مرحلة إخوانية بامتياز


أي عقلية هذه التي تمتلكها الحكومة في التعامل مع المستجدات على الساحة الأردنية ، وأي استهتار وعدم مبالاة وتهميش لكل دور يقوم به الأخرون تجاه الوطن ، وأي عقلية فوقية هذه .
الأيام السابقة كانت حربا غير معلنة ما بين الأخوان وبعض تحالفاتهم وبين الحكومة وتحالفاتها ، حربا اعلامية غير مسبوقة وأسلحتها مختلف وسائل الإعلام الحكومية وغيرها ، ولعلها سابقة في تاريخ الأردن ان يتم تجنيد وسائل الإعلام من قبل الطرفين ــ بإيعاز من الحكومة ــ والسابقة الأكثر خطورة أيضا أن بعض منابر الإعلام الحكومية باتت تنشر أخبار عن بعض التيارات والحراكات المحظورة ــ لمطالبتها بإسقاط النظام ــ ضد الأخوان .
معظم المسيرات والحراكات الشعبية تزداد قوة وزخم وخاصة أيام الجمع ، وتحمل أسماء تحاكي الواقع فمن جمعة ( القسم ، وكفى مماطلة ، والأحرار ) مرورا بجمع ( الأحكام العرفية ، والسلطة للشعب ،ومستمرون ) وليس انتهاء بجمع ( الحرية ، ولن ترهبونا والانتصار للحريات ) وهذه الجمعة جمعة ( إنقاذ الوطن ) فهل تحتاج الحكومة إلى جمع أخرى وتسميات أكثر قوة لتدرك أنها ذات عقلية فوقية ولا يعنيها الوطن ولا شعب الوطن ،
لقد انتصر الإخوان على كل من حاول أن يدعو لعدم المشاركة وعلى من وقف متفرجا ـ يدعو ربه بأن يمحق الأخوان ــ وعلى كل من حاول شيطنة حراك الأخوان وبذل كل ما في وسعه للنيل منهم ومن حراكهم ـ بإيعاز من الحكومة ــ
إنتصر الأخوان على النظام بكل أركانه على الرغم من وجود كل مظاهر الحرب الإعلامية الذي مارسته الحكومة وبعض المظاهر الأمنية على الشارع ، وكل الرسائل التي حاولت الحكومة تسويقها ضد الأخوان وحراكهم ارتدت عليهم ،ــ وأيضا بالرغم من تحالف بعض الحراكات مع الحكومة ــ، وكأن هناك خطرا مشترك يهدد الوطن بوجود الإخوان .
لم أكن يوما إخوانيا ولم اكن يوما مناصرا لهم ، بل أن الحقيقة التي لا يستطيع عاقل ان ينكرها أن الأخوان قوة فاعلة ورقم صعب على الساحة الأردنية وإن أي حل ــ مهما كان ــ لن يتم بمعزل عن الإخوان .
إن الخطر الحقيقي الذي يهدد الوطن ليسوا الإخوان بل الخطر يكمن في الفاسدين والمدافعين عن الفساد ، الخطر الحقيقي يكمن عند عقول ما زالت تتوهم أنها بمأمن من يوم الحساب القادم ، ولهذا يستمرون ببيع ما تبقى من الوطن ، لقد وجه الإخوان الرسالة الأقوى والأعنف وعلى الجميع تلقف هذه الرسالة وفهمها ليس حسب عقليتهم ووعيهم وما تسوقه الحكومة ، بل حسب ما جائت من عقلية مرسلها فقط .
الكثير من قادة ورموز المعارضة ما زالوا يؤمنون بان الإخوان والنظام ( وجهان لعملة واحدة ) وإن المصلحة المشتركة بينهما أقوى من أن يكون الأخوان في صف المعارضة الحقيقية للنظام ، وإن ما يقوم به الإخوان من معارضة وهمية لتحقيق مصالح شخصية وحزبية على حساب الوطن ــ وهذا صحيح نسبيا ــ ولكن عندما يكون تفكيرنا هو الوطن ندرك أن الخطر القادم لن يراعي أي مصالح مشتركة ، فصديق اليوم ربما يكون عدوا يوم الغد ...
ومن تتبع سقف الهتافات الغير مسبوقة في مسيرة الأخوان وتحالفاتهم يدرك ان الإخوان سائرون في طريق اخر وتكتيك جديد يتماهي مع المرحلة القادمة باعتبار انهم اصبحو خارج اللعبة الانتخابية وخارج دائرة الامتيازات ، فهم لن يسمحوا للنظام بالتمادي في تجاوزهم بعد هذا اليوم ، ولن يسمحوا لأحد أن يصطف خارج دائرتهم ،وعلى الحراكات والتيارت والاحزاب وكل القوى الوطنية ان تعي ان المرحلة القادمة إخوانية بامتياز .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات