إياك من غضبي .. ؟


خلال يومين ونتيجة لمراقبتي للصحافة الورقية شبه الرسمية ( الرأي والدستور ) وجدت حجم الغضب الرسمي على جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ، وقد جاء هذا الغضب على شكل مقالات واخبار وتقارير وبما يسمى صنارات ودبابيس وجميعها ضمت محتوى لغوي واضح الملامح تمثل بتأويل أي خطوة يقوم بها الإخوان وتحميلها أكثر مما تحتمل ووضعها في خانة الشك والريبة التي تؤدي في النهاية إلى تأليب الرأي العام المنقاد إعلامينا خلف هذه الصحف .
ونتيجة لتنوع الفن الصحفي المستخدم في هذه المعركة نجد أن القارىء يشعر بأنها معركة قوية يتم بها استخدام كافة الادوات الشرعية وغير الشرعية في العمل الصحفي ، ومن الأمثل على ذلك تجد أن هناك مقال صحفي يقوم كاتبه بتشريح خطوات الإخوان بطريقة لاتؤدي إلا إلى القتل وليس تعليم أو علاج ما يتم تشريحة ، ويعقبه في اليوم الثاني تقرير يتخذ الصفة البحثية العلمية ويكتبه رجل اكاديمي يستخدم به لغة التنظيمات السياسية منذ الستينيات من القرن الماضي ويدخل بها صيغ لغوية لاتعطي سوى معنى واحد هو أن الإخوان يمثلون مشكلة فكرية قبل أن تكون مشكلة وطنية وداخلية .
ويأتي شكل أخر للنص الصحفي من خلال ما يطلق عليه بالصنارة أو الدبوس ويتم من خلاله نشر معلومات غير مؤكدة وتستقصد التشكيك في موقف الإخوان من عملية الاصلاح أو من عملية الانتماء للوطن الواحد الأردن ، وتختتم هذه الصحف بشكل صحفي أخر يطلق عليه عنوان يومي يقول رأينا وهنا يتم تناول الإخوان بعيدا عن أية موضوعية أو بحث تاريخي صحيح ويتم من خلاله أرسال رسالة لهذا الرأي العام المنقاد لهذه الصحف تقول أن الوطن بواد والإخوان بواد أخر وأنهم يسعون لأهداف تكون نتيجتها خلق فوضى في الوطن ككل .
ونحن هنا لانحاول أن ندافع عن الإخوان ولنا موقفنا الواضح منهم ولكن نحاول في هذا المقال أن نقيس حجم الغضب الرسمي الذي تكنه الدولة لحركة الإخوان في الأردن نتيجة رفضها الدائم لأية محاولة لفتح ابواب الحوار ورفضها القاطع والنهائي للمشاركة في الانتخابات سواء ترشح أو تسجيل ، رغم جميع محاولات الدولة للوصول معهم لحلول وسط ترضيهم كحركة سياسية وفي نفس الوقت ترضي الاجماع العام الشعبي للوصول إلى إنتخابات تحقق بداية مرحلة ينادي بها الملك للوصول إلى حكومات برلمانية .
وخلاصة الأمر هي أن هذه المعركة على صفحات الصحف اليومية الشبه رسمية يعطي دلالات واضحة وأكيدة أن ما تقوم به الدولة من حملات تسويق لأن إعلامنا مستقل وحر ويلعب دور المراقب هي مجرد إستهلاك رخيص لعقل وفكر المواطن الذي لايقع في قائمة الرأي العام المنقاد وهو يمثل الأغلبية الصامتة والتي في نفس الوقت قادرة على قلب كافة الموازين لصالح طرف واحد من أطراف هذه المعركة ( الدولة أو الإخوان ) وهو يرفض أن يتم التلاعب بقدراته العقلية لتحقيق مصلحة ما لأحد أطراف هذه المعركة .
والدلالة الكبيرة التي تسعى لتحقيقها الدولة من خلال إستخدامها لهذه الأدوات تتمثل برسالة واضحة لكل من تسول له نفسه أن يعلن رفضه لإجرائتها الإصلايحة الوهمية تقول فيها .. أياك من غضبي ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات