من ينصف الممرض!


يوم أمس قام ممرض بتمزيق شهادته, واتجه للعمل في مقهى بحثا عن أجر أفضل , لا شك أن العمل مهما كان ليس عيبا, ولكن لا بد من حفظ كرامة المواطن سواء كان ممرضا أم لا , بان يعمل بما يليق به وبما يحمله من مؤهل علمي, وبأجر يمكنه من العيش بكرامة ! طريقة التعبير عن الواقع المؤلم جراء البطالة وانخفاض رواتب الممرضين في القطاع الخاص تحديدا, بدأت تأخذ منحى أخر , وقد تتحول إلى شكل أعنف, وهذا يعد مؤشر لخطورة الوضع القائم , هناك استغلال ممنهجا للممرضين والممرضات العاطلين عن العمل من قبل بعض مستشفيات ومراكز القطاع الخاص , مقابل اجر زهيد لا يتجاوز 170 دينار, يكاد لا يكفيه مواصلات ومصروف شخصي , فكيف الآن و بالتزامن مع موجة غير مسبوقة لغلاء الأسعار..!؟
تشير دراسة حديثة من أجرتها مؤسسة عالمية بأن الدخل الأسري في الأردن سيتآكل بنسبة 8% بعد رفع أسعار المحروقات والذي سيتلوه رفع كل شيء , البطالة في صفوف الممرضين والممرضات وصلت لمستويات قياسية حاليا ومن المتوقع أن تزيد إلى أكثر من 50% خلال العام القادم , وهذا العدد أكثر من عدد الممرضين الحاليين في وزارة الصحة وحدها! هناك 10 ألاف طالب تمريض حاليا على مقاعد الدراسة , وحوالي 5000 ممرض عاطل عن العمل بحسب إحصاءات رسمية, ذلك ينذر بمرحلة حرجة للغاية , وزارة الصحة لا زالت تصم أذانها عن هذا الواقع من ناحية , وتعتبر الممرض وكأنه خصما لها من ناحية أخرى على غرار التعامل مع بقية المهن الطبية وتحديدا الصيادلة والأطباء, إذ أصبحت تتشكل قناعة لدى الغالبية العظمى من الممرضين بأنها وزارة أطباء بدلا من وزارة صحة.علما أن الممرض والطبيب متساوون في عدد ساعات العمل المقررة من قبل نظام الخدمة المدنية , فلا بد من تغيير النهج في التعامل مع هذه الفئة الكبيرة من التمريض والتي تعد عصب كبير مغذي للمجتمع ويقع عليها عبء كبير في تحمل المسؤولية, عوضا عن ما تتحمله من اعتداءات لفظية وجسدية في أحيان كثيرة تسببت بإصابات حرجة للمرضين .
إدارة الظهر لمطالب الممرضين سواء فيما يتعلق بالبطالة أو تحصيل حقوقهم المادية المسلوبة في القطاع العام فيما يتعلق بالعلاوة الإضافية وعلاوة العمل الإضافي التي انتقصت جراء الهيكلة , و الحوافز التي انخفضت لأكثر من 35%. إضافة إلى الحقوق المنقوصة أساسا للممرضين العاملين في القطاع الخاص,وتصاعد لهجة نقابة الممرضين مع الوزارة دون استجابة, كل ذلك يوحي بقرب تصعيد غير مسبوق مستقبلا. الأمر لا يحتمل التأجيل, ولا بد من صناع القرار الالتفات إلى ذلك.


فراس عوض



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات