الجيش .. الأمن .. المخابرات .. نسور تُحملّق بالشمس


إذا كان الحديث دوماً عن دور المؤسسات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية وما تُقدّمه وما تُسهم به من إنجازات محل تقدير، فإن الحديث ما زال دون المستوى المأمول عن دور المؤسسات الأساسية، وذلك ليس لسبب محدد، وإنما لترفّع هذه المؤسسات عن حب الظهور والإستعراض، ولأن الامانة الوطنية وفي ظل الظروف المحيطة بنا من كل حدب وصوب، تقتضي إعطاء كل ذي حق حقه، فإنني أجد نفسي أذهب مع ما يقضي الإشارة الى مكانة هذه المؤسسات الحاضرة في كل ناحية من نواحي المجتمع الأردني، كما هي حاضرة دوماً في وجدان وضمير كل الأردنيين، وكذلك في كل لحظة من لحظات تاريخنا وتاريخ مسيرتنا الوطنية الممتدة منذ عقود.

صحونا فجر الأربعاء على إنجاز نوعي جديد، إلقاء القبض على خلية إرهابية ظنّ أعضاؤها أنهم بعيدين عن أعين الأمن.. فكانت الأعين الساهرة لهم بالمرصاد.. وجدتُ نفسي أريد الحديث بوحاً وأمانة وصدقاً.. وهي مناسبة بوح في حضرة رجال نذروا أنفسهم على الدوام لخدمة الأمة وما زالوا على العهد وسيبقون.. رجال حملوا على عاتقهم حماية المنجزات ودرء المخاطر والأخطار في كل وقت وزمان.. فمنذ أيام طفولتنا ونحن نقرأ ونسمع عن الجيش والأمن والمخابرات.. وقد كبرنا وكبر معنا هذا الأمر وبات معاشاً حياتياً لا يفارقنا.. "الأب والأخ والإبن والقريب والصديق" هم المنتسبون لهذه المؤسسات مما جعلها قريبة دائماً الى القلب وملتصقة بنا تماماً.

إنهم رجال "الله والوطن والملك".. رجال الأردن وعباءته.. يزينون روؤسهم بالشماغ الأحمر والبوريه والتاج على جبينهم.. أبناء الوطن وسياجه الحصين ودرعه المنيع.. ليعيش الجميع فيه بعزة وكرامة.. البواسل الذين تجسّدت فيهم الأماني والطموحات والآمال.. نسور تُحملق بالشمس لتصنع وطناً يحمل التاريخ ليسبق الزمن.

هذه هي الحقيقة المتألقة نكتبها شهادة حق وواجب للتاريخ فينشأ أبناؤنا وفي خيالهم وهج بطولات وتضحيات النشامى.. ويكبرون والعطش الى المجد يستعر في نفوسهم.. فإذا بهم يرون اليوم بأم أعينهم.. فيضمرون للغد أحلاماً طموحة الى آخر حدود الطموح كي يشرق المستقبل من زخمه وعنفوانه.. لأنهم واثقون بأن أحلامهم ستتحقق ما دام جيشهم وأجهزتهم تقوم بواجبها المقدس وبقيادة ملك حكيم وحازم دفاعاً عن سيادة الوطن ووحدة أراضيه وأمن شعبه.

وعلى أساس ما تقدّم.. فإننا قد نختلف ونتجادل وربما نتنافس حد الصراع.. إلا أننا جميعاً نتفق ونرصّ صفوفنا ونوحدها خلف "الأردن والعرش والعسكرية".. ثالوث ثابت حد القداسة غير مسموح المساس به.. وما دون ذلك فليختلف المختلفون.. وليتجادل المتجادلون.. وليتنافس الساسة.. ولتتصارع النخب.. وليلهث كل طامع خلف سراب مطامعه.. وكلمتنا واضحة وجلية.. فالأردن السيّد الحرّ هو قضيتنا.. وهو ضميرنا وشرفنا وهدفنا وسعادتنا.. بعيداً عن "الغنيمة" و"الأجندات" المخبأة في أدراج أصحاب ثقافة الفراغ الكبير.. فنحن في حضرة مستقبل الوطن.. ولا مجال للحسابات.. والأمر لا يحتاج لتحليل.. إنه الوطن ورجاله الذين يحبونه ويحمونه.. إنهم الرجال الذين يحبهم الأردنيون دونما رغبات فردية.. إنهم الضمانة التي لا تخذل.. والوعد الصادق الذي لا يَخلف.. والأمان الذي ترنو اليه كل القلوب.



تعليقات القراء

زهرة الاردن
يسلم ثمك ولو شو ما حكينا ومدحنا قواتنا ما بنوفيهم حقهم
03-08-2012 12:55 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات