إجتهد الطروانه وله أجرٌ واحد .. ؟


عند المرور على الكلمات التي دائما يستخدمها الناطق الرسمي بأسم الحكومة نجد أنها تقع في دائرة من المتاهة الواضحة في أداء هذه الحكومة ، ومن الأمثلة على ذلك حديثه للتلفزيون مساء يوم الأثنين ووضعه مبررا لأزمة الحكومة مع الملك والنواب والشارع وسائقي التكسي أن الحكومة إجتهدت وقامت برفع أسعار الوقود .
إذا هو إجتهاد ؟ ، وعند الرجوع لأصل الإجتهاد نجده يوجد في حالة عدم وجود نص صريح وواضح لأصل القضية وبالتالي يكون باب الاجتهاد مسموحا به ، ومن هنا تأتي المفارقة الواضحة في أن الحكومة لاتعلم بوجود النص الأصلي لواقع الحياة الاقتصادية في البلد ومن أجل ذلك قامت بالإجتهاد .
ومن هنا فإن أي حديث أو تصريح للحكومة سواء من خلال رئيسها أو الناطق الرسمي حول أنها حكومة تعلم بواقع المجتمع وتشعر مع المواطن وهي حكومة لايغيب عنها لاشاردة ولاواردة في حياة المواطن هو مجرد سحب أفلام وتسويق سياسي فاشل لها من أجل أن تستمر في البقاء لأخر نفس سياسي ، وهم يجهلون أن رفع اسعار الوقود سيؤدي إلى رفع جملة من المواد التي تتأثر صناعتها بأسعار الوقود مبدأً برغيف الخبز وإنتهاء بوجبة فخمة في فندق خمسة نجوم ، ولكن كونهم غير ملزمون بدفع مصاريف حياتهم اليومية من خلال جيوبهم مباشرة تجدهم لن يشعروا بهذا الفارق في الأسعار نتيجة لرفع اسعار الوقود .
وكي نكون منصفين مع الحكومة ونحاول أن نضع لها مبررات لهذا السلوك يمكننا أن نقول أنها كحكومة وقعت في شرك مستشاريها الكبار ومستشاريهم الصغار .. ربما ، أو ربما أنها كحكومة لم تغادر الدوار الرابع منذ توليها ولاية البلاد والعباد وإكتفت بمراقبة ما يأتيها من تقارير ميدانية من خلال موظفيها الذين يركبون سيارات ذات زجاج مضلل وتحت المكيف وهم من جعلها كحكومة تفقد إحساسها بالشارع الأردني .
وأخر المبررات التي يمكن أن نضعها كسبب لهذا الإجتهاد الحكومي هو أنها حكومة لم تستطع أن تفرق ما بين المواطن الأردني والاجىء السوري وإختلط الحابل بالنابل لديها وظنت أن ما يأتي للبلد من مساعدات للاجئين هي ستصب في صالح المواطن ، وهنا في هذا المبرر نقول أنها كحكومة أعتبرت أن الوطن ككل هو مجرد مخيم لجوء جماعي للشعب الأردني لديها .
وأخيرا للمجتهد إذا أصاب أجران وإذا أخطأ أجر واحد .. وأجر هذه الحكومة لأنها أخطأ هو أن تغادر مبكرا وكما يقول المثل .. يا رايح كثر ملايح ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات