الشارع االاردني الى اين؟!!


اشتعل الشارع الأردني منذ بداية الاحتجاجات على رفع الأسعار بعبارات غير مسبوقة (إسقاط النظام). والسؤال المطروح هنا هل صدرت مثل تلك العبارات من تنظيمات سياسية منظمة؟ أم أنها جاءت بشكل عفوي من الحركات الشعبية الغير منظمة سياسيا؟.
إن المتابع للساحة السياسية الأردنية عبر مسيرة الاحتجاجات التي عمت الأردن منذ قرابة عامين يلاحظ أن عبارات إسقاط النظام لم تظهر بشكل جلي وواضح إلا خلال هبة تشرين كما يطلقون عليها والتي بدأت عند إعلان قرار رفع الأسعار للمحروقات خلال الأسابيع الماضية والتي شكلت سابقة لم يعتاد عليها الشارع الأردني منذ تأسيس الدولة أن ترفع مثل تلك الشعارات المطالبة بإسقاط النظام أو المساس برمز الدولة المتمثل بشخص الملك عبدالله الثاني من خلال عبارات صدرت من مجموعة من أبناء الأردن من مختلف المحافظات. ولكن المهم هنا هل يمتلك مطلقوا مثل تلك العبارات المنادية بالتغير وإسقاط النظام الحلول السحرية لإنقاذ الأردن من الأزمة الاقتصادية الخانقة ، وأين برنامجهم الإصلاحي سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي لإنقاذ الأردن كما يزعمون. أم أنها عباراتنا طلقت والسلام من غير منهجية واضحة تقنع من أطلقها أولا، ثم من يشدون على أيديهم ثانيا. لا أريد الانتقاص من أفكارهم أو المزاودة عليها فهم أحرار بما يريدون وما هم ماضون من أجلة.
أنا اعترف بان قرار رفع الدعم عن المحروقات قرار مجحف بحق شريحة واسعة من أبناء الأردن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وخطوة يجب أن لا تكون في هذه المرحلة بالذات خصوصا إذا أرادت الدولة نجاح مخطط الانتخابات القادم و إيجاد برلمان قوي يمهد لإصلاحات سياسية حقيقية في الأردن. لكن القرار اتخذ وانتهى، وتحمل رئيس الوزراء المسؤولية الكاملة عن هذا القرار هو وحكومته الحالية ، فشخص رئيس الوزراء أين كان ليس صمام أمان في هذه الدولة فتذهب حكومة وتأتي غيرها ، غير أن الملك وباتفاق عشائر الأردن وأحزابها صمام أمان واضح وغير قابل للنقاش فهو ولي الأمر بالدرجة الأولى لكل الأردنيين وطاعته واجبة، ومن ناحية أخرى لن تتفق العشائر الأردنية في ظل هذا من الشمال وهذا من الجنوب، فلسطيني وأردني، بدوي وحضري، هل يتم في ضوء هذا التنافر على الاتفاق على شخص ونظام جديد في الأردن هذا الطرح موجه للذين ينادون بإسقاط النظام ونطلب منهم إيجاد شخص بديل للملك أن استطاعوا إلى ذلك سبيلا. أم النهم يريدون أن يصبح الأردنيون لاجئون في صحراء الربع الخالي يعيشون على حسنات الناس بدل نعمة الأمن والأمان في الأردن والتي يفتقدها الشعب السوري والعراقي وغيرها من الشعوب العربية. ديمقراطية بهذا الشكل وبهذا الفهم أذا استمرت ستوصل هذا البلد لطريق مسدود محفوف بالمخاطر، فعلى الجميع التريث والتفكير بعمق بواقع الأردن ملكا وشعبا خصوصا وان هنالك أعداء يتربصون بهذا الوطن ويردون أن تدور عليه الدوائر
ونحمد الله الذي جنب الأردن الفتنة وأبقاه عزيزا كما كان. حمى الله الأردن وحفظ الله الملك المفدى.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات