أفطرعلى بصلة


مثل طفل صغير يخطو أولى خطواته في عالم الصوم ، يتساءل كل حين متى يأتي موعد الإفطار " مطول " ؟

مثل طفلة تمسك بمصاصة وعلبة عصير، في انتظار الأذان ، تتخاذل جفونها عطشا ، وتترنح أجزائها جوعا . وتردد كل لحظة " أفتحهم ؟ "

مثل ما كانت أمي ، تمسح قطرات العرق المتصبب من كل مكان ، تتمتم بعبارات لا تسمع ، إنما يفهم منها أنها تدعو وتقرأ بعض الآيات القرآنية ، فالوقت مبارك والدعوة مستجابة قبل الأذان .

مثل أبي ، أضبط في آخر اللحظات مؤشر الراديو على قناة "عمان" لأسمع صوت المقرئ وأتيقن من رفع الأذان .

مثلكم ، نجتمع سويا على مائدة الافطار ، نقرب الصحون ، ونحضر الملاعق ، ونجهز كسرات الخبز ، لسرعة الانقضاض على الطعام ، لحظة أن ينطق المؤذن بأول حرف من " الله أكبر " .

مثل كل الصائمين أنا ، اخطط قبل الأذان لأكل ثلاثة صحون من الأرز ، وخمسة حبات قطايف ، وشرب زجاجة كاملة من العصير ، وثلاثة أضعافها ماء ، فالجوع كافر ، والعطش لئيم .

وفور أن يصدح الأذان ، أجد نفسي في غمرة صيام اليوم الطويل ، والجوع العظيم ، والعطش القاتل ، لا أأكل إلا بعض لقيمات ، وشربة ماء ، وينتابني شعور الغثيان ويتحلل علي التعب .

خلاصة القول ... عشمونا بقانون الانتخاب ، وتبين لنا أننا بعد نهار القيض ، وزبد العطش ، وقرقعة البطون والعقول من الجوع ، ولهفة لإفطار أصلاحي بعد الصيام الإقطاعي ، أننا أفطرنا على بصلة .

أه لو بقينا صائمين .... لكنا شبعنا أمل .

Khaldon00f@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات