في الشهادة والشهداء


 من كان شعارهم الدائم ، وهتافهم المستمر ، آناء الليل و أطراف النهار ، فامتلأت به القلوب والعقول
الله غايتنا
والرسول زعيمنا
والقرآن دستورنا
والجهاد سبيلنا
والموت في سبيل الله أسمى أمانينا
ليس مستغربا أن يكونوا بحاجة وباستمرار لإثبات صدق هذه الدعوى ، فما أسهل الكلام لو بقي مجردا ، وعند الامتحان يُكرم المرء أو ... يُهان . فقول ربنا عز وجل " أحسِب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون " محفور في الصدور والقلوب والعقول . وما أصعب أن تكون بحاجة وباستمرار لإثبات صدقك أو التدليل على حُسن نواياك .
لذلك كانوا دائما في عين العاصفة ، تتناوشهم الصعاب والخطوب . إذا حكم غيرهم ، حوربوا واعتقلوا وصودرت أموالهم ، واختار الله من بينهم شهداء . وان حصلوا على ثقة الشعب فقدّمهم ، حيكت لهم المؤامرات ، تواطأ فيها الخارج والداخل ، فقدموا الشهداء دفاعا عن الشرعيّة .
فمجموعة تُقدم مؤسسها وقادتها ومفكريها وأبناءهم لهي جديرة بالاحترام عند كل منصف . وتكون قد قدّمت دليل صدق دعواها بأن الموت في سبيل الله أسمى أمانينا . فالقادة وعائلاتهم هم أول من يدفع هذه الضريبة . فالقيادة تضحية ومشّقّة وليست وجاهة وامتيازات .
والشهادة بابٌ من أبواب الجنّة فتحه الله لخاصّة أولياءه . إنها شهادة حُسن سلوك ودليل امتلاء القلب والروح رغبة في تقديم أسمى ما يملك الإنسان وهي حياته في سبيل الله ، فيتقبّل الله منه ذلك فيختاره شهيدا . ومن كان هذا حاله فقد فاز بسعادة يحلم بها سواه . فالحياة قصيرةٌ مهما طالت ، والموت نهاية كلّ حيٍّ .
وإذا لم يكن من الموت بدٌّ **** فمن العار أن تموت جبانا
أما الشهيد ، فانّ كلّ الناس يموتون ، أما هو فيُستشهد . والشهادة ارتقاء وتصعيد لمكانة يغبطه عليها كلّ الناس . ومن شدة التكريم وسموّ المنزلة التي رآها الشهيد فانه يتمنى أن يعود إلى الدنيا فيُستشهد عدّة مرات لما رآه من منزلة وتكريم مع النبيين والصّديقين في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مُقتدر .
فالشهيد يُغفر له مع أول دفقه من دمه ، ويُرى منزلته من الجنة ، ويُشفّع في سبعين من أهلة ، ويُزوّج من الحور العين . لذلك كانت هذه المنزلة لا يصلها أي إنسان لأنها اصطفاء من الله واختيار لهذه المكانة التي لا يبلغها إلا نبيٌّ أو صدّيق .
هنيئا للشهداء شهادتهم والتي نالوها بصدق نواياهم . فمن سأل الله الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه . وهنيئا لأهلهم شفاعة الشهداء لهم .
وبعد
فانّ من مات دون دينه فهو شهيد . ومن مات دون وطنه فهو شهيد . ومن مات دون أهله فهو شهيد ، ومن مات عِرضه فهو شهيد . ومن مات دون ماله فهو شهيد .
اللهم ارزقنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم ، واجعلنا على دربهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات