خيارين خطة عنان أو الفوضى والحرب


كما شاهدنا ان بعثة هيئة الامم في سوريا كانت ضعيفة ولاتستند على اى شكل من اشكال القوة التى من خلالها تستطيع ان توثر على مجرى الاحداث في سوريا . هذه الازمه الغير مسبوقة في هذا القرن تختلف عن مصر وليبا واليمن وتونس ويبدو ان جميع الاجراءات التي يتخذها المجتمع الدولي حاليا ستودى الى طريق مسدود .
سوريا اصبحت عباره عن حقل تجارب بين لاعبين دوليين كبار الحلف الاطلسي ودول الخليج وبين روسيا والصين اللذان يلعبان دور كبير في تحقيق توازن الاجراءات الامميه للتدخل في سوريا ولايمكن هنا ايضا تجاهل ايران بهذا الخصوص. هنالك تنافس كبير بين هذه التحالفات على سوريا الجيوسياسية الهامه وخاصه روسيا التي لن تتخلى عن اخر معقل لها في المنطقة او المس في منطقة التأثير والاهتمام لها الا اذا ضمنت استمرارية موطئ قدم لها والحفاظ على مصالحها من قبل اى سلطه مقبله.
الازمه مرشحه للتصعيد وليس الانتهاء والنظام السوري ليس مستعدا ان يسقط هكذا مع انه مدرك تماما ان العنف لن يحل الازمه وخاصه مع تصاعد قوى مسلحه من المعارضة مدعومة بالمال والسلاح اقليميا ودوليا تساعد على وتيرة الانشقاقات والاقتتال ونلاحظ الان ان الجيش السوري يقوم بعمليات تطهريه للمدن والقرى السورية بدينامية تدميريه وافراغ السكان منها.
في غياب اى حل بديل للازمه لا يوجد خيار امام المجتمع الدولي حاليا الا تمديد فترة بعثة هيئة الامم في سوريا للتغطية على هذا الفشل وهو الاجراء الوحيد الذى يتفق عليه الجميع روسيا والصين والناتو .لذلك لن يتخذوا قرارا بتعليق عمل المراقبين لان هذا يعنى نهاية وقتل لخطة عنان وخاصه ان امريكا والغرب لا توجد لديهم الشهية حاليا لأى عمل عسكري . التساؤل هنا كيف يمكن للبعثة ان تقوم بأحياء العملية السياسية وتلعب كوسيط سياسي بين الاطراف المختلفة والعالم كله فشل في تحيق ذلك.
يبدو ان الامم المتحدة سوف تأخذ وقتها الطويل لحل الازمه وكما حدث في الكونغو عام 1997 خلال حربها الأهلية حيث تم قتل خمسة ملاين من السكان قبل ان تتدخل هيئة الامم لحل هذه الازمه. هل المجتمع الدولي ينتظر لتطبيق هذه الاستراتيجية والنموذج وقتل مئات الالاف من السورين ليكون سبب كاف للتدخل وايقاف هذه المأساة.
من المفيد هنا ان نذكر ان الاستراتيجية السورية ترتكز على عامل عدم الاستقرار في المنطقة وكعملية ردع لأى تدخل عسكري وهنالك دول في المنطقة تشارك سوريا هذه الاستراتيجية لانعكاساتها وارتداداتها على الصراع العربي الاسرائيلي ودول الخليج وايران. من الصعب التكهن الى اين تسير الامور في المستقبل لكن كل حرب وازمة لابد ان تنتهى مهما طال الزمن وهذا ينطبق على الازمه السورية بدون استثناء.
مأمون أبـونـوار
الكاتب لواء طيار متقاعد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات