نحن لسنا إمعات


في سباق الرئاسة الاميريكية السابقة جمعت إحدى المناظرات رومني واوباما أمام الآف الاميريكين ليعرض كل منهم رؤيته المستقبلية لخدمة الولايات المتحدة الأمريكية ويطرح فيها برامجه حتى يقرر الامريكي المستمع من سينتخب لخدمة بلاده دون ان يهمه من سيتولى الرئاسة منهما بقدر مايهمه ماذا سيطرح كل واحد منهم من برامج تعود بالخير والنفع عليه كمواطن امريكي.

لم نسمع كلمة واحدة تجرح مشاعر الحضور ولم نسمع كلمة واحدة يجرح فيها المناظر مناظره او نسمع الجمهور يقاطع احدهم بالتصفيق او الهتاف او الشتائم لأن المتناظرين والحضور يجمعهم هدف واحد هو خدمة اميريكا وليس تثبيت مواقف هنا وهناك او البحث عن منافع شخصية يود كل مناظر الحصول عليها خدمة له او لحزبه.

نطالب النظام والحكومات بارساء قواعد الديموقراطية ونحن نرفض ممارستها بيننا لنقول للعالم ان ادوات الديموقراطية لدينا هي كيل الشتائم للآخر واستخدام (القنوة) والكنادر وحتى المسدسات لإقناعه بوجهة نظرنا.

بالأمس وفي مناظرة اربد كانت الديموقراطية واحترام الآخر في ذروتها وكانت الحلول والبرامج التي طرحت تجعل رومني يعيد حساباته بأنه لم يستدعي مناظرينا المحترمين للاستفادة من تجربتهم في هذا المجال وجعلت ايضا الشعب الامريكي يخجل من نفسه انه كيف لم يكن منضبطا كما كان جمهور المناظرة بالامس.

مناظرة الأمس اقرب ماتكون الى (معاتبة) الجارات حول احقية كل واحدة منهن باستخدام حبل الغسيل المشترك في العمارة والتي عادة ماتنتهي بالردح والتفنن بالألفاظ والشتائم وتدخل الزوجين لأنها تلك المعركة بالطرق السلمية.

احد المنظرين في المناظرة وصل الى حد وصف ان من ذهب الى الانتخابات مرشحا او ناخبا بالإمعة حين قال عن نفسه " لسنا امعات لذلك قاطعنا "ويقصد من بذلك ان كل من شارك في هذه الانتخابات هو امعة وهو يقصد بذلك حوالي المليونين ونصف ناخب الذين قرروا المشاركة وانه هو ومن معه والذين لايتجاوزون عدد مناديب صناديق المرشحين ليسو بالامعات.

الامعة ياشيخنا الجليل لفظ لم نرد سماعه من داعية اسلامي كما يصف نفسه وقانون الانتخاب الذي تعتبر انه مرفوض شعبيا لا اعرف على اي اساس بنيت تحليلك فانت عندما قررت يوما ان تضع كل قوتك العددية في الشارع وحتى بعد الاستعانة بالقوى العاملة الوافدة لم يتجاوز تواجدك الذي بت تحشد له شهرا كاملا لم يتجاوز العشرين الفا فعن اي اجماع شعبي تتكلم، فاذا كانت الألعاب البهلوانية بينك وبين الحكومات بين مد وجزر تراوح مكانها فهذا لايعطيك ولايعطي الحكومة او غيرها بوصفنا بالإمعات وأنت تعرف مامعنى كلمة إمعة في لغتنا العربية ياشيخنا الداعية الجليل.

إذا كانت هذه هي طريقتكم بالحوار فلا نريدكم ولا نريد مستقبل الأردن ان يكون بين ايديكم فمنكم من وصفنا (بالسحيجة) ومنكم من وصفنا (بالقبيضة) ومنكم من وصفنا (بالبلطجية) واليوم تصفوننا بالإمعات ولانعلم غدا ماذا ستجدون لنا من اوصاف.
هلال العجارمه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات