كوابيس القيود الأمنية برعاية حكومية!!


بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة لجميع القراء الأعزاء، وبعد:
** فقد أعطيت الموضوع حقه من النقاش وبأسلوب قانوني.. إلاّ أن من لا يحب القراءة ويرغب في قراءة الخلاصة النزول للأسفل لقراءة خلاصة ما كتبت.. **

يجب عند الحديث ابتداءً عن موضوع القيود الأمنية أن أتطرق للحديث عن عدة مسائل هامة.. وهي:
1- تعريف قانون العفو العام.
2- تعريف العفو الخاص.
3- الفرق بين العفو العام والخاص.
برأيي الشخصي فإن كل شخص آدميّ معرض للخطأ.. فلا يوجد بشر معصومون.. فرسول الأمة وهو خير البرية قد عبس في وجه عبد الله بن أم مكتوم الأعمى أيّاً كان السبب.. فكيف بنا نحن البشر؟؟ فكل إنسان معرض للخطأ وخاصة في بعض فترات الضياع وخاصة في عمر الشباب..
والهدف من العقوبة كان سابقاً في جميع دول العالم الثأر والإيلام والتعذيب.. أما الآن فأصبح الهدف منه الردع والإصلاح.. ولذا تم تسمية السجون بمراكز الإصلاح والتأهيل وهو مسمّى رائع.. غير أنه مُنافٍ ومخالف للحقيقة..
فما ذنب من أخطأ مرةً أن يتحمل هذا الخطأ طول فترة حياته؟؟
ولماذا أطلقنا إذاً مسمى مراكز الإصلاح والتأهيل مادامت عبارة عن أماكن يتم فيها اعتقال وتقييد حرية الأشخاص لإيلامهم وليس إصلاحهم لأن يكونوا أعضاءً صالحين في المجتمع؟؟
إن جميع الدول المتقدمة في العالم تقوم بشطب الأسبقية (( القيد )) عن مرتكب الجريمة فور إنهائه لمدة عقوبته.. وذلك لأنهم يرغبون في إعادة تأهيل هذا الشخص ليكون مواطناً صالحاً.. أما لدينا في الأردن فمع الأسف الشديد.. فالقيد يبقى مع صاحبه مرافقاً له حتى بعد موته!! ويتساءل بعض المواطنين عن سبب ضياع الشباب وكثرة الجرائم وتكرارها وكثرة القيود الأمنية على بعض الناس..
السبب وبكل بساطة هو أن كل هذا يتم برعاية حكومية..
س: كيف يتم ذلك؟
ج: يتم ذلك من خلال إبقاء القيد الأمني حتى بعد إنهاء العقوبة وصلاح الشخص وتوبته.. ووجود هذا القيد يُعَدُّ أحد أهم أسباب فساد هذا المواطن؛ فلا يوجد أي وظيفة - حكومية كانت أم خاصة - تقبل شخصاً من أرباب السوابق!! حتى وإن كانت سابقة واحدة فقط هي الأولى والأخيرة في حياته.. ولا يوجد شخص يقوم بتزويج ابنته لأحد أرباب السوابق.. ولا ولا ولا.. إلخ... وبالتالي فإن هذا الشخص يصبح يفكّر.. ما دام أصبح يعلم بأن مستقبله قد ضاع.. وأن قيده سيرافقه حتى إلى قبره..
قيد أو عشرة قيود أو حتى مئة قيد.. نفس النتيجة..
فهو لم يُعطَ فُرصةً ليكون مواطناً صالحاً البتة..
فالحكومة هي من تشجعه على إعادة السلوك الجرمي الذي قام به أول مرة.. ليُعيد الكرّة مرة أخرى ولكن مع جريمة أكبر وبخبرة أكبر فهنا تكون الحكومة قد زادت من نشاطه وخطورته الإجرامية أيضاً مع عدم اكتراثه بالعقوبة لأنه أصبح يائساً من الحياة أصلاً.. فالسجن أصبح أفضل بالنسبة له فهو يريحه على الأقل من مصروفه الشخصي!!
أنا أجزم بأنه لا يوجد شخص سويّ على وجه الأرض يكره الحرية.. فإن كانت الحيوانات أجلكم الله تحب الحرية.. فكيف بمن كرمه الله عز وجل؟؟
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل ابن آدم خطّاء.. وخير الخطائين التوابون " وهنا كلمة خطّاء جاءت بصيغة مبالغة.. أي أنهم كثيرو الخطأ.. وبالتالي فكل إنسان معرض للخطأ ولكن الغالبية منهم وخاصة صاحب القيد الأول في حياته الذي يُسجن لأول مرة.. فإنه يحس بهذا الأمر ويحس بقسوة تقييد حريته وينوي التوبة.. إلا أنه يُفاجأ ويُصدم بأن قيده قد دمّر حياته.. مما يجعله مستقبلاً من أرباب السوابق!!
فأقترح هنا على المسؤولين أن يتم شطب القيد الأمني بعد مرور مدة ثلاثة أو خمسة سنوات كحد أعلى على ارتكاب الجرم دون العودة إليه خلال هذه الفترة.. فإن لم يعد إليه خلال هذه المدة فهذا دليل بأن الشخص قد تاب وامتثل وانصلح حاله وهو المطلوب.. وهو الهدف من العقوبة.. وهو مانريد.. فنحن نريد مجتمعاً صالحاً وليس مجتمعاً مجرماً نحن من صنعه وأنتجه بسبب سوء القرار!!

** أضيف هنا مسألةً هامة جداً:
1- العفو العام:
hazem_aljazi@hotmail.com



تعليقات القراء

حسن المومني
الاخ الكاتب الفاضل
تحية وبعد
اسمح لي ان اخالفك الراي وان اقول ان فيما كتبت الكثير من المبالغات والتي تخالف الوافع
بحكم خبرتي اقول لك ان الكثير من اصحاب القيود (اول مرة )لم تؤثر عليهم او يؤثر على مسقبل وجود هذا القيد واعرف الكثير منهم يعملون بالحكومة والقطاع الخاص ....
بالنسب لموضوع الزواج ....كثير من الناس يزوجون بناتهم لاشخاص لديهم قيود امنية ...حيث ان هذا القيد لا يعني ان الشخص سيء اخلاقيا ...فقد يكون القيد حاث سير او مشاجرة او ايذاء بسيط وغيرها من الامور البسيطة التي لم ولن تمنع زواجه .....ولا يعتبر او يمكن اعتباره شخص غير سوي اجتماعيا ....
الاخ الكاتب الفاضل ...لو رجعت الى شروط التوظيف الحكومي والخاص لوجدت ان الشرط الموجود ضمن التوظيف (((الا يكون محكوما بجناية او جنحة مخلة بالشرف )) وبالاطلاع على القضايا المخلة بالشرف تجد انها محدودة وقليلة كالسرقات وقضايا الثقة العامة
وبالطبع زومن المؤكد انه من الطبيعي الا توظف شخص سبق وان سرق او زور او اختلس ....اليس كذلك ...؟؟؟
ارجو ان اوضح ان معظم القيود الامنية لها فائدة فليس من المعقول ان يتنافس شخصان على وظيفة احدهم يحمل قيود (((ازعر ))والاخر من ذوي الاخلاق الحميدة ولا يفضل الجيد على الازعر ...؟؟؟؟
واخيرا ارجو من الكاتب الفاضل ان يتعمق اكثر وان يراجع الجهات المختصة بهذا الموضوع ((ادارة المعلومات الجنائية))لمعرفة الغاية الحقيقية للقيود وليس بمفهومها الدارج بين الناس على انها سيف على الرقاب وان يتم التوضيح اكثر للناس بشكل رسمي وموضوعي ومن خلال منبر الراي الحر جراسا ........
وشكرا واعتذر وارجو ان يتسع صدرك لما ذكرت
11-07-2012 12:56 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات