أحداث سوريا وتأثيرها على الأردن


ها قد اقتربت ساعة الحقيقة لاختفاء حقبة الأسد الى الأبد ومن لف حولهم نتيجة ظلمهم، وعنجهيتهم، وعجرفتهم، ونظرتهم لشعبهم على أن الشعب خادم لهم، وأنهم فوق الشعب، وأنهم أي العصابة الحاكمة في سوريا مبعوثين هم لا غير لحكم الشعب، وباعتقادهم انهم قدر لكي يبقوا على رقاب الشعب حسب اعتقادهم، وتم نسيان أنهم يحكمون على مدى خمسين سنة بالحديد، والنار، والظلم، والقهر، وأنهم سلبوا الشعب حريته وكرامته. وهنا جاء رد الشعب بعد سكوت طويل وصبر يعجز عنه صبر الصابرين، بالمناداة الشعب يريد اسقاط وتغيير النظام والنهج مهما كانت التضحيات، نعم وسوف تُدفع أثمان باهظة وتسيل دماء غزيرة مقابل هذا الاسقاط والتغيير. وكان بإمكان الاسد وحاشيته ان يتجنبوا كل هذه الدماء، والقتل وتفكيك دولة سوريا، لو استمعوا للشعب ماذا يريد، وها هي مطالب الشعب، ولو تواضعوا قليلا، لكن يا للأسف عنجهيتهم، واستكبارهم والتمادي بغرورهم جعل الامور تصل الى هذا الحد من دفع الثمن الباهظ، وبالنهاية سوف يزول حكم الاسد سواء اليوم او غدا. والملاحظ أن جميع الانظمة العربية لم تتعلم وتتعظ مما يجري حولها، وهذا ما حصل لمصر، وتونس، وليبيا، واليمن، وسوريا على الطريق، ويُقال أن الحكمة موجودة وتكمن في قادة الشعوب وهذا صحيح ومنهم ديغول فرنسا وتشرشل بريطانيا أما قادة الدول العربية فثبت انهم مستولون على السلطة، وهم غير مؤهلين لها إلا من رحم ربي. اما تأثير احداث سوريا على الأردن فهي بالتأكيد نحن الاقرب في كل شيء لسوريا، ونحن على تماس مباشر، وأول هذا التأثير هو استقبال الأخوة السوريين بهذه الاعداد الكبيرة، علما انه لا يوجد لدينا لا الماء، ولا الكهرباء أصلا، ولكن ها هو الشعب الاردني والقيادة الاردنية هم اصحاب النخوة، والفزعة. اما بالنسبة حول ما يُقال انه يوجد خلايا نائمة داخل الاردن فهذا لا يخيف احد، من يعرف الاجهزة الأمنية والجيش العربي، وما هي قدراتهم وكفاءتهم وحرصهم على حماية الوطن فلن يدخل الى قلبه أي هواجس علما أن الحذر واجب، ولكن اذا ما جد الجد فإن الشعب الاردني بأكمله هو عبارة عن اجهزة امنية وقوات مسلحة وهذا هو الشعب الاردني وهذا هو ما هو مجرب على مدى عقود من الزمن. اما الخوف الحقيقي والفعلي على الدولة الاردنية هو عدم الاستماع الى الشعب والى مطالب الشعب بتلبية الاصلاحات المطلوبة وجعل الناس تصل الى مرحلة اليأس وعدم المبالاة وهذه هي الكارثة الحقيقة. علما ان الاصلاحات التي تمت غير كافية ومنقوصة وخاصة قانون الصوت الواحد الذي نزل على الشعب الاردني بالبراشوت والذي اعطى انطباع لدى الشعب بالتمسك بالصوت الواحد انه لا يوجد رغبة بالإصلاح لدى المسؤولين والقائمين على امور الناس والشعب ينظر بأكمله الى صاحب القرار بإعادة القانون من جديد الى مجلس النواب لانه ثبت باليقين القاطع ان الملك وحده هو صاحب القرار في كل شيء، لذلك التاثير على الدولة الاردنية هو داخلي وليس خارجي، وهذه الاشارة لمن هو امين ومؤتمن على مصلحة الوطن والمواطن.



تعليقات القراء

سوسو الاردنية
حسبي الله ونعم الوكيل
الله يخلص العالم من ظلم بشار عن قريب يا رب
20-07-2012 06:31 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات