باسم الشعب .. يرتدي البعض ثوب الوصاية


كلمة تتردد في كل مكان وفي كل مناسبة وكثرت أخيرا بعد حلول الربيع العربي الذي قلب الكثير من الموازين التي كانت تراهن على قوتها ولكن إرادة الشعوب حالت دون ذلك وانتصرت المجتمعات على حكوماتها التي لم تكن توفر جهدا من اجل توفير ما تريده قياداتها ولو كان ذلك على حساب الشعوب التي ملت من نتيجة 99.9% التي أصبحت تحصيل حاصل عند أكثر الشعوب العربية ومع حلول الربيع العربي أصبحت هذه القوى السياسية تنادي باسم الشعوب وكان هناك اكثر من جهة تنادي باسم هذه الشعوب ومن هذه الجهات الأحزاب والتيارات والتحالفات وبعض الحركات وبعض الأشخاص .

يستغرب الإنسان من مثل هذه الطلبات التي تتم باسم الشعوب وهي في حقيقة الأمر تنادي من أجل مصلحة حزب أو جهة ما متذرعين بأن الهم الأول والأخير هو مصلحة هذه الشعوب وطبعا كل الأمنيات بأن تكون هذه الطلبات تصب في مصلحة هذه الشعوب ولكن كثيرة هي التساؤلات أين كانت هذه الجهات عندما كانت تعصف بالشعوب الآهات ونحن كغيرنا في الأردن نعاني من مثل هذه الحجج التي تنادي باسم الشعب الأردني والمشكلة أن الشعب الأردني لم يفوض أحد للكلام بالنيابة عنه ولم يكن هذا الشعب الطيب المعطاء صاحب نزعات فردية وفئوية حتى أنه لم يكن من المبادرين لطعن الوحدة الوطنية التي هي عنوان عز وفخار للشعب الأردني الطموح الذي بات يستطيع التميز بين الكلام الجاد والكلام المزين والشعارات البراقة التي ليس فيها أي بريق سوى أنها أبواق لأصحاب أجندة خاصة تريد النيل من أمن الوطن واستقراره وتريد جر الأردن للسقوط في الهاوية .

كم الشعب الأردني محسود على هذه النعمة لكثرة المتحدثين باسمه هذا يطالب بمحاربة الفساد وهذا يطالب بإصلاحات حقيقية وهذا و هذا وذاك والأصوات كثيرة حتى أنها أضاعت مصلحة الوطن والمواطن وسط هذا الزحام وجميل أن يكون للشعب الأردني من ينادي باسمه ولكن من المستغرب ارتداء ثوب الوصاية على الشعب الأردني من أجل مصالح ضيقة لا تفيد إلا فئة معينة أخذت تنادي بالخوف على المواطن وأنها هي صاحبة الولاية عليه فالمواطن لا يريد من يوصله للبحر ويرجعه عطشان ونرجع نخض الماء وهو ماء ومن يراهن على أن الشعب الأردني ساذج فهو لا يعرف شيء لأن هناك فرق كبير بين الطيبة والسذاجة وليس من المستحسن العمل على استغلال هذه الطيبة لدى الإنسان الأردني .

إذا كان الصالح العام وصالح الشعب الأردني الانجرار خلف هذه الزوابع والسير خلف من يرتدي ثوب الحمل الذي يبيع الناس الكلام المعسول ويكون كمن يضع الهواء في قناني وتراه يتشدق ويرتعد خوفا على المواطن الذي يعلم جيدا بأن كل هذه المفرقعات لا تخدم بناء الوطن وتطويره ولن يستطيع من كان التحدث باسم الشعب الأردني والأجدر ممن يعتبرون أنفسهم أوصياء على الوطن وعلى الإنسان الأردني النظر الى المستقبل المشرق والعمل على تطوير الوسائل المناسبة من اجل بناء استثمار اقتصادي وطني قوي يكون المواطن الأردني أحد أهم مكوناته فالطاقات البشرية الأردنية مشهود لها بالخبرة والكفاءة العالية وهذا يقودنا الى أن الإنسان الأردني بحاجة الى الأخذ بيده وتحسين ظروفه المعيشية بعيدا عن مساحيق التجميل .

نعم هناك من يرتدي ثوب الوصاية باسم الشعب الأردني في ظاهر الأمر ولكن المخفي أعظم ولا يضير الشعب الأردني العظيم الذي يتنادى بالعروبة ويفتح ذراعيه للجميع وتراه يعفوا عمن رماه بسهام الغدر من استيعاب هذا القليل ممن ينادون باسمه والشمس لا تغطى بغربال وهامات الأردنيين ستبقى مرفوعة ولن يستطيع أحد من تحطيم نفسيته الوطنية .

كاتب وباحث



تعليقات القراء

صديق_نسيب
تحياتي استاذ ابراهيم. الشعب في الاردن شعب مسلم بالفطرة والمسلمون طيبون وفيهم كل الخير. وما يعانيه الشعب في الاردن يعانيه غالب بلدان المسلمين والهم الاكبر للجميع انهم يؤمنون بالاسلام ويمنع عنهم تطبيق احكام الاسلام يعني هم مسلمون ولا يحكمون الاسلام في حياتهم من هنا ياتي النكد والفقر وغيره (ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكى) فيا استاذ ابراهيم المشكلة حلها لكل شعوب الارض بتطبيق النظام الذي ارتضاه لنا خالقنا ففيه السعادة والعزة للجميع وسلامتكم.
07-07-2012 07:10 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات