غيوم الحرب تتجه نحو المنطقة


تعودنا ان تأتي الغيوم بالشتاء ,ولكن هنالك بعض الغيوم كالحمل الكاذب لا تأتي بشيء سوى حجب الشمس والبرد القارس ,وقبل أن نبدأ بالتحليل ونتحدث عن غيوم الحرب في المنطقة, وماذا سينتج عنها ,لا بد لنا من أن نتناول بشمولية موضوعية الأحداث والمتناقضات على الساحة ,وما قد يؤول اليه مستقبل المنطقة ,فمركز دائرة الصراع والذي سيحدد تضاريس المنطقة مستقبلا هو دمشق , تلك العاصمة العربية التاريخية الشامخة بعروبتها وبأصالتها نراها تحترق ولا نحرك ساكناً ,سوى النواح والدعاء في المساجد والكنائس واقامة المخيمات ,فقد قاربت الأحداث المؤسفة والدامية والتقتيل اللا إنساني في سوريا على انقضاء عامين , ومنذ فترة طويلة و المتابع لبعض القنوات الفضائية المنحازة كان في كل مرة يعتقد أن الأمور حسمت أو قيد الحسم لصالح الجيش الحر في سوريا, ولكن واقع الحال والحقيقة الغير منحازة تشير الى غير ذلك, فما يزال النظام السوري متماسك ويحتفظ بالارض وبالحدود ويدير شؤون البلاد , يقابل ذلك أمر واقع وهو ولادة الجيش الحر, والذي أصبح رقما ً صعباً وموجودا على الارض السورية ولا يمكن تجاهله ,ولديه أعداد كبيرة من المؤيدين, ولكن كفة الميزان العسكري ترجح لصالح النظام الحالي ,على الرغم من تنامي قوة الجيش الحر ولكن ببطء , ولا يوجد أي من أطراف المعادلة يستطيع ان يقول عن نفسه أنه رابح ,فأنا أعتقد أن طرفي النزاع في سوريا خاسران ومستمران في الخسارة يوما بعد يوم, والخاسر الأكبر هو الشعب العربي السوري الأعزل والمسالم والذي لا يطمح كغيره من الشعوب العربية إلا لحياة حرة وكريمة وعادلة, من هنا تأتي ضرورة تدخل عقلاء العرب والمسلمين لفض هذا النزاع وتسويته بطريقة مقنعة ومرضية لجميع الأطراف ,لكي نحافظ على ما تبقى من بقايا سوريا الجميلة ,لأننا اذا بقينا نرتكز على الحل الأجنبي فإن الأزمة ستطول وتطول وتمتد سنين طويلة ,فهاهم الغرب عاجزون عن اتخاذ اي قرار بخصوص منطقة عازلة أو حظر جوي ولو جزئي ,لأنهم يعلمون أخطار وتبعيات ذلك القرار وتأثيراته السلبية على اسرائيل, فالغريق لا يخشى من البلل, فلا أعتقد أن النظام السوري اذا ما شعر أنه بدأ يقترب من الهلاك سيقف عاجزا ومتفرجاً ينتظر حتمية التلاشي هو وأصدقائه من حزب الله وايران ,لذلك وبتحليل بسيط ولطالما أن الهدوء ما زال يخيم على سلوكيات حزب الله وايران , وروسيا ما زالت متمترسة وراء موقفها الداعم للنظام السوري, والغرب يقف عاجزا امام اي قرارات من شأنها تعجيل الحسم العسكري ,فهذا يعني ان النظام السوري ما زال قوياً وباقياً ,وهذا المؤشر يقودنا الى القول والتأكيد أن الغيوم الحالية ما زالت حملا كاذبا لن ينجب ماءاً ,ولكنها أي الغيوم عادة ما تتأثر بحركة الرياح,وقد نتفاجئ بريح صرصر عاتية تؤدي الى انخفاض مفاجئ في درجات الحرارة وتكاثف للغيوم السوداء, عندها تكون المنطقة قد وقعت في المحظور وحصل ما لا يحمد عقباه ,ودخلت المنطقة في حرب لا يعلم مصيرها إلا الله سبحانه وتعالى والراسخون في العلم, وقد تنتشر وتمتد هذه الحرب على أرض تأخذ شكلاً هندسياً جديداً لا هو مربع ولا هو مستطيل ولا هو مثلث متساوي الساقين, وانما سيكون شكلا هندسياً لم تعرفه الرياضيات المعاصرة ,ومن المؤسف في هذا السياق ان تكون هنالك دول تدعم طرفي النزاع وبنسب متفاوتة, فمصلحتها في استمرار هذا النزاع لأطول فترة زمنية ممكنة لكي يبقى هذا النزاع فزاعة لشعوبها ولاحتفاظها بعروشها ,لأنها على يقين أنه اذا ما كتب الاستقرار لهذا البلد العربي فإن الربيع لا بد أن يستكمل مسيره باتجاه الحكومات الظالمة والمستبدة ,وما توقف الربيع العربي لبعض الوقت الا استراحة محارب ينتظر ما ستفضي اليه الامور في بلد عربي حيوي واستراتيجي اقليمي .
نسأل الله ان يهدي حكام العرب والمسلمين الى طريق الصواب ويطوقوا الازمة السورية, ويجنبوا المنطقة ويلات ما قد ينتج عن تقاعصهم وعدم تحملهم لمسؤولياتهم, وفقدانهم الارادة العربية الحرة وانطوائهم تحت لواء المستعمر الأجنبي , حمى الله الاردن وحمى الله جميع الدول العربية وشعوبها ,إنه نعم المولى ونعم النصير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات