واقعة قانون المطبوعات والنشر .. ؟


قيل الكثير عن واقعة الجمل والدور الكبير الذي لعبته في التاريخ الإسلامي وأنها كانت البداية لظهور ما يسمى بالفكر السياسي الإسلامي المنشق رغم محاولات الكثيرين أن يصفوها بغير هذه الصفة ، وبهذه الواقعة بدأ التاريخ الإسلامي يأخذ منحى مختلف تماما عما كان في عهد الخلفاء الراشدين وعهد الرسول محمد وإستمر تأثير هذه الواقعة لزمننا هذا ونحن نعاني منه كمجتمع إسلامي منقسم إنقسامات بعدد أقسام علبة جبنة البقرة الضاحكة داخل صندوقها وربما أكثر .
وما حدث اليوم أمام مجلس النواب عندما قام الصحفيين بحمل نعش حريتهم والسير به أمام عيون أعضاء المجلس ومطالبتهم لرئيس المجلس بحضور جلسة مناقشة قانون المطبوعات والنشر الجديد من خلال وجودهم على شرفة الجمهور وقيام أحد النواب بتحديد مفهوم المواطنة كما يشتهي هو وليس كما ورد في الدستور وأجاب الصحفيين بأنهم صحفيين وليسوا مواطنين .
وفي هذه المفارقة اللغوية تشابه كبير مع ما طرح وما زال يطرح بعد واقعة الجمل من أن من خرج عن الجماعة ليس بمسلم ، وهذه اليوم واقعة مجلس النواب تفرق بين المواطن وتضع مفاهيم له من أولها أنه هو من يقول لهم نعم سيروا ونحن خلفكم على الخير والشر دون أن يحكموا عقولهم ، هم يريدونهم مواطنين كالغنم تكتفي بأن تأكل وتنام في أخر النهار في حضيرتهم .
والصحفي بالنسبة لهذا النائب أو غيره ممن يتشابهون معه بالعقيلة ليس بمواطن أي ليس من حقه حضور جلسة مناقشة قانون المطبوعات والنشر ، إذا من الذي أعطى هذا النائب أو ذاك أن يقوم بتحديد مفهوم المواطن ؟ ، ومن أعطاه الحق بمنحة صفة المواطنة لهذا الشخص ويحرم ذاك الشخص منه ؟ ، طبعا الإجابة الوحيدة لمثل هذه التفاهة البرلمانية الأردنية هي أن هذا النائب لم يجد أحد يقف في وجهه ويقول له أن هناك دائرة كبيرة تسمى المواطنة ويوجد بداخلها المواطن الصحفي والمهندس والعامل وشيء أسمه نائب ، وكما دائرة الإسلام تتسع لجميع الذين يختلفون على الكيفية التي يعبدون بها الله والطريق المؤدية للجنة .
وبهذه الواقعة الفريدة من تاريخ الحياة السياسية الأردنية سوف يتخذ التاريخ شكلا أخر بخلاف ما كان عليه قبل تلك الواقعة ، وأول هذه الأمور أن الأردنين ليسوا بسواء بالمواطنة عند السلطة التشريعية والرقابية ، وهنا علينا أن لا نتفاجىء بالمستقببل القريب أن يخرجوا علينا بتشريع يؤكد هذه الحقيقة في تحديد من هو المواطن ومن ليس بمواطن ونعيش لسنوات طويلة ونحن نحاول أن نحل هذه الأحجية السياسية في تاريخنا السياسي الأردني .. إذا يا سعادة النائب هي واقعة المجلس كما كانت واقعة الجمل ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات