الطيور المهاجرة


تعيش كثير من الأسر حالة من عدم الاتزان العاطفي والنفسي والاجتماعي مرده غياب عنصر أو أكتر من الأسرة غيابا طوعيا ، طلبا للعلم أو سعيا للرزق . تعددت الأسباب والغياب وأثره واحد . وأقصد هنا الأسرة النووية ، المكونة من أب وأم والأبناء . دون التقليل من تأثيرات هذه الحالة على الأسرة الممتدة .
هذه الحالة تنفرد بها منظومة الدول التي أُطلق عليها مجاملة دول العالم الثالث . وللعلم ليس هناك عالم رابع . وتقل في الدول الأكثر تحضرا . حيث الدولة تعرف دورها تجاه المواطن وتلتزم بتلبيتها وتحاسب عليها . فهي توفر التعليم المناسب وبتكاليف مناسبة لطالب العلم ، فعندها تنتفي الحاجة للذهاب لطلب العلم في مناطق مختلفة من العالم ، الا في حالات خاصّة تقتضيها المصلحة .
كذلك فان البطالة وارتفاع نسبتها ، خاصة بين الشباب هي السّمة الغالبة على هذه الدول . ومن العجب أن البطالة طالت بعض المهن والتخصصات التي كانت مطلوبة بشدة سابقا كالطب والهندسة والتمريض والتعليم . وان وُجدت فرصة العمل كانت ظروفها ومردودها غير مناسبة ، ولا تمكن الفرد من تأمين أساسيات الحياة . خاصة عندما يكون الشاب في مقتبل الحياة وهو بحاجة للزواج وتكاليفه والبيت ومتطلباته . أو رب الأسرة صاحب العيال من أجل توفير المال اللازم لتعليم الأبناء وتأمين مستقبل أفضل لهم .
هؤلاء الذين غادروا الوطن من أجل العمل أو العلم ، هم سفراء الوطن في المجتمعات الجديدة ، وسيلة جيدة للتقارب بين الحضارات ونقل الخبرات والقيم مما يؤدي للتمازج الثقافي والأجتماعي . ويساهموا في نهضة وتطور تلك المجتمعات . وهم أيضا مصدر رئيس للدخل لأسرهم وللوطن .
جزء من هؤلاء الأحباب يعودون الآن الى أحضان عائلاتهم ليقضوا اجازتهم في ربوع الوطن وبين أهلهم وأحبتهم ، يحملون شوقهم وعواطفهم وشيء من معاناتهم في ديار الغربة ، يغسلون تعب الأيام وأرق الليالي . يكحلون عيونهم برؤية وطن يريدونه بأحسن حال يخلو من الفساد ومظاهره . ومواطن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، فمناظر الحرائق والمشاكل المتنقلة تسؤوهم وتحرجهم عندما يعودون ويُسألون عن هذه الأحداث ، فالعالم أصبح قرية صغيرة فوسائل الأعلام تنقل مباشرة ما يحدث في أي مكان . وهذا لا يصب في مصلحة الوطن ويعطي للآخرين انطباعا يجعلهم يُحجمون عن الأستثمار والسياحة بل والمعونة . فرفقا بالبلد وأهله الطيبين ومستقبل أبناءه . لهؤلاء الأهل العائدون حللتم أهلا ووطئتم سهلا تحفكم عناية الرحمن وتحوطكم قلوب أهلكم ومحبيكم . فالشوق لكم كبير والحب لكم أكبر .
أما الذين أقتضت ظروفهم أن يبقوا حيث هم على رأس عملهم ، اننا معكم بعواطفنا ساعة بساعة ، فأرواحنا تطوف حولكم وقلوبنا التي سكنتموها تدعو الله أن يحفظكم وبرعاكم ويحرسكم بعينه التي لا تنام .نفتقدكم والغصّة في قلوبنا ، فاليوم الأول من رمضان فيه جرعة كبيرة من الحنين ،تمتد أيدينا بلقمة لتضعها بأفواهكم . في أعماقنا ما تحبون وما تكرهون وأين تجلسون وكيف تتصرفون . فكل ما حولنا يُذكرنا بكم ، فكيف ننساكم وهل ينسى الأنسان أسمه أو نفسه ، والى أن نلتقي نستودعكم الله .



تعليقات القراء

هذلول
الفاضل و ابن الاكرمين
الكاتب و الاستاذ
محمد بدر
اقتباس
" التي أُطلق عليها مجاملة دول العالم الثالث ."
* دول العالم وكيف تم تقسيمهم *

اول من قام بتقسيم دول العالم الى ثلاث كتل هو (الفريد سوفى )

فى عام 1952 حيث وجد بعد الحرب العالمية الثانية ان هناك كتلتين كبرى فى العالم

وهما القوتين التى كانت فى مواجهة بعضهم فى الحرب العالمية

وهما دول حلف الناتوعلى راسها الولايات المتحدة ودول شيوعية على راسها روسيا

ولكن من وجهة نظر الفريد سوفى وجد ان هناك دول لاتنتمى الى اى من القوتين الكبرى

اطلق عليها دول العالم الثالث

* باختصار شديد *
اي ليس مجامله :سبب التسميه


اقتباس
"الطيور المهاجره"

تهاجر الطيور بحثـاً عن أماكن أكثر دفئاً وأوفر غذاءاً وأكثر ملائمة لتناسلها أو للبحث عن ظروف معيشية أفضل ومناخ للراحة والاستجمام .. أو لأهداف أخرى غير معلومة وتقطع فى سبيل ذلك الآلاف من الأميال فى رحلتها ذهاباً وإياباً. والعجيب أنها لا تضل الطريق وكأنها تعرف طبيعة القارات الشاسعة والمحيطات الهائلة وبها من الغرائز ما يحير العقول فمن أودعها تلك الغرائز التى لا تحصى والتى لولاها لهلكت ؟.ولا تنتظر الطيور بالطبع قله الطعام حتى تطير وألا فإنها لن تستطيع أن تقطع مثل هذه المسافات بدون الطاقة اللازمة.فبعض الطيور تضاعف من وزنها قبل السفر مثل الطيور المغردة وتخزن الدهون تحت الأجنحة .. أما الطيور الكبيرة الحجم كالإوز فهي لا تستطيع أن تزيد من وزنها إلا قليلا و إلا فلن تستطيع الطيران.

ويحاول العلماء، إضافة الجديد كل يوم في أساليبهم لتتبع هجرة الطيور .. الطريقة التقليدية في هذا كانت تتم بوضع حلقة في رجل الطائر توضح المكان الذي وجد فيه لتتبع مساره كما حدث في أمريكا وكندا حينما وضعت حلقات لأكثر من 11 مليون طائر .. .. وقد دخل استخدام الرادار والأقمار الصناعية حديثا في توضيح طرق الهجرة وارتفاع وسرعة الأسراب المهاجرة.
هناك ما يقرب من 10.000 نوع من الطيور تتباين في طرق معيشتها وأشكالها وأحجامها بداية من النعامة والتي يصل وزنها إلي 150 كم نهاية إلي الطنان Humming bird الذى يصل وزنه إلى 2.2 جرام الذي يستهلك في طيرانه طاقة كبيرة، لو أراد الإنسان أن يقوم بعمله لاحتاج إلي 13 كيلو من اللحوم المصنعة يومياً وإفراز 45 لتر من الماء في الساعة ليحتفظ بحرارة جسمه .

وتتباين الطيور بشدة في أسلوب هجرتها أيضاً .. قد تتبع مساراً واحداً في الهجرة والعودة أو قد تتبع واحداً في الهجرة وآخر في العودة مثل الطيور المفردة التي قد تجدها عند وادي النيل في طريقها إلي وسط أفريقيا ولا تري في الربيع أثناء عودتها. قد تهاجر الطيور في النهار أوقد تفضل الليل .. قد تقطع مسافات قصيرة في هجرتها وقد تسافر مسافات خيالية .. مثل طائر خطاف البحر القطبي (سنونو) Arctic terns الذي يهاجر في نهاية الصيف إلي القطب الجنوبي قاطعاً مسافة تقدر بـ 14.500 كم. كما يستطيع طائر القطرس Albatross أن يطير حول العالم في 80 يوم فقط عبر المحيط .. بل قد يطير "الدخلة" من نوع الطيور المغردة Warbler ثلاثة أيام ونصف متصلة لا بلامس فيها أرضا .. تخيل معي أنك تجري بأقصى سرعة عندك لمدة 84 يوم دون أن تأكل أو تشرب أو تستريح.

ويختلف وقت الهجرة بين الأنواع المختلفة، بل يختلف في إطار النوع الواحد بين الصغير والكبير، الذكر والأنثى. ذكر طائر الأجيلوس Agelous يهاجر قبل الأنثى بعده أسابيع ليشيد مكانا مناسبا للمعيشة لاستقبال الأنثى .. لبداية موسم التزاوج. بعض الأنواع من الطيور يهاجر فيها الكبير قبل الصغير .. بل وأحياناً الصغير يسبق الكبير في وقت هجرته.

الهجرة مزيج من النشاط الهرموني والبواعث الخارجية كالتغيرات المناخية. النشاط الهرموني يختلف بتغير طول النهار نسبة إلي الليل كعلامة مميزة للفصول الأربعة وفي تجارب مثيرة .. لاحظ العلماء أن بعض الطيور قد تصاب بالقلق والاضطراب قرب ميعاد الهجرة نتيجة للتغيرات الهرمونية مثل طائر السنونو الذي يجتمع في مجموعات ضخمة ويقوم بحركات أكروباتية تنافسية. .. ولكان أسراب السنونو تتواعد علي الأسلاك قبل هجرتها في نهاية سبتمبر في وقت ثابت كل عام.


مع عظيم مودتي و احترامي

جراسا
المحرر المبجل

16-07-2012 09:38 AM
هذلول
الفاضل و ابن الاكرمين
الكاتب و الاستاذ
محمد بدر

ارجو قراءة
مقال الاستاذ و الكاتب الكريم
زياد بطاينه

وتبقى قطر علامه مميزة

مع التعليقات
جراسا
المحرر المبجل
17-07-2012 01:37 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات