أيها الضمير الدولي أوقف إبادة الشعب السوري


تتزايد أعداد شهداء الثورة الشعبية السورية الباسلة المنتصرة بعون الله يوما بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة، وأما أعداد المعتقلين ففي تناقص، وذلك لأن نظام الطاغية المدعو بشار الأسد ضاق ذرعا بأعداد المعتقلين الذين تجاوزا مئات الألوف، فصار نظام الطاغية ومرتزقته الإيرانيين وشبيحته من جنوبي لبنان يتخلصون ممن تقع عليه أنظارهم، أشيخا كان أم عجوزا أو امرأة أو طفلا أو طفلة، أصبح نظام الطاغية السوري ومرتزقته وشبيحته يتخلصون من كل مما يرونه أمامهم من أبناء وبنات الشعب السوري بالذبح(ذبحا) بالسكين والنحر بالحِراب والإعدام بالرصاص، فيما بات يسمى بالإعدام الميداني.

نظام الطاغية السوري بشار الوحش نظام جبان، وإليكم الأدلة والبراهين: فالطاغية نفسه لم يعد يثق ببقايا جيشه من ضباطه وجنده، وإلا لماذا لم يتجرأ على إصدار الأمر لجحافله للدخول إلى حلب الشهباء الصامدة التي تقع تحت سيطرة وحماية الجيش السوري الحر التابع للثورة الشعبية الباسلة المنتصرة بعون الله، منذ أكثر من أربعين يوما؟ وأما الجواب، فيتمثل في أن الطاغية المدعو بشار الوحش أو نيرون الشام يخشى إن تقدمت بقايا قواته إلى شوارع حلب أن تنشق الوحدات العسكرية بكامل أسلحتها الثقيلة والخفيفة، لا بل وأن تبدأ بشن الهجوم المعاكس من خلال انضمامها إلى قوات الجيش السوري الحر الباسلة.

والطاغية بشار جبان أيضا لأنه يحارب من وراء جُدُر، فهو يعتمد فقط على الطائرات المقاتلات من طراز ميغ 23 وميغ 21 الروسية والمروحيات الحربية الروسية والإيرانية لقصف المدنيين ولتدمير منازلهم على رؤوسهم، والتي باتت تتساقط كالذباب بما يمتلكه الجيش السوري الحر الثائر من معدات وأسلحة متواضعة، فبعد أن كانت حصيلة الشهداء في سوريا لا تزيد عن عشرين إلى ثلاثين في اليوم والليلة منذ اندلاع الثورة الشعبية ضد نظام الأسد في 15 آذار/مارس 2011 ميلادية، بات عدد الشهداء يتجاوز المئات، ففي ريف دمشق وفي داريا بالذات، ارتفعت حصيلة الشهداء في يوم واحد من أيام الأسبوع الماضي من آب/أغسطس 2012 ميلادية إلى أكثر من خمسمائة سوري مدني، بين طفل رضيع ووالدة شابة مرضعة، وبين امرأة وأطفالها من حولها، وعجوز وبعض أطفاله وأطفال جيرانه، ممن اصطفوا كي يحصلوا على بعض أرغفة الخبز، لهم ولجيرانهم، فاستشهد بعض الأطفال وأرغفة الخبز في أيديهم، واستشهد شيوخ وأطفال آخرون جوعى، وذلك بفعل الصواريخ والقنابل الفراغية والانشطارية ذات القوة التدميرية العالية التي يطلقها سلاح طيران الطاغية ومروحياته وراجمات صواريخه ومدافعه الثقيلة. ألا، فليرينا المولى عز وجل آية في هذا الطاغية المدعو بشار الأسد، والذي ما فتئ الشعب السوري الثائر يذكر والده الطاغية من قبله بهتافهم "يلعن روحك يا حافظ".

والطاغية السوري بشار وبحسب استطلاعات الرأي العربية والأجنبية، يعتبر أكثر رئيس غير شرعي يواجه سُبابا وشتائم وتحقيرا من بين كل قادة العالم، فالناس إذا ما شعروا بالظلم والطغيان والقمع والاستبداد، عادة ما يلعنون السلطان أو الملك أو الرئيس أو القائد الذي يمثل هذا الظلم والطغيان والقمع والاستبداد أو أنه يسكت عليه، ولكن الشعب السوري الشقيق المظلوم لأكثر من أربعة عقود، نراه يلعن روح أبي الطاغية قبل أن يلعن الطاغية نفسه، بل إن الشعب السوري الثائر الباسل نراه لا يكاد يقيم وزنا للطاغية الجديد، فهاهم ينادونه بالوحش، بل وبالبطة وبالهر، وغير ذلك من الالقاب التي تعبر عن سخطهم على أفاعيله التي تعود إلى ما قبل الجاهلية الأولى.

والطاغية السوري فقد السيطرة على كل أنحاء سوريا، بل إن قوات الجيش السوري الحر نراها تستولي على دباباته وتصطادها وتستولي على خطوط إمداد بقايا قواته، والذين إما يسقطون صرعى، أو غالبا ما يفرون بجلودهم تاركين ناقلات الوقود غنيمة للشعب الثائر، أو أنهم يرسلون بطائرات الطاغية كي يقصفها ويحرقها، وذلك لأنه جبان ويخشى أن يستخدمها الشعب في تشغيل المخابز التي تصنع الخبز لأطفال الثورة المقدسة. نعم فالثورة في سوريا ثورة شعبية عارمة مقدسة ضد الظلم والقمع والاستبداد، وهي ثورة مقدسة لأنها تسعى إلى نيل الحرية والتخلص من العبودية، وهي مقدسة لأنها يشترك فيها كل ألوان طيف الشعب السوري، من مسلميه ومسيحييه وسنته وشيعته وعلوييه وإسماعيليته وعربه وكرده وكل أعراقه، على تعددها وتنوعها. فالشعب يريد إسقاط النظام، والشعب يريد إعدام الرئيس. والمقصود هنا بالشعب، هو كل الشعب السوري الأبي العريق.

بقي القول، إن دماء أطفال سوريا وشلال الدم السوري الذي يتزايد انهمارا ولا يتوقف لَهُوَ خطيئة كبرى برقاب القادة والمسؤولين العرب والمسلمين، وبرقاب قادة العالم أجمعين، بل هو برقاب كل الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم المتحضر والمتمدن. فإلى متى تسمحون أيها القادة لطاغية مارق بكل هذا الظلم والطغيان؟ وإلى متى تسكتي أيتها الشعوب عن هذا الطاغية وتسمحي له بالاستمرار في إبادة الشعب السوري العربي المسلم الأبي؟ وأين أنتِ أيتها المنظمات الدولية، الحكومية منها وغير الحكومية؟ وأخيرا وليس آخرا، أين أنتم أيها الذين اعتدنا أن نسمع أن الله سخركم لنجدة الشيوخ الركع والأطفال الرضع والبهائم الرتع، فلقد بدأ الطاغية السوري بإبادتهم جميعهم بكل أصنافهم في بلاد الشام.

أيتها الشعوب، أيتها البشرية، حيا على الجهاد ضد الطاغية السوري ومرتزقته وشبيحته، فلقد أوغلوا في دماء المدنيين والأطفال والحرائر الأبرياء الآمنين. ولقد انسدت الحدود والطرقات أمام المدنيين والفقراء الفارين بأطفالهم وحرائرهم وشيوخهم وعجائزهم من كل الجهات. ألا عَجِّل نصرك للشعب السوري الثائر يا الله، وألا أرنا بالطاغية ومرتزقته وشبيحته آياتك ومعجزاتك. اللهم آمين. ثم بربكم، أيها الناس، كيف تستسيغون للخبز مذاقا أيها الناس، وهو المغموس بدماء أطفال سوريا وبدماء حرائرها ودماء شيوخها ودماء عجائزها! وكيف تنامون طيب الليالي، وكوابيس الموت وقنابل الدمار تلاحق أطفال سوريا أينما ذهبوا؟! اذرفوا الدموع واخشعوا لربكم وادعوه صادقين بالنجاة لهذا الشعب السوري الأبي، وذلك من حرب الإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي يتعرض لها على مدار الساعة، والعالم كله يتفرَّج، وفي ظل صمت دولي مقيت، إلا من رحم ربي. ألا، فتحرّك أيها الضمير الدولي.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات