اعتذار لـــ أحمد حسن الزعبي


كنتُ أشتري ( الرأي ) من أجل إعلانات الأموات والأحياء ولقراءة مقالة أحمد حسن الزعبي
هذا المسكون بحب الوطن وأهله الطّيبين الذين خبزهم كفافا . قد لا يكون في جيب أحدهم إلا الخمسة دنانير ، إلا أنه يشعر بأنه يملك العالم ، وعزته تطاول السماء ، ورأسُه لا تَذِلّ وقدمُه لا تَزِلّ ويده لا تمتد للحرام وعيته لا تنظر إلى ما في أيدي الغير .
الوطن عنده ليس ورقة طابو ، أو قصر في منطقة راقية ، أو رصيد بنكي ، أو استثمار في الفساد .
وليس وظيفة مرموقة مهما كان ( رُفعها ) أو مكتسباتها وامتيازاتها المنظورة وغير المنظورة .
وليس أُعطية أو هبشة مهما كانت أو من أيٍّ كان . فالأعطيات تجعل الكاتب يبلع لسانه ويكسر قلمه ويُؤجّر موقفه .
لذلك حرصتُ على قراءة ما يكتب ومثلي يفعل خلقٌ كثير ، يستمتعون بقراءة مقالته مع فنجان قهوة الصباح . ومع أُغنية صباح الخير يا وطناً ....
فشتان بين من يكتب بنبضات قلبه وبحبر الدموع وآهاااات الأرامل والأيتام وعن معاناة الضعفاء أبناء الضعفاء وبين سواه .
فالفقر يُورّثُ كلون العيون والبشرة وطبيعة الشعر والأسماء وكثير من الأمراض وقلّة الحظ .
فبوصلة القلوب لا يمكن أن تضل أو تكذب أو تحيد أو يُصيبها الغبش أو عمى الألوان فتغيّر اتّجاهها
ومزاج العقول لا يعدلها إلا الأنقياء البسطاء الذين لا يكتبون لوغاريتمات أو عن الفساد في ساحل العاج . أو عن توريث المناصب في زامبيا .
فرغم الغثاء والزّبد فهناك دائما ما يمكث في الأرض .
والكلمة أقوى تأثيرا وأفعل أثرا من الرصاصة
فالرّصاصة عمياء وقد تقتل مرّة ، ولكن الكلمة فمبصرة تعمل حسب متوالية هندسية . لذلك تُخيف ويُحسب لها ألف حساب .
ولأن النجاح يُغري ، ومحبة الناس ( قد ) تورد المهالك . فلكلّ شيءٍ ضريبة ، حتى أن يكون رصيدك هو محبة الناس ...
لذلك أعتذر إليك لأني كأحد قرّاءك قد أكون ممن دفعك لدخول حقول ألغام قبل تنظيفها ، أو الدخول في مباراة لا تتقن فنّها وقوانينها ولم تستعد لها ، وعلى ملعبٍ غير ملعبك .
أعتذر إليك يا صديقي الذي لم التقيه ، فخير الأصدقاء من لم نلتقيهم بعد ( حسب رأي أحد الأصدقاء الأعزاء )
فرغم بعض الرسائل التي تبادلناها وكنتَ في إحداها تكاد تبكي حبّا للوطن وخوفا عليه ودعاءً له
أعتذر إليك أيها النّقي المحب المعجون بهموم الناس وعذاباتهم وسواليفهم
وفي حفظ الله ورعايته يا أخي الذي لم تلده أمّي ......



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات