لمن تقرع طبول الحرب بين الشمال والجنوب


العراق الى اين ؟؟؟ .. نذر حرب قومية تلوح في افقه ودولتان عربية وكردية قد تبرزان على ترابه الوطني بسبب الغام سياسية تضمنها دستور 2005
حينما تحتشد القوات بين دولتين اوفصيلين يستعدان لاقسى معاركها فهذا معناه ان الحل السياسي قد استنفد كل وسائله وانه لابديل عن الحرب لانهاء الصراع الذي تفرضه القوة واي قوة ان استطاعت الى ذلك سبيلا كما يحدث الان في نقاط التماس للمناطق المتنازع عليها في شمال العراق بين سلطة المالكي المركزية وقيادة رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني الذي يلوح باعلان دولة كردية مستقلة من طرف واحد .
ولتحقيق هذا الحلم الكردي الذي افزع ابيه الملا مصطفى البارزاني ،وأفاق من كوابيسه بعدما اجبرته الحكومات الملكية المتعاقبة قبل عام 1958على الفرار الى روسيا ،نقول عمد مسعود الابن الاصغر للبارزاني على تهيأة مستلزمات حل نهائي يامل ان يُكتب باسمه ؟إنه من حقق هذا الحلم ،بعدما عجز ابيه ان يحققه مضطرا ان يقف مع صدام معلنا اتفاق الحادي عشر من اذار 1970، هذا الحل كما يتراءى لبارزاني هو في الكيفية التي يحصد فيها خسائر المالكي السياسية والامنية واخطائه ويجبره على الصدام معه في ساحة هو من يختارها وتكون قريبة من خطوط امداداته في العمق السوقي الكردي ..
وخٌدع المالكي بالوسطاء الذين في غالبيتهم كانوا ينتظرون رحيله او سقوطه وبعظهم مثل النجيفي وغيرهم من القوى التي تسمي نفسها معارضة كانت التقت مع البارزاني نفسه في اطروحة التسقيط السياسي التي اعتمدها التحالف الكردستاني والقائمة العراقية والتيار الصدري لسحب الثقة عن المالكي وانهاء كل تطلعاته لاعادة حكم العراق دكتاتوريا كما يصف البارازني غريمه المالكي وهو ما اغضب الاخير الذي امتلك كل المعلومات الامنية والجنائية حتى لمن يعملون بمعيته ومع القوى السياسية الاخرى وادخرها ليوم يحصد فيها رؤوسهم كما جرى مع طارق الهاشمي وسنان الشبيبي وفرج الحيدري وآخرين، لذا هو ليس بغافل عنهم وانما يبيت للامر عدته وليس سهلا حينما يستخدم وسائله الدستورية عندما تحين ساعة الصفر ان يقف امامه احد الا اذا امتدت اليه يد الجميع مؤشرة باسقاطه وهذا ما عجزوا عنه حتى الان ..
استخدم مسعود كل الوسائل المتاحة وبضمنها تشكيل ِقوى بالضد من المالكي تعمل من بغداد كان تعرقل كل جهود المالكي لاحكام سيطرته على الملف الامني واستتبابه ،وقاد فصائل بالظل بعظها كردية واخرى باغطية عربية لاثارة المشاكل عليه واهتز الوضع الامني مرات ومرات وسقطت عشرات من الضحايا البريئة. كل ذلك حدث لكي لايستقر للمالكي بال ويستطيع ان يتخذ قرار حكيما في معالجة أي قضية ،محاولات كثيرة مثل هذه وقعت في بغداد وغيرها من وبعض المحافظات القريبة من كردستان التي توصف بالساخنة افقدت المالكي سمعته وصبره في آن واحد ..من يقف ورائها هم الاكراد انفسهم فرايهم واضح بهذا الشأن انه كلما ضعف بغداد كلما قويت شوكة الاطراف وربما استقلت..؟
تحركات مثل هذه كانت تؤمنها لهم في السر والعلن قوات كردية رئاسية واخرى ضمن عمليات بغداد كانت تزعج المالكي ، لكنه كان يمتص قوتها واندفاعاتها ويحاول اجهاضها ... لم يجد المالكي امامه كقائد عام للقوات المسلحة وهو يرى ان خصمه البارزاني يستغل علاقاته بكل من اياد علاوي رئيس القائمة العراقية وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد وحدوا جهودهم لاسقاطهإ ،الا ان يلعب ورقة الضغط الايرانية على جلال الطالباني فأنهار سيناريو سحب الثقة ، لكنه المالكي لم ينم ليلتها دون يضع في باله ان مسعود الذي يتحداه في كل مناسبة يجب عليه بعد الذي حدث ، ان يحجمه قبل ان ينجح في اسقاط هيبته حتى امام اتباعه في التحالف الوطني ، ولم يجد امامه الا ان يتخذ قرارات صارمة لكي يعيد الامور الى وضعها الصحيح فاعلن عن تشكيل قوات عمليات دجلة
اقظتْ هذه الخطوة مضاجع البارزاني وراح يستخدم كل الظروف المتاحة داخل العراق وكل علاقاته الاقليمية والخارجية لكي يعود المالكي عن قراره ،ولم يفلح في كل محاولاته ووساطاته ،وجرب حظه مع امريكا لمنع صفقة الطائرات اف 16 وايضا فشل ، ولكي لايؤخذ المالكي على حين غرة اقدم على عقد صفقة للسلاح مع روسيا بعدما شعر ان الامريكان لن يقدموا له الطائرات التي يحتاجها على وجه السرعة فكان له ما اراد وعقدت بغداد اتفاقيتين مع موسكو وتشيكا لكي يؤمن الاجواء واكمل عليها بمقاتلة تشيكية تستخدم في تدريب الطيارين ولانهم يخشون الطيران الذين يفتقدون اليه ، فقد طبلوا وزمروا لكي تنتهي هذه الصفقة التي رافقتهاعملية فساد ذمم لمن اختاره معه المالكي لاتمامها وبينهم وزير الدفاع وعدد من اركان مكتبه، ولكنها تبقى صفقة سلاح ممتازة لمواجهة الظروف التي يمر بها العراق الى حين وصول طلائع المقاتلات الامريكية من طراز اف 16 بلوك.. عام 2014.؟
ومع ذلك لم تمنع هذه الانتكاسات التي واجهت المالكي في تامين اجواء نظيفة للصفقة من ادارة معركة كسر العظم بينه وبين البارزاني وقامت قوات عمليات دجلة بعقد سلسلة من المؤتمرات والاستعراضات خلقت حالة من الرعب داخل القيادة الكردية فكان ان دبرت لها عملية طوز خرماتو المفتعلة وبشكل استفزها فيه احد المهربين وهو ويدعى كوران ممن يعملون تحت سلطة رئيس الاتحاد الوطني الكردساني جلال الطالباني ، وانتهى الصدام المفتعل مع احدى سيطرات عمليات دجلة بسقوط احد عشر قتيلا وجريحا غالبيتهم من الشرطة الاتحادية التي تعمل تحت لواء عمليات دجلة...
وغضب المالكي ووجد في الحدث على بساطته انه يمثل تحديا لايمكن السكوت عليه وفي اقل من يوم واحد وجه انذارين لقوات البيشمركة ان تبتعد عن طريق القوات الاتحادية وإلا ووجهت بالقوة الاتحادية ،وارسل بالمقابل المزيد من القوات المدرعة ما رفع من حالة الحشد والاستعداد الى مستويات معركة ، وهنا تدخل الوسطاء وحاول المالكي ان يلقي تبعات ما قد يحدث على ساحة البارزاني لكي يامن عقاب شعبه ويكسب تاييده فارسل اسامة النجيفي وتبرع اخرون على جميع المستويات لانقاذ الموقف من التدهور ومع ان تصريحات الجانبين السياسية خفتت حدتها بعض الشئ لكن لغة الحرب والقوة كانت تسمع من هناك من قيادة البيشمركة التي اعتقدت انها استطاعت ان تخيف المالكي فعمدت الى ارسال المزيد من الرجال والاسلحة والجديد في الامر والملفت حقا انها قالت اننا ارسلنا دبابات..ومدافع..
فهل يعقل ان حرسا للاقليم يمتلك اسلحة مدرعة لم يستخدمها في مواجهة القصف الايراني والتركي يعلن عن وجودها في ساحة هي اقرب ما تكون الى مواجهة بين دولتين كيف تم هذا .. والى وقت قريب رفض المالكي كل ادعاءات اقليم كردستان بتامين الاموال الاتحادية لقوات البيشمركة لتسليحها وطالبها بالمقابل ان تعيد كل الاسلحة التي استولت عليها من مخازن القوات المسلحة السابقة وبينها اسلحة ثقيلة ومدافع ودبابات فكيف لهذه القوات مهما كانت تشكيلاتها ان تتصدى بهذا الشكل للقوات الاتحادية وباسلحة هي من مخازنه وتعد اموالا غير منقولة لازالت في عهدة القوات المسلحة العراقية ..؟
الامر الذي لامناص من التذكير به هو ان كل تحركات المالكي في مواجهة الاقليم كانت مغلفة ببنود دستورية وحتى اعلانه منع قادة الاقليم من مغادرة العراق الا باذن منه هي دستورية باعترافهم وحتى تحريكه للقوات الاتحادية هناك بنود دستوري يتفيأ بها متى شاء كقائد عام للقوات المسلحة ويحركها آنا يشاء وبالكيفية التي تلائم وتنسجم مع الامن القومي العراقي، والا كيف يمكن لقوة عسكرية ان تتخذ مواقعها على الحدود الشمالية الشرقية مع ايران او مع تركيا ان كان غير مسموح لها اختراق الاراضي الكردية التي ترفض قيادة الاقليم اعطاء موافقتها عليها. اذن اصبح الدستور ماشة بيد الفرقاء يكيفونه وفق ما يريدون وينتقون من مواده ما تفيد مخططاتهم هنا وهناك ..هذا الدستور لايمكن تغيره وهو الداء والعلة في كل ما يحدث بالعراق ..
هذا الدستور ليس من السهل تغيره الا في حالتين انقلاب عسكري يطيح به وبكل القائمين ،او انتظار الدورة الثالثة لمجلس النواب لكي يبت به بعد اخذ موافقة ثلاثة محافظات .. الاعتقاد السائد ان طبول الحرب قد خفت رغم ان الجانبين يواصلان الحشد العسكري بعض الشئ الا من تصريحات استفزازية من هنا وهناك ..فهناك على مايبدو معركة سياسية كبرى تدور بالخفاء وداخل عقول السياسين جميعا ان آن الاوان لتغيير الدستور الذي يعده الجميع بأنه اساس كل هذا البلاء ، هذه المعركة ستدور سواء كان المالكي موجودا على هرم السلطة ام خارجها ، لانها اصبحت مطلبا وطنيا ان ترفع الالغام السياسية منه وباسرع وقت لكي لاتنفلت الامور ثانية وتدور الدوائر على الجميع ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات