الاخوان والنظام وجهان لنفس الدور


تلىت مرحلة النهوض القومي التي قادها بالاضافة للاحزاب القومية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر هزيمة ال 67التي سددت ضربة موجعة للفكر القومي ,مفسحة المجال لسطوع الفكر اليساري الثوري الذي تبنته العديد من الفصائل الفلسطينيه والاحزاب اليساريه , واصبح سمة المرحله وبوصلتها النضاليه , كما ساهم العمل الفدائي على تاجيج الروح النضالية والثوريه لدى الشعب الاردني لتصبح اقصى اشواق الاردنيين الانخراط في المقاومة وتعزيز دورها النضالي .
توجت هذه المرحلة معركة الكرامة التاريخيه والتي جسدت حالة الانصهار بين اطياف الاردنيين شعبا وجيشا وفدائيين الى ارادة قتال وصمود ونصر استراتيجي مؤزر برغم الانجاز التكتيكي للعدو الصهيوني , وفُرضت ارادة القتال على النظامين الرسميين الاردني والفلسطيني وحصد كلا الطرفين نتيجة الاعداد والتدريب وارادة القتال والتلاحم والصمود نصرا استراتجيا ,
تنبهت الامبريالية والعدو الصهيوني والنظام الاردني الى هذه الحالة غير المسبوقة من التلاحم وروح الفداء ووحدة الصف الامر الذي يهدد بالضرورة الاطماع الصهيونية والهيمنة الامبريالية والانظمة المرتبطة بها عضويا , لذا سعت لتفكيك هذه الحاله والبت الشعب الاردني على بعضه البعض متسخدمة الاقليمية البغيضة وكل ما من شانه تفكيك اللحمة الوطنيه الى ان توجت المرحلة نتيجة هذا السعي بايلول الاسود خاض بها اشقاء الكرامة الجيش الاردني والفدائيين معركة ضد بعضهما اسفرت عن خسائر دامية لكلا الطرفين وعن اقصاء فصائل المقاومة الى لبنان منهية بذلك خطر هدد الكيان الصهيوني واوقع به خسائر باهضه بعكس ماهو مأمول من دروس الكرامة واستثمار نصرها من تكريس لوحدة الدم والمصير والعدو المشترك وارادة القتال والتصدي التي عملت على بعث روح النضال التي خبت جذوتها اثر هزيمة ال 67 .
قبض النظام الاردني اثر ذلك على دفة الحياة السياسية بيد من حديد واعاد حقبة الحياة العرفية والامنية وزج بمناضلي الاحزاب بالسجون وعطل الحياة السياسية وحال دون ممارسة الاحزاب لدورها النضالي والنهضوي والتنويري وتعبئة وقيادة الجماهير , الى ان حلت ساعة هبة نيسان المجيده في عام 89 , مستثنيا من هذه القبضة حركة الاخوان المسلمين التي استمرت بممارسة حياتها السياسية علنا مستثمرة التسهيلات التي قدمها النظام في كافة مفاصل الدولة ومؤسساتها .
نعلم يقينا ان النظام الاردني يرتبط عضويا بالامبريالية الاميركية و يؤدي دورا وظيفيا في خدمة مشروعها وبان ارادته السياسية مرهونة بهذا الدور, وبما تقرره دوائر صنع القرار الاميركية كصندوق النقد والبنك الدوليين والسفارة الاميركية و ندرك بالتالي ان المناخ السياسي الذي اتاح لحركة الاخوان المسلمين حرية الحركة ومكنها من الازدهار والنمو وامتلاك الثروات الطائله كان ترجمة للارادة الاميركية وبمباركة منها , وبانه لم يكن ممكنا للحركة النمو والعمل والممارسة دون موافقة ومصلحة اميركيه استراتيجيه .
اثر الثورات العربيه ( الربيع العربي ) بات جليا ان هناك اتفاقا مبرما بين التنظيم العالمي للحركة والامبريالية الاميركية لاحتواء الثورات العربيه واستبدال الدور الذي انيط على مدار عقود سابقة بالانظمة الديكتاتورية العميلة الساقطة التي استنفذت مدة صلاحيتها بدور لقوة تبعية جديدة منظمة ازدهرت بالوطن العربي ونمت بمباركة اميركية واعدت لهذا الدور لخدمة المشروع الامبريالي و لاصباغ ثوب اسلاموي جديدعلى من يؤديه .
ان الدور المنوط بالحركة هو تكريس تبعية الانظمة العربية التي تلت الثورات العربي لصندوق النقد الدولي وللامبريالية بالضرورة والحفاظ على المصالح الصهيونية كما حصل في مصر حيث كرس النظام الاسلاموي الجديد رهن الارادة المصرية للامبرياليه و اتفاقية كامب ديفيد والحصار على غزة وتصدير الغاز للكيان الصهيوني والاستدانة من صندوق النقد الدولي تتويجا للتبعيه وتكريسا" للارتهان .
بوصلة النضال والمصلحةالعربية العليا تشيرللنضال ضد للعدو الرئيسي الاول الامبريالية الاميركية وادواتها في المنطقة العدو الصهيوني والانظمة المرتهنة لها ولفلسطين المحتله وبالتالي فالموقف لاي قوة ساسية او لاي نظام من هذا العدو ومن فلسطين هو الذي يقرر مكانته ودوره والموقف منه, فمن يقيم علاقة ود وتبعية للامبريالية كما يفعل الاخوان يقدم بالضرورة خدمة للعدو الصهيوني ومن يناضل لكسر التبعية يوجه بوصلته باتجاه التحرر الوطني وتحرير فلسطين
ان مطالبةالاخوان بالاصلاحات الدستوريه هي كمن يطالب باصلاح وصيانة مبنى لا يملكه ولا يملك حق التصرف به فأِي فائدة ترجى.
والاردن كنظام سياسي مرتهن لصندوق النقد الدولي وللامبرياليه ولا يملك بالتالي ارادته السياسيه , وتجربة الديمقراطية في عامي 56 و89 خير دليل فقد اجريت الانتخابات في ال 56 وفق دستور 52 بمناخ سياسي نقي مزدهر وبنزاهة افرزت حكومة اغلبية نيابيه وبرغم تعبيرها عن مصلحة ناخبيها واحزابها وقواها السياسيه تم حلها بعد اقل من ستة شهور وزج بكل الرموزالسياسيه بالسجون وعطلت الحياة السياسيه كما حل مجلس نواب عام 89 ,لفبركة مجلس وادي عربه , وبالطبع في كلا الحالتين لم يكن القرار اردنيا بل كان امريكيا , فعن اي اصلاحات نتحدث اذا كان القرار امريكيا ؟.
مطالب الاصلاح التي يطالب بها الاخوان لاتعدوكونها تقاسم مكاسب الكعكة الاردنية من قبل ادوات التبعية ذات المظهر العصري اي النظام وذات المظهر الملتحي الاخوان المسلمين , وتكريس التبعية للامبريالية والبؤس والاستبداد للشعب الاردني وخدمة للصهيونية بالضروره .









تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات