لنترك القومية تشربنا الماء ؟


لنكن صادقين مع أنفسنا ودون الدخول في مجاملات القومية العربية ولنعطي الأشياء حقها من التفكير بما يتماشى مع الزمن العربي الحديث ،وهذه الأيام ونتيجة للربيع العربي تم خلط كافة المفاهيم التي تربينا عليها لعقود واليوم أصبح التحالف مع الإمبرالية يمثل قمة الوطنية وأن التحالف مع الشيطان مقابل تغير الحكام يمثل قمة الوطنية .
في الأردن الأن مشكلات عدة وكثيرة يعيشها المواطن الأردني والحكومة تقف عاجزة عن إيجاد حلول لها من باب أن هناك ميزانية عاجزة وفي نفسالوقت حكومة مبذرة ، وخلال الاسابيع الماضية إرتفعت وتيرة أزمة المياه في الأردن للحد الذي جعل سكان الكثير من المدن والقرى يغلقون الشوارع ويحرقون الإطارات من أجلشربة ماء ، ولأن البدائل لهذا المواطن الذي يعاني من دخله المحدود وإرتفاع الاسعار هي شراء متر الماء بما لايقل عن أربعة دنانير .
وعلى الجانب الأخر هناك ما يزيد عن 200 الف لاجىء سوري في الأردن وبخلاف من دخل البلاد بشكل طبيعي وسكن العاصمة وبقية المدن الأردنية ، وهؤلاء الاجئين بحاجة للكثير من الدعم وفي مقدمته الماء ، أما بقية الدعم من مواد غذائية وسكن قامتالعديد من الجهات بتقديمة لها كدول الخليج والعديد من سكان المنطقة ، ويبقى الماء هو الشيء الذي يؤخذ دون مقابل ويعطى لهم ويبقى المواطن الأردني يشتري متر الماء بتكلفة عالية .
وحكومة الطراونه تعيش دور الغائب طوشه عن هذه الحالة ومن باب أن لاتعرف أفضل من أن تعرف وبالتالي تفكر ، ورغم التصريحات المطمئنة التي تصدر عن الوزراء المعنين بأمر الماء تبقى المشكلة يعيشها المواطن بعيدا عن تبريرات أو أية حلول مرحلية تقدمها الحكومة لمناطق بعينها دون غيرها من المناطق .
وبالعودة للإبتعاد عن أية مفاهيم قومية أو عروبية أكل الزمان عليها وشرب ، فنحن في الأردن وكما يصدر عن الكثير من مراكز البحث وصالونات السياسة الدولية أننا نعتبر المرحلة القادمة من مراحل التغييرفي الربيع العربي وهنا سنكون ( لاسمح الله ) محاطين بجيران أنهكتهم الحروب وغير قادرين على مساعدة أنفسهم فكيف سيقدمون لنا المساعدة ، وفي الوقت الحالي معظم الدول العربية وبالذاتالخليجية منها تعلم حجم العبىء الزائد الذي تتحمله الأردن نتيجة لما يحدث في دول الجوار وتكتفي هذه الدول بتقديم الدعم المالي المشروط وهو دعم لايكفي لسد عجز الميزانية التي يفترض أن تصرف على أبناء الوطن فكيف بأعداد الاجئين التي تزداد في كل يوم .
وبالتالي على الحكومة الأردنية أن تعلن لجميع الجهات المعنية بما يحدث على الحدود الشمالية من الوطن أنها حكومة تعجز عن تقديم العون لهؤلاء الاجئين وأنها لايمكنها أن تقدمهم على مواطنيها في الخدمات ، ولتكف هذه الحكومة عن التصريحات الجميلة التي تلقيها من حين لأخر وأنها كحكومة قادرة على التعامل مع الأوضاع بذكاء ، وعليها أن لاتغمض عيونها عن الحقيقة المرة في الشارع الأردني وهي أن المواطن الأردني يدفع ثمن ما يشربه من ماء بأسعارفلكية لايستطيع أن يتحمل تكلفتها لفترات طويلة وموسم الصيف بقي منه أكثر من ثلاثة شهور.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات