الرمزية في تفجير بيروت


مهما تباينت الاراء وتعددت تحليلات السياسيين في الداخل اللبناني وخارجه حول التفجير الكبير الذي هز قلب العاصمة اللبنانية بعد ظهر اليوم في منطقة الاشرفية ذات الغالبية المسيحية وبالقرب من المقر العام لقوى الرابع عشر من اذار ومقر حزب الكتائب، تبقى الحقيقة الوحيدة والابرز في هذا الانفجار، والتي تقول بان المقصود هو بث الرعب في نفوس اللبنانيين وترهيب قوى الرابع عشر من اذار في مرحلة تسبق الانتخابات التشريعية في لبنان والمتوقع فوزها فيها ،كما انها تعد رسالة واضحة الى لبنان واخرين في دول الجوار تتماشى مع تصريحات راس النظام الاجرامي في دمشق بشار الاسد عندما قال: بانه في حال تعرض نظامه للخطر سيشعل العالم من حوله من افغانستان حتى المحيط . ولعل تصريحات المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي قبل يومين من الانفجار، من هنا من عمان وبعد لقاءات له في طهران وبغداد ،وتحذيره من انتشار الازمة السورية الى الجوار في حال فشل مهمته، والتي ولدت بالاصل ميتة، كانت هذه التصريحات مبنية على معلومات تلقاها او استنتجها الابراهيمي من القيادة الصفوية الايرانية التي نستغرب التشاور معها في حل الازمة في سوريا ،وهي نفسها صاحبة المشروع الصفوي في المنطقة كلها ،اذ كيف يوافق الابراهيمي وقبله القيادة الروسية على انضمام ايران التي تعزز تواجد قواتها من الحرس الثوري في سوريا لدعم نظام القتل، وتزوده بالمال والسلاح والرجال الى مشروع او خطة حل الازمة الداخلية في سوريا وهي جزء من الازمة ولا يمكن لها ان تكون طرفا في الحل . لم يمر الا يومين او اقل على تحذيرات الابراهيمي من عمان الذي زار لبنان وبغداد قبل عمان، ومن هنا نستطيع القول انه اوصل من عمان الرسالة التي ابلغته اياها القيادة الصفوية والتي رأينا اولى سطورها في تفجير الاشرفية اليوم. لا نستبعد ان يكون الاخضرالابراهيمي اخر المبعوثين الحاملين لخطط تسوية للازمة في سوريا وذلك بناء على ما جرى اليوم من تنفيذ لتهديدات الاسد باشعال المنطقة بعد ان ادرك ان نهاية نظامه اصبحت قاب قوسين او ادنى في ظل الانتصارات التي يحققها الجيش السوري الحر على ارض المعركة وامام اصرار الشعب السوري العظيم على مواصلة ثورته حتى تحقيق النصر، فها هو يلجأ الى الخيار الاخير بعد ان فشل بتنفيذ سلسلة من التفجيرات في لبنان من خلال عملاء جهاز مخابراته وبايدي لبنانية كان الوزير الاسبق ميشال سماحة احد اركانها.اما لماذا الاشرفية فالامر واضح ،اذ لا زال بشار يؤمن بامكانية اللعب على الوتر الطائفي بعد ان فشل باثارة هذا اللحن في سوريا ويريد اليوم ان يجبر اللبنانيين ويجرهم الى دوامة من العنف الطائفي والانشغال بحرب داخلية وجر اهتمام العالم وانتباهه الى لبنان وبالتالي التخفيف من الضغوطات والعقوبات المفروضة عليه ومحاولة اضفاء ما يسمى بالحرب الاقليمية وان الامر لا يتعلق بسوريا وحدها بل الترويج لمشروع خارجي يستهدف المنطقة ومن ثم تدويل الثورة في سوريا وتحويل انظار العالم الى ان القضية لا تكمن في نظامه المتهاوي. هذه الالاعيب المخابراتية السورية مكشوفة للعالم العربي والخارجي وابرزتها قناة العربية بنشرها الوثائق المسربة من اجهزة بشار الاستخباراتية والتي كشفت عن مخططات في الخفاء لاثارة الشارع العربي واشعال الصراعات في دول الجوار السوري ومنها لبنان والاردن وتركيا ولكنها لم ولن تصل حدود افغانستان كما توعد بشار. وفي ضوء تفجيرات الاشرفية اليوم لا نستغرب ولا نستهجن ان حاول نظام بشار وهو في الرمق الاخير من محاولة تكرار السيناريو في عمان او تركيا او قطر والسعودية ولكن المطمئن انه لن يجروء على فعلة كهذه في قلب اسرائيل الحليف الاستراتيجي لنظامه منذ حرب حزيران 1967حينما قدم ضمانات لابيه حافظ بتسليمه حكم سوريا مقابل الجولان.
وتفجير الاشرفية الذي نفذته عناصر من حزب الله اللبناني وربما بايد جنود من فيلق القدس الايراني، المتواجدين في لبنان وسوريا لن يحقق الهدف الموضوع له وسيبقى اللبنانيون وحدة واحدة مسلمين ومسيحيين ينأون بانفسهم عن العنصر الفارسي الحاقد المتستر بلباس الاسلام بالتشيع تارة وبالمقاومة تارة اخرى ولكن النتيجة هي خدمة المشروع الايراني الصفوي في تكريس الكره للعرب والاسلام .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات