هل تجاوز ما قيل بدولة النسور في اسبوع ما قاله مالك في الخمر .. ؟


دائما تقرن هذه الجملة ( أكثر مما قاله مالك في الخمر ) عندما يتم الحديث عن شيء أو شخص أو موقف أو حدث عام للدلالة على حجم اللغط والقيل والقال وإما الذم أو المدح الذي قيل به .
واليوم هو الخميس ويمثل الأسبوع الأول لدولة النسور في رئاسة الحكومة الأردنية ولن نذكر رقمها هذا العام أو الأعوام السابقة كي لانصيبه بالحسد ونعطيه بعض الوقت أو العمر السياسي ، فخلال الاسبوع الماضي يقل في دولته أكثر مما قال مالك في الخمر على طول رحلة مالك وحياته وخمره فالجميع قال فيه وتحدث من أقصى يسار الوطن فكريا إلى أقصى يمينه أيظا فكريا ، وشملت كذلك جغرافيا الوطن كاملة من الشمال للشرق ومن الجنوب للغرب وعلى جميع أوجه الطرح أو الحديث من تحليل أو تقويل له على لسانه أو بحث في تاريخه أو محاولات لفهم حالة توليه للرئاسة في هذا الوقت بالذات .
فعلا الصعيد الجغرافي نذكر جزء مما قيل فيه من اليوم الأول بأنه رجل مناطقي بحت وحرص على وجود ستة وزراء من اقليمه الجغرافي وتناسى بقية الاقاليم أو حصص هذه الاقاليم من تشكيلة وزراته ، وقيل في هذه النقطة أن إختياره جاء كمراضاة لأقليمة الجغرافي من صناع القرار وهو أقيلم عرف عنه بأنه منبع الاسلاميين في الوطن وأن معظم قيادات هذه الحركة خرجت من هذا الإقليم ، وربما رغب صاحب القرار وفي أخر لحظة أن يفتح حوار مع الحركة من خلال إبن منطقتهم وعلى قاعدة أن أهل مكة أدرى بشعابها ، وكانت النتيجة فشل ذريع في إحتواء أبن الإقليم لهذه القيادات .
وعلى الصعيد الفكري عجزت معظم التيارات من اليمين إلى أقصى الشمال من فهم أسس ظاهرة هذا الاختيار لشخص الرئيس من قبل صناع القرار في البلد ، ومازالت إلى الأن تحاول فهم هذه الظاهرة وأن تضع لها بعض الفرضيات أو الاسئلة كي تتمكن من إخراجها من مرحلة الظاهرة إلى النظرية كي يتم من خلالها الحكم على طريقة الإختيار المستقبلي لصانع القرار ، والكيفية التي سوف تسير عليها هذه العقلية في المستقبل القريب والبعيد رغم محاولات صناع القرار تسويق مصطلح الحكومات البرلمانية القادمة لقناعة هذا التيارات الفكرية أن أسس مخرجات هذه الحكومات البرلمانية ( الانتخابات ) معوجة وغير صحيحة ولاتمثل واقع المجتمع بكامل تراكيبه الاجتماعية والاقتصادية .
ومن خلال قراءة ما قيل بوسائل الاعلام المختلفة ومن خلال اشكال الفن الاعلامي المتعددة من مقابلات وتحليلات ومقالات وأخبار نجد أن هناك متاهة واضحة لبوصلة جميع أطراف المعادلة السياسية في البلد تشابه متاهة من يشرب الخمر أول مرة ويبدأ في البحث عن أية مفارقات بين لحظة السكر ولحظة الصحيان ويتوهم أنه شبيه لمالك ويبدأ بقول الشعر بهذا الخمر ... وهذه الحالة تجعلنا نسأل هل فعلا ما قيل في دولة النسور في اسبوع أكثر مما قاله مالك ( الشاعر وليس السكران الجديد ) في الخمر ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات