كن منقذا للوطن


أصبحت لغة الأرقام هي اللغة المسيطرة لدى مختلف القوى السياسية وحتى الإجتماعية بعد مسيرة أطلق عليها " إنقاذ الوطن " ، فالكبير والصغير والطفل الذي يمشي على السّرير أصبحوا علماء في علم المساحة وحساب الكميّات ، تركنا محور الحديث والتفتنا إلى أعداد المشاركين من المتظاهرين ، تركنا أننا ما زلنا ننعم بالسّلامة والأمان وأنّه لم يحدث زعزعة للأمن والإستقرار .

لن أخوض برأيي في المسيرة أو المسيرات ، ونظرتي إلى الإعتصامات والإحتشادات ، ولكن سأتطرّق إلى رسالة لربّما كانت هي الهدف والغاية من المسيرة ، هدف يدعو له كلّ الأردنيين ، فالإصلاح الشامل مطلب للجميع ، فالكلّ يطالب بمحاسبة الفاسدين ، وإعادة أموال نُهبت ومقدرات سُرقت ، فهي حقّ للجميع وليست حقّ لجيب فلان أو جيب علّان .

هذه الرّسالة نعرفها قديما وحديثا فلم يطرأ عليها أيّ تغيير أو تبديل ، فليست الأهميّة بإطلاق الرّسالة إلى فضاء فارغ وكوكب بعيد ؛ لا يوجد به مجيب ولا سميع ، فالمهمّ كيف ستطبّق وتنفّذ ؟! وكيف سيجتثّ الفاسدين والسّارقين من أوكارهم التي أصبحت حكرا لهم ومآلا لأهلهم ؟! وكيف نعيد للوطن حقوقه وممتلكاته ؟!

رسائل كثيرة أطلقت بالمسيرة وهي ليست مطلبا لجهة أو اتجاه ، بل إنني أتحدى في كونها مطلب للجميع ، فالإصلاح كلنا ننادي به ونسعى إلى تحقيقه وفق أعلى المستويات ، واجتثاث الفساد كلّنا نتوق لرؤيته لننعم بالعدل والأمان ، ولكن هي الطريقة تختلف وتتبدّل ، فالبعض ينتهج المسيرات والإحتجاجات ، والبعض يسلك طريق الحوار والنّقاش مستندا بأدلة واقعية وحقائق ملموسة .

الصّواب بيّن وواضح والخطأ ظاهر وملموس ، فليس الخطأ بحاجة إلى التحليل والتعقيد ؛ فالكلمة أصلها حروف ، فلا بدّ من أساس قويم ليكون البناء شاهق وعظيم ، فهو الفساد لا بدّ له من أصل ومنبع ، ولا بدّ من اجتثاثه بطريقة صحيحة وحكيمة ، بعيدا عن الفوضى بالتفكير ، وفق أسس عقلانية وموضوعية تتسم بالقدرة على التعبير .

إنّي أرى بأنّ الطريق الآن لدى الجميع مفتوح على مصراعية فالبحر بحاجة إلى سبّاح ماهر ، ومجلس النواب هو القارب الذّهبيّ للوصول إلى السّلطة التي ستحقق ما يريد الشعب من إصلاح وتطوير ، فهو الرقيب والمشرّع ، لذلك هو حلّ قويم لدى أصحاب الفكر المعتدل والسّاعين إلى تغيير ملموس ، وفق القنوات المقبولة بالشّرعية الوطنية والدّولية وبعيدا عن التصرفات الهمجيّة.
ولن أخوض الآن بقانون الإنتخاب غير المقبول عند البعض ، فلعلّ الحديث يطول ، ولكن سأقول : كن أنت المعدّل له إن كنت إصلاحا تريد!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات