يومين و ينتهي الشهر الفضيل في عهد الثورات


بعد يومين ينتهي الشهر الفضيل ويكون المسلمون قد أتموا فريضة الصوم التي كتبها الله عليهم كما كتبها على الذين من قبلهم ، وبذلك يحتفل المسلمون في كل بقاع الأرض بعيد الفطر السعيد ، عنواناً جميلاً من عناوين التراحم والتعاضد والتكافل والفرحة بانتهاء شهر الصوم وإيذاناً لهم بالعودة إلى الأكل والشرب والسجائر في الليل والنهار ، هكذا سيبدو المشهد خاصة وأنهم هذا العام قد يتفقوا على يوم واحد للعيد ولا يختلفوا مثلما يكون الحال في كل عام ، حيث تصوم دولة بينما تفطر دولة أخرى في دائرة الاجتهادات المرتبطة بسياسة الدول والحكومات والزعماء ، ولكن ربما هذا العام الأمر مختلف قليلاً بسبب الثورات التي تعم المنطقة والتي أطاحت بقادة كانوا يشكلون أحد مصادر الاختلاف كنوع من أنواع التميز عن الآخرين ومن أشهرهم ذلك العقيد الذي عاش لسنوات يصدر فتاوى جمعها في كتابه الأخضر الذي صار مصدر من مصادر التشريع ومرجعاً من مراجع القوانين الليبية وكانت كلها مصدر إختلاف حتى بالدين والعقيدة والعلاقات الإجتماعية وغيرها ، وها هو عيد الفطر القادم سيكون أول إختبار للأمة الإسلامة بقدرتها على توحيد صفها وكلمتها والاتفاق على يوم العيد ، خاصة وأن لشهر شوال هلال واحد ولنا سماء واحدة وفضاء واحد
يأتي عيد الفطر مرة أخرى في فلسطين والإنقسام على حالة ، أخبارٌ عن حوارات وتفاهمات وإتفاقات على الورق ولقاءات متكررة في القاهرة دون أي نتيجة على الأرض ودون أن يلمس المواطن شيئاً منها في حياته ودون أن يتغير على الأرض المنقسمة على ذاتها شيئاً ، ودون تغيير يذكر سوى بضع صور التقتها عدسات الصحفيين للوفود المشاركة في الحوارات وبعض الابتسامات التي وزعت هنا وهناك وكأن الإنقسام أصبح جزءاً من حياتنا ولن ينتهي تحديداً في هذه المرحلة التي قد تمتد لبضع شهور أو أكثر ولكن بالتأكيد لن تكون الى ما لا نهاية لأنها طارئة ودخيله وليست من القيم الفلسطينية المختزلة في ذاته ، لكنها تمتد الى بعض الوقت بفعل التجاذبات هنا وهناك وحالات الخلاف التي تكمن في التفاصيل ، فتسقط كل التفاهمات في دهاليز صغيرة يتمسك بها طرف ما حفاظاً على بعض المصالح الحزبية الضيقة

يأتي عيد الفطر هذا العام ويحتفل الاسرى بين أهلهم وذويهم ولو حتى على (سرير المرض) ، سرير الشفاء الذي نتمناه لهم بالقريب العاجل ، حيث أطلقت سلطات الإحتلال سراحهم نظراً لوضعهم الصحي الخطير قبل أيام

يأتي عيد الفطر هذا العام والآلف الأسرى يقبعون خلف القضبان ، يتوقون للحرية ويشتاقون للأهل والأحبة والأصدقاء ، ونشتاق لهم وللحظة لقاء تجمعنا بهم وتجمعهم بنا على أبواب الحرية المنتظرة حين تتكسر قيود السجان وينهار الإحتلال ويرحل من على ارض فلسطين وتشرق شمس الحرية وتبزغ بنور المجد .

يأتي العيد هذا العام ، وكل شيء على حالة فكل الإمنيات تتجمع ولم تتحقق ولم يتغير في الواقع شيئاً ، لا زلنا نبكي غزة الجريحة الواقعه تحت الحصار والظلام ، لا زلنا نبكي الإنقسام وويلاته وعذاباته ، لا زلنا نشتاق لأسرانا في سجون الإحتلال ونتوق لعناقهم وتقبيلهم ، لا زلنا نحلم بالخلاص من الإحتلال والخلاص من الإنقسام ونحلم بميلاد فجر جديد ، لا زلنا نبكي جراحنا النازفة وعيوننا صوب القدس تصحو ولا تنام ، فيا خالقي في هذه الساعات المباركة والايام المباركة أعد الينا حريتنا المسلوبة وخلصنا من هذا الإحتلال الكافر

وكل عام وانتم بالف خير



تعليقات القراء

الله محيي الجيش الحر
الله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحر
17-08-2012 02:21 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات