هل الدستور استثناء .. والمكارم الملكية أصل


لقد خطى الأردن خطوات كبيرة في مجال التعليم الجامعي في الوطن العربي... وأصبح من الدول المتقدمة في هذا المجال، ولكن الآلية في الجامعات الأردنية اختلت بعد فتنة أيلول السوداء، التي أفتعلها اللذين يفتعلون الربيع العربي الكاذب ، الذي سيمر على جميع الدول العربية ونطلب من الله أن يكون مروره على الأردن مرور كرام ، خفيف ظل لا مرور لئام ونرفض كل أشكاله.

وعلى خلفية أيلول أختلت الموازين وتغيرت القيم وفرضت على المجتمع آليات جديدة في التعامل ، و أدرنة كل شيء ومنها الجامعات وهنا أختل كل شيء في الأردن ، وفقدت العدالة الاجتماعية في مكونات الدولة بأكملها ومنها الجامعات.

التي غيرت النظم والتعليمات في القبول الجامعي وآلياته وخاصة توزيع النسب على الطلبة المقربون من النظام آن ذاك ، مما جعل التعليم الجامعي ضعيفا ً في الجامعة الأردنية وغيرها ، والذي ساء في جودة التعليم الجامعي المكارم الملكية المتعددة التي حرم منها نسبة كبيرة من أبناء المجتمع الأردني .

وخاصة المتفوقين و النوابغ... وغنم منها من تنطبق عليهم تعليمات المكارم رغم تدني معدلاتهم في الثانوية العامة وكان أكثرهم ينجح بتهديد السلاح في مناطقهم السكنية النائية والنافذة بعشائريتها المحترمة وهم كثر في المواقع الهامة في الأردن.

وأبناء العشائر الذي نحترم في أردننا العزيز، وقبل أعوام تكرم الملك وأضاف مكرمه جديدة على أبناء المخيمات وشملتهم المكارم الملكية ، في أردن المكارم وكأن المكارم هي الأصل في تركيبة المملكة الأردنية الهاشمية وتركت الحقوق المواطنية التي نص عليها الدستور الأردني ، الذي يكفل لكل مواطن حقه.

في العيش بعدل وينال نصيبه من التعليم والمعالجة والوظيفة وكل الحقوق المواطنية ، التي كفلها الدستور ونص عليها في بنوده ولكننا تمسكنا بالقشور وتركنا الأصول ، تمسكنا بالمكارم الملكية واعتبرها الكثير حق لهم من اجل وظيفة اغتنمها ، أو من أجل عشيرة بعينها أو بواسطة منت عليه .

وتركوا الأصل والتمسك ببنود الدستور الأردني الذي ساوى بين المواطنين ، وجمع بينهم على محبة التكافل والتضامن الاجتماعي ومحبة الوطن وبنائه ومحبة القائد والالتفاف حوله ، كونه أب للجميع ومسئول عن الجميع ، لا يفرق بين مشمول بمكرمه ومواطن موجود لمغرمه.

فالكل مشاركين في التنمية وشركاء في العيش بحرية وكرامة على تراب هذا الوطن ، لقد قال لي احدهم أن ابنته طالبه في الجامعة الهاشمية ، وهي الوحيدة بين زميلاتها وزملائها في الشعبة تدفع بدل دراستها كتكلفة مالية ، وباقي الطلبة جميعهم مشمولين بمكارم ملكية عسكرية وعشائرية ومخيمات ، واقل حظا وتفوق ومعلمين وأبنائهم وديوان ملكي واستثناء وحالات إنسانية .

وقد كانت الطالبة الوحيدة التي يدفع والدها بدل تعليمها كانت تشعر نفسها بأنها منبوذة بين الطلبة ، وكأنها غير أردنية وتعامل كالمغتربين لا بل المغترب يجد احترام أكثر والله ، وهذا الأمر الذي يريده البعض بان تكون الجامعات عشائرية وليس تعليمية وأكاديمية.

وصرح علمي وطني الكل يستفيد منها وننعم بإنتاجه الوطني من أبنائنا فلذات أكبادنا الذين حرموا في العقود الماضية من حقوقهم في التعليم الجامعي الحكومي، والتوظيف في مؤسسات الدولة التي كانت محظورة عليهم إلا القلة القليلة ، التي تتكرم عليها بعض الجهات المغلقة على فئة من المجتمع دون غيره ألا يكفي مكارم ملكية، جزئت الشعب لأجزاء وجماعات وفئات وشللية وأبناء محافظات .

الا يكون التعليم حق للجميع كما هو في باقي دول العالم لا يفرق بين مواطن ومواطن ، وقد كانت هذه السياسة سلبية أبعدت كثير من أبناء الوطن عن العمل ، في سلك العسكرية والأمن والأجهزة الأمنية والمخابرات المحظورة على كثير من فئات الشعب الأخرى وساءت الإدارة واختلت الموازين.

وهذا لا يجوز إطلاقا ً تقسيم الشعب لفئات بين أصيل ودخيل وبديل وكلنا همنا واحد ، وهدفنا واحد واستهدافنا واحد عدونا الذي يخطط لنا واحد ، وهو الذي يدعم الوطن بالمال والأعمال وهو يستهدفنا جميعا ، من اجل مصالحه وبقائه محتلا الأرض الفلسطينية واستمرار دولته على ترابها المقدس فمصلحته تفريقنا لا توحيدنا وشتاتنا لا جمعنا تحت هدف واحد وكلنا مستهدف.

أمس احتلت فلسطين وسلمت بواقيها في عام 67 والآن يخطط العدو للاستحواذ ، على الثروات الأردنية والعربية والربيع العربي سهل له المهمة ، وسيكون عونا الرابح الوحيد من ربيع عرباننا وعرباتهم .

لا نريد تفرقة بين فئات المجتمع ومكوناته لا نريد مكارم ملكية وكلنا سواء تحت القانون ، لا نريد رواتب عالية لابنة الروابدة ونسيب الدغمي ، وكثير من المواطنين يعجز عن دفع فاتورة الكهرباء والماء يا حكماء .

لا نريد جامعتنا ان تكون تتبع العشائرية السلبية ، ولا نريد تفرقة بين مواطنينا....فئات تصلها المياه بمكارم ملكية وآخرين يشترون الصهاريج بتكلفة عالية مالية ، لماذا هذا يا ساده ألا يكفي جورا ألا يكفي ظلما ألا يكفي من حولنا ربائع عربية مفتعلة .

نريد عدل ...نريد أمن وأمان لا نريد مفسدين وفاسدين نريد جامعات وطنية ، خالية من العصبية المنتنة والقبلية البغيضة والعنصرية المرفوضة من جمعنا الطيب ، وجميعنا المنتمي لوطن أحببناه وبجهدنا بنيناه وبأمننا حميناه وبقائدنا سنحافظ على إنجاز حققناه ...

saleem4727@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات