مسلسل ناجي عطاالله أبطال من ورق


لم أتردد في متابعة مسلسل ناجي عطالله وأنا أبحث عن مسلسلات رمضان برغم كثرة النجوم في هذا الشهر والجميع له تاريخ فني من يحيى الفخراني وصلاح السعدني إلى النجوم الشباب أحمد السقا وكريم عبد العزيز، شريف منير وغيرهم من النجوم .
ألا أن المسلسل لم يكن بالمستوى المطلوب من كل النواحي ، لا أعرف ماذا يريد أن يقول ناجي عطالله ألذي قام بشخصية الفنان عادل أمام في المسلسل ،هل هو بطل خارق يستطيع تحقيق المعجزات ، أم أنه مناضل وطني و قومي أذا أقدم على سرقة بنك في إسرائيل ،مع أن الهدف كان مصلحة شخصية وليست قومية .
كانت السطحية في الطرح السمة العامة في المسلسل، أن يقوم أحد موظفي السفارة المصرية في تل أبيب يتمتع بذكاء ونشاط بين الإسرائيليين لدرجة أنه يقنع أي شخص منهم بأفكاره ويلبوا له أي مطلب يريد حتى لو كان ضد إسرائيل ، من يعرف الأحتلال يعرف أن عادل إمام لا يعرف الأسرائيليين وأن شخصية ناجي عطالله تكون تحت أعين الموساد طول الوقت ولا يستطيع أي شخص الأقتراب منها بالشكل ألذي قدمه في المسلسل بل وزادعلى ذلك أنه كان يداينهم الأموال ويفتح بيته للعب القمار والشرب وهذا لا يمكن أن يحصل في دولة تقوم على العنصرية والخوف من العرب ومعاداتهم، بل أن شخصية مثل ناجي عطالله كان من السهل عليها أن تضيع في هذه الظروف لحبه للمال لدرجة أنه يعمل أي شيء في سبيله .
أن ما يقدمه المسلسل لا يمت للواقع بصلة وغير مقنع لأبسط الناس من لحظة ما قام ناجي عطالله بتجميع الفرقة (العصابة )وتعريفنا عليهم فرداً فرداً فكان ردهم بالموافقة على القيام بمهمة لم يعرفوها بعد وأن كان البعض تردد ولكن تردد بخجل والأكثر من ذلك عندما عرفوا أنهم سوف يقوموا بسرقة بنك في إسرائيل واحد فقط الذي خاف والجميع بعد لحظة وافقوا على القيام بالمهمة ،فهل كانت مزحة بأن أي شخص يعرض عليه فكرة السرقة وخصوصاً في إسرائيل الدولة المعادية للعرب يبدي الموافقة دون تفكير بالعواقب ، حتى رجل الدين برر السرقة بحكم أنها تستهدف الأعداء .
المسلسل ألذي كتبه يوسف معاطي حول سرقة بنك في أسرائيل ،لم يقنع المشاهدين في طريقة الوصول ألى الهدف ،كيف وصلوا ألى قطاع غزة عن طريق الأنفاق ألتي ظهرت لنا كأنها مكان لتهريب البشر من جنسيات مختلفة ألى إسرائيل وهذا بعيد عن الصحة وقطاع غزة ألذي تحت سلطة حماس نرى المقاهي والبارات والصبايا يرتدن هذه الأماكن ويخرجن مع الشباب بكل حرية حتى لوحات السيارات لم تكن من قطاع غزة .وكيف وصلوا ألى إسرائيل من القطاع دون أن يكشف أمرهم بل أنهم أستطاعوا أن يخترقوا كل شيء ،ولكن الذي لا يعرفه ناجي عطالله أننا في فلسطين نحتاج لعدة ساعات للتنقل من مدينة لأخري وأحياناً لا نستطيع أذا كان الطوق مشددً وخصوصاً مدينة القدس أصبح من المستحيل الدخول ألا من المداخل والحواجز الرئيسه ، فكيف بناجي عطالله ومجموعته الكبيرة ان يصلوا ألى تل أبيب بكل هذه البساطة . وكانوا يسيرون كأنهم في رحلة أو كشافة مع مخيم صيفي دون خوف أو أرتباك.
كل شيء سهل أمام ناجي عطالله وهم عصابة ولصوص برغم إختلاف الأهداف بينهم فكيف لو كانت هذه المجموعة مجموعة من المقاومة الحقيقية ،لكنا في فترة قصيرة قمنا بالمعجزات وحررنا فلسطين ،
مسلسل خيال من الدرجة الأولى ومع ذلك لا تخلوا حلقة من أخطاء فنية قاتلة ، من الأنفاق ألى غزة ثم تل أبيب ألى لبنان وسوريا ألتي يتنقل بينها ناجي عطالله وفرقتة كأنهم يعرفون كل شبر فيها وتفتح لهم كل الأبواب ويجد ناجي وفرقته في كل بلد من يساعده ويقدم له العون برغم أنه كان موظف في السفارةالمصرية بتل أبيب والمفروض من هؤلاء الأشخاص والدول أن يكونوا حذرين بالتعامل معة خصوصاً المقاومة لأنها تعتبر أي تطبيع مع العدو خيانة. ، ولو كان كذلك فلماذا صمدت أسرائيل أمام العرب كل هذه السنوات .
أراد عادل أمام أن يكون بطل في هذا العمل مع أنه بطل من ورق كان يسير في تل أبيب بكل حرية مع فرقته وقاموا بتفجير المبنى وإقتحام البنك وسرقة وتعطيل كل الأجهزة،دون ان يكتشف أمرهم وعندما أوقفتهم دورية شرطة طلبت الفتاة الوحيدة في المجموعة من الشرطي أن يذهب ويرى الحادث لا أن يوقفهم وما كان منه ألا ان نفذ الأوامر ،وهذا لا يمكن أن يحصل في حال من الأحوال بأن يتلقى أوامر من شخصية لا صفة رسمية لها .وعند العودة وقبل وصول قطاع غزة أخبرهم أحد الأشخاص أن الطريق مغلق بسبب الأنفجار ويجب عليهم


الذهاب عن طريق لبنان وفي لحظات رأيناهم في جبال بالطريق ألى لبنان فكيف قطعوا المسافة من جنوب فلسطين ألى الشمال في وقت قصير ووصلوا حدود لبنان دون أي أعتراض من أحد.
مشاهد أغرب من الخيال
في جنوب لبنان المقاومة تلقي القبض عليهم ،ويتم نشر الخبر في الفضائيات على أن حزب الله اسر ثماني أسرائيليين ويريد تبادلهم بأسرى في سجون الأحتلال ، فهل يعقل أن حزب مثل حزب الله يعلن أنه أسر ثماني أسرائيليين دون التحقق منهم ومعرفة أسمائهم وشخصياتهم الحقيقية ،والأغرب من ذلك ان الأسرائيليين وافقوا على صفقة للتبادل قبل أن يعرفوا شخصيات المختطفين ،وبعد ذلك يفرج عنة ويوصف بأنه من رجال المقاومة ويصبح الجميع في خدمته فأي مقاومة ينتمي لها ناجي عطالله وبعد ذلك يطلب ناجي عطالله من مواطن أسرئيلي أحضار ثمانية أشخاص يقوموا بتمثيل دور رهائن ليسلمهم لحزب ألله مقابل 500 معتقل فلسطيني .والأغرب أن الأسرائيلي يوافق مقابل المال ،وأن يقوم أبن عادل امام والفتاة بخطف ضابط الموساد بكل هذه السهولة ،كي يضعوا الرهائن مكان مجموعة ناجي عطاالله. وإسرائيل وافقت على التبادل وأفرجت عن 500 معتقل فلسطيني وكأن ناجي عطالله يحل المشاكل للشعب الفلسطيني بكل سهوله ربما لا يعرف أن صفقة شاليت أستمرت المفاوضات عدة سنوات قبل ان تتم بشكل نهائي .
فرقة لا تفقة في السياسة شيءلا تعرف حماس وفتح ،تقوم بالمعجزات ،هكذا قدمها المؤلف يوسف معاطي مع المخرج رامي إمام .
لم ينتهي المسلسل بعد ولم تنتهي الأخطاء كنت أتمنى أن ينتهي المسلسل بعد سرقة البنك فقد كان في بعض التشويق أما بعد ذلك أصبح إضافات وتطويل لا تخدم العمل منذ وصول لبنان ثم سوريا وبعدها ألله أعلم والتأخير عن السفر بمبررات واهية كان لأي شخص أن يتغلب عليها فهم يملكون المال الكافي وبأمكانهم أن يسافروا بكل الطرق أما التأخير والمط بالمسلسل وحشوه بالمواضيع السطحية من العلاقة العاطفية لناجي عطالله وذهاب الشباب ألى البار ،بصحبة الفتيات وغيرها من الأضافات ألتي لا ولن تخدم العمل بأي شكل من الأشكال.
وللأمانة ظهرت في المسلسل طاقات فنية كبيرة ومبشرة في التمثيل من مجموعة الشباب رغم أنها لم توظف في المكان الصحيح ،لأن العمل صمم على مقاس عادل أمام الزعيم .عمل متعوب عليه ومبذول به جهد كبير لكن لم يكن عادل إمام الزعيم ألذي عرفناه في أعمال سابقة.

رائد العيسه
11/8/2012



تعليقات القراء

شلهوب
فعلا مسلسل تافه
11-08-2012 08:33 PM
الله محيي الجيش الحر
الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر
12-08-2012 12:46 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات