مجتمع الفساد


بالأمس القريب ازدات وتيرة الاعتداءات الوحشية ضد الناشطين ، اعتقال ، تهديد بالقتل ، الاضرار بالممتلكات الشخصية ، إعتداء جسدي وتعذيب ،
والبلطجة في الساحة الأردنية تأخذ عدة أشكال بدأ من بلطجة الشوارع مرورا ببلطجة مجلس النوائب المزور وليس انتهاء ببلطجة المسؤولين .
من يخرج ــ سلميا ــ مطالبا بحقوقه يعتبر خائنا للشعب ، من يخرج مطالبا بالاصلاح الاقتصادي والسياسي يعتبر خائنا للوطن ،
ومن يعيث فسادا وإفسادا في الوطن هو الشريف ، وكلما سرق ونهب وفسد أكثر كلما ارتفع في سلم الرفعة الشرف .
وعلى الشعب أن يثبت للحكومة أنه حسن السيرة والسلوك وأنه يستحق وسام الشرف وبالتالي عليه أن يسير في ركب الفساد والسرقة والنهب للوطن ومقدرات الوطن .
على الاخ أن يسرق أخوه ، وعلى الجار أن ( يتبلطج ) على جاره ، وعلى الموظف أن يرتشي وعلى النائب أن يخون ،
وعندما يصل الشعب لهذا المستوى من الفساد والبلطجة سوف ينال رضا الحكومة وينعم بالسعادة .
عندما يكون الشعب فاسدا سارقا ناهبا يستطيع أن يعيش ولن يهمه ارتفاع الأسعار الجنوني ، ولن يقلق لأجل تأمين لقمة العيش لأطفاله ، ولن يلقي بالا إذا كان عاطلا عن العمل ، سيكون بمقدور الشخص أن يعلم أولاده في أحسن المدارس والجامعات ، وأن يدخل أولاده إلى أفضل المستشفيات ، وسينام الليل قرير العين لأنه أمن على نفسه وأطفالة من فاقة الحاجة والحرمان ، وكلما تضيق عليك الحياة فالحل سهل بسيط ، اسرق وانهب وافسد وبع كل ما تطاله يداك ولا يهم إذا بعت الوطن ، المهم أم تعيش لا يهم إن كان على حساب كرامتك ورجولتك أو على حساب جيرانك وأبناء وطنك ،، أسرق وانهب لتكن حسن السيرة والسلوك ،،
ولكي تنجح عليك أن تشكل عصابة وتنصب نفسك زعيما لها لتضمن بقائك ، عليك أن تبدأ طريق السرقة والفساد بشكل ممنهج ومنظم ، عليك أن تتطور تبعا للظروف السائدة ، وقمة الشرف الذي ستناله انك زعيم عصابة ( وهل بعد هذا شرف !!! )
عندما يتحقق ذلك سييكون غالبة الشعب مدافعين عن الفساد ولن يكون هناك مجال للاعتصامات أو المسيرات أو أي نوع من الحراك المطالب بالإصلاح ، سيكون رفع شعار الإصلاح عبثيا لأن ذلك ضد مصلحة الشعب ومن يكون ضد الشعب فهو خائن ولا بأس أن يعتقل ويعذب أو حتى يتم إعدامه أمام الشعب .
ولن نستطيع بعدها ( نحن الفاسدين ) أن نتهم الأخرين بالفساد ولن نجرء ( نحن الفاسدين ) على المطالبة بالاصلاح وتقديم الفاسدين للقضاء .
المعادلة سهلة وبسيطة ، إما أن تكون فاسدا شريفا ، أو نظيفا فاسدا (وشتان ما بين الشرف والفساد ) .
عندما يتحول المجتمع إلى مجتمع للفاسدين ستحل كل المشاكل ، الفساد هو الحل لكل ما يعانيه الشعب من كبت وحرمان وقهر وجوع ، الفساد هو العصا السحرية التي ستنزع الخوف والقلق ، الفساد الوصفة الناجحة لتجريد الشعب من إنسانيته وعواطفه ، الفساد سيساعدك لإلغاء تفكيرك الذي قد يضر بك .
الفساد هو الحل وهو كلمة السر .
كن فاسدا ، كن سارقا ، كن ناهبا للوطن ومقدرات الوطن ، وعندما تحقق ذلك حتما ستضمن حسن السيرة والسلوك وربما يتم تزيين صدرك بوسام رفيع من الشرف



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات