خاصرة أردوغان التي تؤلمه .. ؟


رغم الخطاب الصارخ للرئيس التركي أوردغان في معظم المحافل سواء الدولية أو المحلية نحو نظام الحكم في وسوريا ومطالباته المستمية بتدخل دولي لوقف نزيف الدم السوري ، رغم كل ذلك فإن الرئيس التركي لدية خاصرة تؤلمه جدا في جغرافيا الدولة التركية وتتمثل هذه الخاصرة المؤلمة بالحدود الجغرافية السياسية لجنوب وشرق وشمال شرق تركيا .
وهي حدود دولية بينها وبين سوريا والعراق وإيران وهي تمتد لمسافة يصعب السيطرة عليها رغم القدرات العسكرية والاستخبارتية للجيش التركي ، وهي تمثل الإمتداد الطبيعي لمجموعة من التناقضات الاقليمية والعرقية والمذهبية وتمثل مطمعا قويا للقوى الدولية كونها تحتفظ بمخزون ضخم من النفط والغاز .
وإذا رغب الرئيس التركي بأن يستخدم مصطلحات دينية كمصطلح الدولة العثمانية الجديدة كمحاولة لكسب ود جيرانه العرب البعيدين جدا عن حدوده الجغرافية فهو هنا يغامر بتاريخ هذه الشعوب التي تنفست الصعداء منذ أكثر من مائة عام بعد أن غادرها حكم أخر سلاطين اسطنبول ، وتركهم في ظلمات شديدة من الجهل والفقر وسيطرة حكم السلاطين الذي ما زال راسخا في عقلية الجيل العربي الجديد .
ومن هنا على الرئيس التركي العثماني أن يعترف بألم هذه الخاصرة للدولة التركية ويعيد قراءة التاريخ مجددا ولكن ليس من سجلات مكتبة الوثائق في إسطنبول بل من سجلات ما تم تناقله عبر الاجيال للشعوب العربية من أحداث دموية على جميع المستويات سواء الجسدية أو الفكرية ، فكتب التاريخ ماتزال تذكر كلمة أحد سلاطين الحكم العثماني الذي وصف بها المطبعة بأنها رجس من عمل الشيطان وأخر دخولها للمجتمعات العربية لأكثر من ثلاثمائة عام .
والعرب عرب والاتراك هم أتراك وأن كنا مسلمين وهذا لايعني أن تقوم تركيا العثمانية بالمتاجرة بالكلمات وتنسى أنها بمحاولاتها تلك تسعى فقط لنسيان الألم الذي بخاصرتها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات