القوائم وحشواتها


القوائم الوطنية أو قوائم الأحزاب والتي اضيفت لقانون الانتخاب ولأول مرة في تاريخ الانتخابات الاردنية كان الغرض منها تفعيل دور الاحزاب وتنشيط العمل الحزبي ليكون له حضورا فعليا في ساحة العمل السياسي بعد ان كثر الحديث حولها من حيث تمويلها وبرامجها السياسية وقياداتها فقد جاءت في البداية كهدية أو بدل (سكوت) لحزب جبهة العمل الاسلامي وكان ذلك في عهد دولة القاضي عون الخصاونة حيث لم يكن امام الحكومات التي تلت حكومة القاضي الا ان تقبل بها رغم عدم قناعتها بنضوج تلك الاحزاب لقيادة العملية السياسية في الاردن من ناحية ومن ناحية اخرى فقد حسب على تلك الاحزاب بأنها تشكل معارضة لا يمكن التنبؤ بما ستقدم عليه ان وصلت الى مجلس النواب.
بعد انسحاب الحزب الاقوى (جبهة العمل الاسلامي) من العملية الانتخابية برمتها استغلت باقي الاحزاب تلك الفرصة لتبدأ بتشكيل قوائم وطنية بقيادات حزبية (وحشوات) لاعلاقة لها بالعمل الحزبي ولم تمارسه يوما ولم تكن مسجلة اصلا ضمن قوائم الاحزاب ولكنها تتمتع بدعم شعبي في بعض المناطق وما وجودها الا لزيادة اصوات الناخبين لدعم تلك القوائم, وبهذه المعادلة وحسب توزيع الاصوات فان اية قائمة لن يصل عدد الفائزين بها اكثر من ثلاث مرشحين وممن هم في مقدمة القائمة، فماذا بالنسبة (للحشوة) المتبقية من القائمة هل سينتهي دورها بعد الفرز بساعة واحدة ؟؟؟
الخطوة التالية ستكون تحت القبة والسؤال الذي يطرح نفسه الان هل سيتفق من فاز بالانتخابات من القوائم على تشكيل كتلة واحدة قادرة على قيادة المرحلة السياسية وتشكيل حكومات برلمانية؟ وهل تستطيع تلك الكتلة ان تواجه كتل اخرى قد تتشكل من مستقلين وصلوا الى القبة من خلال وعود خدماتية بحته لناخبيهم؟
اذا ومن وجهة نظري الشخصية ان القوائم ماهي الا التفاف على صوت الدائرة ولن تكون هناك قوائم حزبية ولا قوائم وطنية تحت القبة وسيتحول الاعضاء الفائزين منها الى مستقلين تلقائيا بعد ان يصعب الاتفاق بين قيادات تلك القوائم على الدور القيادي لها.
العنصر الأساسي في العملية الانتخابية هو صوت الناخب وهنا تبرز اهميته فهو وحده من يحدد خارطة مجلس النواب القادم وقوته من ضعفه فاذا بقي الحال كما هو عليه مع غياب تام للبرامج الحزبية او بعبارة اخرى غياب تام للاحزاب القوية المؤثرة يبقى صوت الدائرة هو الأقوى فان اعتمد كما في البرلمانات السابقة على الفزعة او الجهوية الضيقة فسيكون مجلس النواب القادم نسخه كربونية عمن سبقه وتبقى مسيرة الاصلاح السياسي مكانك سر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات