" شوية دم "


قبل ايام زرت والد أحد أصدقائي في المستشفى، وأثناء تواجدي نادى الطبيب على صديقي ، فخرجت برفقته للحديث مع الطبيب، أخبرنا وقتها الطبيب أنه تقرر اجراء عملية للحجي بعد يومين وأن علينا توفير أربع وحدات دم لغايات العملية.
في اللحظة التي اخبرنا فيها الطبيب عن موضوع الدم، ووسط حيرة صديقي المتسللة على معالمه، تجمع حولنا مجموعة من الأشخاص، وابدى كلا منهم استعداده للتبرع، تبرعهم وتدخلهم هذا كان من باب تلقائي ودون أي طلب أو رجاء، إنما فزعة وشهامة لا أكثر.
من بين الموجودين كان هناك شخصين، تبين بأنهم أقارب، ولكون الحمية دبت فيهم، فقد أراد كل واحد منهم التبرع، علما بأننا اصبحنا بحاجة لوحدة لنكمل الوحدات الأربعة.

نتيجة تحمسهما واندفاعهما شعرت في لحظة من اللحظات أن المسألة ستتأزم بينهما بسبب وحدة الدم تلك ومن سيتبرع بها ، لكن في النهاية وبعد تهدئة النفوس وترديد عبارات التوحيد وطلب الصلاة على النبي، ومسح المسألة في وجوه الحاضرين تنازل أحد الحاضرين للآخر وحلت القضية وشربنا سويا قهوة المصالحة والرضا.

الطيبة التي تميزنا والشهامة التي لا تفارقنا ، والهمة العالية التي نبني فوقها عروشنا هي من تصنع عظمتنا وتوطد محبتنا وتآلفنا رغم كل الظروف التعيسة التي نعيشها.

في حين يستمر الفرق ويتنامى بأن بعض الناس يصارع من أجل منحنا دمه، بينما نصارع نحن البعض الآخر من أجل يخلي عنده " شوية دم " .

" شوية دم " مش أكثر .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات