الضحك ) لكن الناس تفاجأوا من الجرأه الكبيره بهذا الطرح والذي لم نعتاده بأي مسرحيه او فيلم او أي شيء أخر وانما كان اسلوب التلميح المتبع هو الحاصل بمثل هذه الحالات وهو يفي بالغرض.
4- الفنان الكبير موسى حجازين حقيقة ولا انكر انقذ النص اكثر من مره من الاسقاطات .. ما ان يدنو النص الى الاسفل ويصبح ركيك وضعيف وتافه فيعود مسرعا برفع سويه النص الى الاعلى بحركه او كلمه فينقذ الموقف ولكنه بشكل (أني ومؤقت ) ثم تعود المسرحيه الى نوع من انواع ( الاسفاف \ ومعنى الاسفاف هنا هو الطائر الذي يدنو من الارض ) ويغيب المشاهد مع هذا الجو عشرة الى خمسة عشره دقيقه .. هذه الفتره كانت كفيله ان تجعل المشاهد يقضي بعض حاجياته من ( وضوء او صلاه او الذهاب الى البقاله لشراء علبة لبن للغذاء او مداعبه ابنه الصغير .. ) . ثم يعود ويتابع مجريات المسرحيه.
5- المسرحية كانت عباره عن ( سؤال وجواب ) .. وتفرد بها فنان واحد فقط بدون ان نرى او نلمس مدى تأُثير وادوار الشخوص الاخرى بالمسرحيه .. فقد كانت الاسئلة مطروحه من شخص على الشخص المتفرد بالمسرحيه ليجيب بشكل اشعرني ياليأس من الاوضاع السائره بالوضع الداخلي للبلد بشكل خاص وعربيا وغربيا بشكل عام .
6- اتباع اسلوب المقارنه بين الثقافةهالغربيه والثقافه العربيه وفي كافة المجالات ومنها ( السياسيه والاقتصاديه ) بشقيها هذا قد يكون خدم النص ولكن بصوره جارحه هي حقيقة الامور على ارض الواقع لا تسير او تحصل هكذا فاختلاف البيئه من علوم ودين وثقافة وعادات وتقاليد تحتم على كل دوله ان تعيش وتساير اوضاعها بما يليق مع مكوناتها وهويتها وامكانياتها ولا مجال للمقارنه ..فقد اخذت المسرحيه حيز كبير بهذه المقارنات مما اصاب المشاهد بنوع من الهروب الى قناه او عمل اخر لحين انتهاء المشهد.
7- المسرحيه ارادت ان تركب الموجه ( موجه الربيع العربي الحديث واحداثه ) وموجه ( اخبار التاريخ القديم والذي لا جديد فيه والمكرر ) ومنها ما يتعلق باسرائيل وبغض العرب منها وهذا ليس بشيء جديد وقد تكون ربما المسرحيه ربما انا اقول انها لمست جدار او اطار ( المزاوده ) بدون قصد وهذه تعتبر نقطه ضعف بالنص المسرحي او بالتمثيل لأن دور المسرحيه ان تكون مجرده وشفافه ونابعه من نبض حقيقي بدون تزييف .. ربما يفهم المشاهد الامر هكذا في حاله الانفعال الزائد او التمادي الغير مبرر بالتكرار ..وفي كلا الموجتين المواطن العربي مل من هذه الاحداث لانها تتكرر عليه منذ عقود من الزمن .
8- المسرحيه وجهت انتقادات لاذعه .. ويأس قاتل ... وتشريح للحاله الاردنيه والعربيه والغربيه بدون بنج وامتد الامر طويلا بدون ان تطرح حلول او اظهار علامات للأمل .. النقد كان سيد الموقف وبشراسه في حين ان الصوره ليست هكذا كما تبدو كما طرحت المسرحيه موضوعها ..مما جعل المشاهد وانا واحد منهم شخصيا اشعر بأنقباض وألم ومضايقه الى درجه ان قلت بيني وبين نفسي .. ( مش لهاي الدرجه الامور سيئه ) وقد شاركني بهذا الشعور كثير من الناس ومنهم اهل بيتي وبعض المقربين والاصدقاء والمعارف .
9- هناك بعض المواقف كانت مأخوذه من مسرحيات اخرى ومكرر ه وقد ضحك المشاهد عليها مسبقا وعند تكرارها مرة اخرى بهذه المسرحيه كانت باهته ولم تنتزع من المشاهد اي ضحكه وحتى ابتسامه ولكنه ساهم بأطاله عمر المسرحيه فقط لا غير.
10- المسرحيه هي تكرار للحدث اليومي وليس هناك من جديد طرح لاعطاء الناس استراحه من هموم واعباء الحياه بكافة مجالاتها .. المواطن العادي حقيقة يشعر بالضجر بشكل عام من الاوضاع الاقتصاديه بالدرجه الاولى والسياسيه والاجتماعيه وغيره ويريد ان يأخذ فسحه للترويح عن نفسه ليتفاجأ بأن ما طرح بالمسرحيه هي تكرار لألمه ومعاناته وكأنها عذاب نفسي وعقاب ولم تساهم الا بزيادة الاحباط والاكتئاب لدى الناس وهنا كان لا بد من اعطاء المسرحيه نوعا ما من التفائل والامل ولو ادى ذلك الى صناعة الخيال بالنص المسرحي كحلم ومكن تحقيقه وذلك عن طريق ايجاد او اختراع او اخذ حيز من المسرحيه لدى احد الفنانين بصناعة حدث يتحدث عن مشروع فيه عجزه ( فقر وبطاله او قصة مرض او حب ) ثم نجاحه وتحقيق حلمه وبقالب كوميدي يتماشى مع المسرحيه منذ بدايتها وحتى نهايتها لتختم المسرحيه بالتوازي بين التفائل و التشؤم نوعا ما .. ربما ذلك ساهم بكسر الجمود والروتين بالمسرحيه وولد عنصر التشويق والتماسك بالنص المسرحي مما سيؤدي الى ان يأخذ الناس الى فسحه من الراحه والتأمل ويحقق التوازن بالمسرحيه.
11- اعتمدت المسرحيه على الاسلوب العاطفي وبشكل صارخ بتحريك المشاعر والانفعالات لتوصيل الحدث وهذا مما أدى الى اضعاف التركيز على اسلوب القناعه .
12- تتبنى المسرحيه لوجة نظر واحده بدون اعطاء مساحه جيده للرأي الاخر وكأن المسأله اصبحت تلقين وهذا بدوره ادى الى فقدان المسرحيه نصف مشاهديها تقريبا والقضاء على عنصر المحاكاه والنقاش وقد اظهرت المسرحيه بأن ( الكأس جميعه فارغ ولا نقطه ماء فيه ) وهذا يتعارض مع وجة نظري ورؤيتي بالطرح الايجابي .. مما يجعلني انفر من تلك الاجواء.
13- الربيع العربي حفز ونشط الحركه الفنيه بلا شك ليس عند العرب على العكس ربما بجميع انحاء العالم .. وهناك كثير من الكتاب والفنانيين بجميع نشاطاتهم لا زالو بطور ( الخوف ) من ان يخوضو اي تجربه ( لتجسيد الربيع العربي واحداثه ) .. فهو مليء بالقصص المؤثره بمعنى الكلمه ولا احد يجرؤ ان ينتج او يخرج او يشارك او يتعامل مع هذا الربيع العربي واحداثه الا اذا وثق وتأكد ان اي عمل يخص الربيع العربي يجب ان يكون على درجه عاليه من الاتقان والترابط والكفاءه وذات قيمه ومعنى ومغزى ويظهر احداث الربيع العربي وما نتج عنه بصوره تليق به الى اقصى درجات الامكانيات والعلو .. وخاصة ان الربيع العربي ليس موضوع عابر او قصص عابره انما شيء كبير وذو وزن وقيمه .. ولا يجوز اهدار مواضيعه واحداثه بشيء ركيك او ضعيف فقد تكون قد استنفذت فرصك بتجسيد هذا الربيع بصوره رائعه ..
14- تجربة الربيع العربي ستكون محور الفن والادب والرسم والشعر والتمثيل والاعلام بشكل عام فيما بعد وعندما يستقر امره .. وسوف تشاهدون اعمالا خارقه ومؤثره بالمستقبل تتحدث عن الربيع العربي وقصصه مما سيجعل المشاهد في عالم اخر من المتابعه وعنصر الشد والاعجاب والمفخره والانفعال لما سيتصف من قوة الاخراج والتمثيل وفي كافة مجالات الفن والاعلام .. وحينها سندرك مدى استعجالنا بتجسيد هذا الربيع العربي بصوره متواضعه وهذا سيؤدي اما بتحفيزك لعمل شيء له حضور ومكانه وذو قوه فيما بعد وأما ان تعتزل الفن .
15- هناك اجمالا ضعف كبير بانتاج واخراج المسرحيات العربيه بالفتره الاخيره منذ 15 سنه وربما تعود الاسباب ان المواطن العربي تعود بفترات سابقه على مسرحيات ذات كفاءه عاليه وقوه بكل شيء وبعدها اصاب الفن المسرحي خمول وعجز ومهاترات اصاب المواطن العربي الملل والابتعاد عن حضورها على مستوى فضائيات او شخصي بالمسارح العامه .
16- على اية حال نجحت المسرحيه بنسبة 20 بالمائه فقط حسب وجه نظري ورأي الشخصي في حين انا اعيد واكرر احترم الجميع ومن ساهم او شارك بهذه المسرحيه ويعطيهم العافيه وانا شخصيا لا اعرف او التقيت او على علاقه بأي شخوص المسرحيه والقائمين عليها وانا اعبر عن وجه نظري فقط من خلال مشاهدتي لهذه المسرحيه وهذا لا يعفي بأن المسرحيات الموجوده والقائمه في الاردن او بأي بلد في الوطن العربي هي ببعيد عن هذه الملاحظات واجمالا لو عمل استفتاء او استبيان حول هذا الموضوع لوجد ان نسبه عدم مشاهدة او متابعة المسرحيات العربيه من 15 سنه وجاي لوجد ان الناس لم تعد تتابع او تتفاعل مع المسرحيات العربيه لعدم استكمال العمل المسرحي بجميع مكوناته واختفاء كثير من المقومات الرئيسيه للمسرح والمسرحيه.
ملاحظه : تقبل النقد هو باب من ابواب البناء .. وعكس ذلك راح كلنا انصفي باب المحاكم . وانا ما اللي حيل على هيك سواليف .. واذا بدو يصير زعل يا عمي المسرحيه ناجحه 100 بالميه .. امنيح هيك.
والسلام عليكم
Burhan_jazi@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات