نحن نتحكّم في حياتنا


إنّ العلم وإن اختلف في تصنيفه ، فإنّه يهدف إلى تحقيق البهجة والسّـرور للإنسان ، فالعلم في أساسه وجد للنفع والفائدة، ولما لعلم النفس من أثر على الشخصية وسير أمورها في سبيل تحقيق أهدافها ، ولما له من فائدة وفيرة وأهداف عظيمة ، فقد قمت بإجراء مقابلة مع الدكتورة : رغدة عرنكي ، دكتورة علم النّفس في جامعة البلقاء التّطبيقيّة ، حيث تمّ التّحاور معها والنّقاش في أمور وقضايا مختلفة للوصول إلى الأهداف بالتّوعية ، وإدراك ما حولنا ببصيرة مستنيرة ؛ تضيء الأمل في الحياة ، وتعمل على الإرتقاء بمستوى الإنسان إلى أعلى درجات الرقيّ والرّفعة ، لما في ذلك الصّلاح للأفراد بما يضمن إنعكاسه على المجتمع ، وبالتالي تحقيق النّماء والإزدهار .

في نظرة متفحصّة ، يجدر الإشارة إلى محتويات الحديث ، ليتسنى لكم الوصول إلى مرادكم لتحقيق أهدافكم ، وإنجاز تطلعاتكم ، والإيمان بالمستقبل المشرق المضيء .
تمّ التعريف بداية بعلم النفس ، وكيفية إسهامه في إحداث التغييرات في المجتمع ، وطريقة توظيفه لإحداث التطوير بالأفراد بما يمتلكون من استعدادات وقدرات .
ومن ثمّ تمّ التطرق إلى العنف المجتمعي ، وكيفية نظر علم النفس له .
ولما للجانب النفسي الأثر العظيم في نتائج الدّراسة في السنوات المختلفة ؛ فقد تمّ الحديث عن علم النّفس والدراسة ، وإعطاء أفضل السّبل لتحقيق الأهداف المرجوّة والتي بها الخير والإبداع ، وتحقيق الغايات وإنجازها على النّسق المطلوب بكلّ كفاءة وإتقان.
كما وتمّ التطرق إلى العقاب والإيذاء الجسدي وأثره على شخصيّة الفرد، وتوضيح البديل المناسب عنه.
وبعد ذلك تمّ الحديث عن البرمجة اللغوية العصبية ، ماهيتها وأهدافها .
وفيما يلي تفصيل هذه المحاور الرئيسة ، متأملين أن تعمّ الفائدة والخير على المجتمع في سبيل التقدّم وإعمار البنيان ، وخصوصا بطاقاته الشّابة التي تمتلك إمكانات خلّاقة ، فهم الأمل والمستقبل المضيء .

عند التطرّق إلى تعريف علم النفس ، والسؤال عن كيفيّة إحداثه للتغييرات في المجتمع ، كانت الإجابة :
إنّ علم النفس : هو العلـــم الذي يدرس سلوك الإنسان ، ويهدف بدراسة ذلك إلى فهم مشاعره ودوافعه ، والعمل على إيجاد الحلول للمشكلات التّي تعترض تحقيق الأهداف .
كما يعمل علم النّفس على بحث أثر البيئة والعوامل الوراثية في السّلوك الإنساني ، حيث أنّ لها الأثر الكبير في تكوين استعداداته ، وتطوير قدراته المختلفة .
ويشار إلى أنّ الإكتئاب كمرض نفسي له علاقة بالوراثة غالبا، وأنّ البيئة سلاح ذو حدين ؛ إذ أنها تعمل إمّا على تدعيم القدرات والإرتقاء بها أو على تخفيفها وإخمادها بما يظهر الأثر السلبي لها .
وبما يتعلّق بكيفية إسهام علم النّفس بإحداث التغييرات في المجتمع ، فقد أكدّت الدكتورة على أنّ التغيير في المجتمع يلزمه أولا التغيير في سلوك الأشخاص ، كأفراد مكوّنين للمجتمع ، وقد أشارت إلى دخول علم النفس في كافة مجالات الحياة .

أمّا عند الحديث عن علم النفس بأنّه دائما إيجابيّا أم أنّ هناك فرصة لتوظيفه في أمور سلبيّة تؤدي إلى إحداث الدّمار وإنتاج الخراب في المجتمع ، فقد أكدّت الدكتورة على أنّ علم النفس في أساسه علم إيجابي يهدف إلى ما فيه الخير للإنسان وتحقيق مصلحته ، إلّا أنّه يمكن توظيفه في أمور سلبيّة قد تشكّل خطورة في بعض الأحيان .
إذ يمكن للمختصّ من خلال التنويم الإيحائي ، الذي يستطيع به السّيطرة على العقل الباطن أن يقوم بما يهدف إليه هذا العلم من خلال تبديل الأفكار السلبية بالعقل الباطن بأخرى إيجابية ، وبالمقابل فإنّه يستطيع الخروج عن الأهداف السّامية والعمل على تزويد العقل الباطن بالأفكار الهدّامة والمعتقدات الخاطئة التي تؤدّي إلى إحداث الدّمار وهدم البنيان ؛ إذ يمكن استخدام التنويم الإيحائي لتنفيذ جرائم السّرقة والقتــل .

وعند التّطرق إلى إمكانيّة تطوير قدرات الفرد وإمكاناته ، وطريقة توظيف علم النفس لذلك، فقد أكّدت الدكتورة على إمكانيّة توظيف علم النّفس لهذه الغايات التي تعمل على التطوير والإرتقاء بالمستوى والقدرات .
ويتمّ ذلك من خلال فهم الإنسان لذاته والثّقة المطلقة بقدراته ، فكلّ إنسان يمتلك قدرات غير محدودة في مجالات معيّنة ، تمكنّه من الإبداع والتميّز بها .
ولتخرج هذه الطاقات والإمكانات يلزم الإنسان الشّعور بالراحة والأمان ، مع الثقة باستطاعته وقدراته الخلّاقة ، ليتسنّى له توظيف هذه القدرات بما يعود عليه بالنفع وبالتالي على المجتمع .
هنا يتوجب الإشارة إلى أنّ العقل الباطن يعمل على تصديق الإيحاءات المرسلة إليه ، فمثلا : عند القول " أنا لا أستطيع فعل هذا الشيء " فحتّى لو كان الأمر بسيطا ستتشكّل القناعة لدى الفرد بصعوبة الأمر واستحالته ، بما ينعكس سلبا على آدائه ومستوى قدراته .

إنّ العنف المجتمعي ظاهرة ليست وليدة اللحظة وإنمّا هي تعكس مسارها بين الحين والآخر ، والعنف الجامعي الذي نشهده في منارات علمنا يعدّ جزءا من هذا العنف .
أمّا عن أسبابه من وجهة نظر نفسية ، فقد كانت الإجابة كالتالي :
إن العنف المجتمعي في أغلب الأحيان يلامس شريحة الشّباب في المجتمع ، وهي ظاهرة لا تتفق مع النفس الإنسانية وسموّها ، أسبابها متعددّة ومتنوعة وتختلف باختلاف الطبيعة والمكان ، ولكن إن تطرّقنا إلى أبرز ما يمكن أن يقال ، فإنّنا نجد أنّ الفـــــراغ وعدم إشغال الشابّ أوقاته بما يعود عليه بالنفع والفائدة قد يكون السّبب الأبرز في ذلك .
وقد يرجع العنف إلى إضطرابات نفسية ناتجة عن خلافات أسريّه كالإنفصال بين الأبوين ، أو ناتجة عن قضايا إجتماعية مثل الإدمان ، ممّا يؤدي إلى إحداث التوتر في الفرد والأسرة وذلك ينعكس سلبا على المجتمع .
وأشارت الدكتورة رغدة عرنكي إلى أنّنا نستطيع القول أن العنف ناتج عن فقدان لغة الحوار داخل الأسرة ، ممّا يؤدّي إلى إمكانية لجوء الفرد إلى مصادر خارجيّة لتعويض النّقص الحاصل عنده ، محاولا إثبات شخصيته بغضّ النّظر عن الوسيلة حتى وإن كانت عدوانيّة .
كما وأكدّت أنّ الصّداقة لها أثر كبير في شخصيّة الفرد خاصة وإن كان الفرد ممّن يتصفون بشخصية ضعيفة ، يكون سببها غالبا التنشئة الأسريّة الخاطئة ، وبالتالي إحتماليّة حدوث العنف المجتمعي نتيجة لذلك .

وعند الحديث عن الجانب الدّراسي ، وتحديدا بما يتعلّق بالتحصيل الأكاديمي ، ولماذا في بعض الأوقات ورغم الإستعدادات العقليّة لا تكون النّتائج ضمن المطلوب والمتوّقع ، من ناحية نفسيّة نستعرض ذلك ، متأملين الخير للطلاب في تحقيق أهدافهم .
إنّ القلق و التّوتر يعتبران الأسباب الرئيسية لتدني درجات بعض الطّلاب ، خاصة إذا توافر الإستعداد العقلي في الفرد .
وأشارت الدكتورة رغدة إلى أنّ درجة من القلق مطلوبة للإنجاز والإبداع ، ولكن من دون إفراط فيه ممّا يعيق الإنجاز .
وأكدّت أيضا إلى أنّ الضّغط النّفسي وخصوصا من قبل الأهل يشعر الطالب بالتّوتر وبالتّالي إنحدار في الآداء .
كما تطرقت الدكتورة إلى نصيحة للطلاب بأن يحافظوا على الجلوس براحة واطمئنان عند تسلّم ورقة الإمتحان ، والعمل على أخذ نفس عميق من الأنف وكتمه لمدة ثلاث ثواني ، وخلال عملية الشّهيق هذه يحاول الفرد إشعار نفسه بأنّ هذا النّفس سيدخل إلى كلّ ذرة في جسده ، وبعد ذلك يعمل على إخراجه عن طريق الفم ، مع ضرورة إعطاء الإيحاءات للنفس بأنّ التّعب والتّوتر سيخرج مع النّفس ، وتكرار ذلك ثلاث مرات .
لإنهاء القلق والخوف من الإمتحان يلزم الإستعداد الجيّد بقدر كافي قبل الحضور للأداء .
وفي رسالة إلى الأهل ؛ فقد أشارت الدكتورة رغدة عرنكي إلى ضرورة توفير الجو الهادئ والملائم للدراسة المثلى ، وعدم تحميل الأبناء أكثر من طاقتهم وعدم الضّغط عليهم ، حيث إنّ ذلك سيعمل في حال لم يتمّ الإنجاز على الوجه المطلوب والمأمول من قبل الفرد على شعوره باليأس والإحباط ، أمّا عندما ينجز الفرد أكثر ممّا يتوقّع فإنّ ذلك يعتبر تحفيزا ودافعا له للإنجاز وبذل المزيد من الجدّ والإجتهاد لتحقيق أقصى درجات العطاء.

أمّا عند التّطرق إلى الإيذاء الجسدي كأسلوب للعقاب ، فإن علم النّفس يرفض ذلك لما له من أثر سلبيّ على شخصيّة الفرد وإمكاناته ، إذ أنّه يشعر الفرد بالضّعف والإهانة والخوف الذي قد يقوده إلى الفشل .
إنّ العقاب الجسديّ قد يكون في بعض القضايا الحلّ الأخير ، مع مراعاة عدم تنفيذه على الوجه ، وألّا يكون مبرحا مهما بلغت المشكلة أو الذّنب .
وقد أشارت الدكتورة إلى إستخدام العزل كأسلوب جيّد للعقاب ؛ بحيث يتم عزل الفرد في غرفة مضيئة لمدة لا تزيد عن عشرة دقائق ، ممّا يشعر الفرد بالذّنب الذي وقع به ، ويتوجّب عندئذ إعلامه بالذنب الذي استوجب هذا العقاب .

إنّ طاقتنا وإمكانتنا لا حدود لها ، ولا تعرف للمستحيل طريقا ومسارات ، فاتخاذ الأمل هو الطّريق الذي ينجّي إلى تحقيق الآمال والفوز بالمسرّات ، قد نكون سمعنا عن ما يسمّى بالبرمجة اللغوية العصبيّة ولكننا لا نعلم أنّها إحدى تفرعات علم النّفس التي تهدف إلى التطوير وإظهار الإبداع ، في هذا الصّدد أشارت الدكتورة رغدة عرنكي بالتوضيحات التالية :
إن البرمجة اللغوية العصبية تتكوّن من ثلاث كلمات ؛ أمّا البرمجة والتي تعني أنّ أفكارنا ومشاعرنا وتصرفاتنا من الممكن تبديلها من حالة سلبية إلى حالة إيجابيّة ، حيث أنّ تعديل الأفكار يتمّ في العقل الباطن بمرونة .
وأمّا اللغويّة فإنّها تشتمل على اللغة اللفظية ( الكلمات ) ، وغير اللفظيّة ( الحركات ) ، والتي في مجملها تعمل على التعبير عن أفكارنا ومشاعرنا ، وتجسّد الإتصال مع الآخرين وفهم الذّات .
وأمّا العصبيّة فلكونها تتحدث عن الجهاز العصبي وما يتضمنه من حواس تشكّل وسائل الإتصال ما بين البيئة والدّماغ .
لهذا الفرع من العلم فروعا وتطبيقات متشعّبة ، وافتراضات متعددة ؛ سنتوقف على أبرزها :
1- إحترام رؤية الشّخص الآخر للعالم ؛
بمعنى : الإختلاف في وجهات النّظر والإتجاهات أمر من الطبيعي في أيّ مجتمع ، ولتحقيق العيش بتوافق وانسجام يستلزم ذلك منّا احترام وجهات نظر الآخرين التي قد تختلف عن اتجاهاتنا .
ويشار إلى أنّ فرض الآراء وعدم تقبل الرأي الآخر يؤدي إلى الخلافات والمنازعات ويظهر ذلك عادة بين الأزواج .
2- إذا كان شيء ممكن لشخص ما ، فمن الممكن لأيّ شخص أن يتعلّم الشيء ذاته إذا توافرت الرّغبة لذلك؛ بمعنى : أن لا مستحيل مع العزم والإرادة .
3- أنا مسؤول عن ذهني لذا فأنا مسؤول عن النتائج التي أصل إليها .
4- يتمّ الإتصال الإنساني على مستويين ؛ الواعي ، و اللاواعي .
حيث إن الواعي يتعامل مع سبع معلومات بالمتوسّط خلال فترة واحدة ، بينما اللاواعي يتعامل مع 2 بليون معلومة خلال فترة واحدة ، أي أنّ جميع الذّكريات والمعلومات مخزنة في العقل الباطن منذ تكوين الجنين في الرّحم .
إنّ استجابتنا للمثير يعتمد على ما هو موجود في العقل الباطن من معلومات وخبرات.
وقد نصحت الدكتورة رغدة عرنكي الأفراد بضرورة إدخال التفاؤل والإيجابية إلى داخل أنفسنا ، وذلك عن طريق الإيحاءات للنفس بأنني قادر وأستطيع تحقيق الأهداف ، وغير ذلك من الأمور الإيجابية ، وينصح بفعل ذلك قبل النّوم ؛ إذ يكون العقل الباطن في أنشط حالاته .
5- يبذل النّاس أقصى ما باستطاعتهم من خلال المصادر المتوفرة لهم ؛
بمعنى : ليس إيجابيا أن نلوم أنفسنا على فشل سابق قد حدث في فترة معينة ، لا سيّما أننا استطعنا تحقيقه بعد فترة من الزّمن ، والسبب في ذلك أنّ لكل فترة ظروفها وإمكاناتها ، مع التركيز على أن المرة الأولى قد ينقص الفرد الخبرات اللازمة للتنفيذ والآداء ، والتي تكون قد اكتسبت عند حدوث الفشل في المرة الأولى ؛ أي أنّ خبرة الإنسان بتطور مستمر مع مرور الزّمن .
6- لا وجود للفشل إنّما هناك رأيا محددا عن تجربة ؛
بمعنى : عند المحاولة بالقيام بشيء معين إن تمّ الفشل به ، يستوجب ذلك علينا الإصرار على تحقيقه وعدم اليأس والإحباط ، فالأشخاص النّاجحون هم من يمرّون في محطات من الفشل فتكون السبب في إصرارهم وعزمهم على الإنجاز والنجاح.
يتوجّب الإشارة هنا إلى أنّه يمكننا تغيير أفكارنا إلى الأفضل بما يحقّق زرع الأمل والتفاؤل في أنفسنا من خلال الإيحاءات النفسية وتكرار العبارات الدافعة إلى الإنجاز ، مثل : أنا قويّ ، أنا عظيم ، أنا أستطيع ... ، مع التنويه إلى أنّه يتوجّب علينا عند فعل ذلك الإبتعاد عن العبارات السلبية التي وضع بها النفي لتصبح ذات معنى إيجابي ، كقول : أنا لست خائفا ، عندئذ يتشرّب العقل الباطن الخوف ككلمة سلبية تؤثر على مستوى الأداء وتحقيق الإنجاز.

إنّ حياتنا تحت تصرّف عقولنا ، فلنعمل على زرع الأمل والتفاؤل في مختلف القضايا والأوقات ، لنسمو بطاقاتنا وإبداعاتنا ، لنصل إلى تحقيق غاياتنا وأهدافنا ، بما يتوافق مع الإستعدادات والقدرات ، فالقدرات خلّاقة لدى الجميع ، ولكن يستلزم إستخدامها بالشكل الصحيح ، والعمل على تنميتها بالطريق السّليم ، لتحقيق الأهداف والفوز بالسعادة ، والعيش بطمأنينة وراحة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات